BBC
ووصفت إيران رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه “كاذب” بعد أن اتهمها بخداع العالم بشأن خططها النووية.
وعرض نتنياهو ما قال أنه نسخ من ملفات إيرانية مفصلة لمشروع لبناء أسلحة نووية، والذي ذُكر أنه أُوقِف قبل 15 عاماً.
وقالت إيران إنها لم تسع قط لبناء قنبلة عندما وقعت اتفاقًا دوليًا للحد من النشاط النووي في عام 2015.
وهدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب من الاتفاقية. أما حلفاء أمريكا مثل المملكة المتحدة وفرنسا فقد دعوا إلى الحفاظ على الاتفاقية، بحجة أن إيران التزمت بها، حين قللت من قدرتها على إنتاج اليورانيوم المستخدم في صنع الأسلحة.
وزادت العداوة بين إسرائيل وإيران، عندما قامت إيران ببناء جيشها في سوريا على مقربة من إسرائيل.
ووصف المتحدث باسم وزارة الخارجية بهرام قاسمي السيد نتنياهو بأنه “كاذب ومخزي، ليس لديه ما يقدمه إلا الأكاذيب والخداع”. وتابع أن اتهاماته مستهلكة وعديمة الفائدة ومخزية”.
وقال وزير الخارجية جواد ظريف أن الوثائق التي عرضتها إسرائيل هي إعادة صياغة لادعاءات قديمة تعاملت معها بالفعل الوكالة الدولية للطاقة.
ما هو دافع إسرائيل؟
تقول إسرائيل أن إيران ليست شريكًا موثوقًا، وأن اتفاقية 2015 لم تبن على نية حسنة. وقال مارك ريجيف السفير الإسرائيلي في لندن، عقب عرض نتنياهو للملفات الإيرانية السرية المزعومة، أن الحكومة الإيرانية أخفت عن عمد برنامجها النووي العسكري.
وقال: “لقد ضبطناهم في نهاية المطاف متورطين في الكذب بشأن ما يعد عنصرًا مصيريًا في الاتفاقية، وهو شرط أساسي لتنفيذ تلك الصفقة في المستقبل”.
لم يقدم السيد نتنياهو تفاصيل مزعومة عن مشروع “عماد” فحسب، بل قال أن وزارة الدفاع الإيرانية واصلت مشروعها بعد إغلاقه في 2003، ومتابعة المعلومات الجديدة بشأن الأسلحة النووية، ونقل نتنياهو عن رئيس البرنامج المزعوم قوله “الأنشطة الخاصة” ستستمر “تحت عنوان تطورات المعرفة العلمية”. وقال نتنياهو أن العمل ما زال مستمرًا في المشروع، دون تقديم أي دليل.
جدول مشروع عماد الزمني:
- أواخر الثمانينات من القرن الماضي، بدأت إيران في إجراء أبحاث سرية بشأن الأسلحة النووية.
- عام 1999 تم إطلاق مشروع عماد، وفقًا للمخابرات الإسرائيلية. في السنوات التالية، رفض الرؤساء الإيرانيون باستمرار السعي للحصول على أسلحة نووية.
- في عام 2002 كشفت صور الأقمار الصناعية عن مواقع نووية إيرانية، واتهمت واشنطن إيران بالسعي لأسلحة الدمار الشامل.
- في 2003 تحدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إيران لإثبات أنها لا تسعى إلى برنامج للأسلحة النووية. وتبع ذلك عمليات التفتيش وتم إنهاء “عماد”، وفقا لتقرير الوكالة لعام 2015.
- في 2006 وافقت الأمم المتحدة على فرض أول جولة من العقوبات على إيران، بعد أن فشلت في إثبات أن برنامجها النووي ليس بغرض التسلح.
- في 2011 قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران تقوم بأبحاث لا يمكن استخدامها إلا لتطوير قنبلة نووية.
- 2013 انتخب الرئيس الإصلاحي حسن روحاني في إيران، مما أعطى دفعة لمحادثات مع القوى العالمية بشأن البرنامج النووي.
- وفي 2015 تتوصل القوى العالمية إلى اتفاق مع إيران بشأن الحد من نشاطها النووي مقابل رفع العقوبات الاقتصادية عليها.
- 2018 إسرائيل تعرض ما تقول أنه دليل موثق على أن مشروع عماد موجود منذ 15 عامًا، وتتهم إيران بمواصلة ما سُمي بـ “الأنشطة الخاصة”.
كيف ردت الوكالة الدولية للطاقة الذرية؟
أشار أحد تقارير الوكالة في 2015، إلى بعض الأنشطة الإيرانية من عام 2003 والتي لها صلة بتطوير جهاز متفجر نووي. ووفقًا لهذا التقرير، فلم يكن هناك بعد 2009 أي مؤشرات موثوقة على وجود أنشطة في إيران ذات صلة بتطوير جهاز متفجر نووي.
ماذا تقول الولايات المتحدة؟
رد البيت الأبيض في البداية على مزاعم نتنياهو بقوله إنها تتفق مع إدراكهم أن إيران (لديها) برنامج “سلاح نووي سري وفعال”.
ومع ذلك، فإنه في وقت لاحق، صُحح البيان عن طريق تغيير صيغة الفعل إلى (كان لديها)، وأُلقي باللوم على “خطأ كتابي”.
وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أن الوثائق أثبتت “دون أدنى شك” أن إيران لم تكن تقول الحقيقة. وطالب دونالد ترامب بفرض قيود دائمة على تخصيب اليورانيوم الإيراني.
وحذر من أن الولايات المتحدة سوف تنسحب من الاتفاقية في الثاني مايو، ما لم يعالج الموقعون الأوروبيون على الاتفاقية والكونجرس مخاوفه.
ماذا عن اللاعبين الرئيسيين الآخرين؟
قالت فرنسا إن المعلومات التي عرضتها إسرائيل يمكن أن “تؤكد الحاجة إلى ضمانات طويلة الأجل بشأن البرنامج الإيراني”. وأضافت أن الأدلة أكدت ما عرفته الدول الأوروبية منذ أكثر من عقد ونصف.
وقال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون أن عرض نتنياهو حول أبحاث الأسلحة النووية الإيرانية السابقة، يؤكد على أهمية الحفاظ على القيود المفروضة على إيران للحد من طموحات طهران النووية”.
وقال “الاتفاقية النووية الإيرانية لم تقم على الثقة بنوايا إيران، بل قامت بعد يقين قوي”.
وقالت مفوضة الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، أن هذه الوثائق لا تثير أي تساؤولات بشأن التزام إيران بالاتفاقية، لكن ينبغي تقديمها إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتحليلها.
ما هي صفقة 2015؟
أدت الاتفاقية الموقعة بين إيران والولايات المتحدة والصين وروسيا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا إلى رفع العقوبات الاقتصادية المعوقة لإيران، في مقابل فرض قيود على برنامج طهران النووي. وبموجب خطة العمل المشتركة الشاملة، تلتزم إيران بخفض عدد أجهزة الطرد المركزي الخاصة بها، وهي آلات تستخدم لتخصيب اليورانيوم. كما أنه يهدف إلى خفض مخزونها من اليورانيوم المخصب بشكل كبير، وألا تخصب اليورانيوم المتبقي بما يكفي لإنتاج أسلحة نووية.