بعد أيام قليلة ستحتفل المطربة الإيرانية الجميلة جوجوش بعيد ميلادها الثامن والستين، وقد إنتشرت مؤخرًا صورة لها تجمعها بأبنها كامبيز قرباني، ولم يصدق الكثيرون أنها بهذا العمر لإحتفاظها بجمالها وأناقتها و أيضًا محبيها في كل أنحاء العالم.
النشأة
ولدت فائقة آتشین الشهيرة باسم گوگوش / جوجوش في الخامس من مايو لعام 1950 في طهران، وقد انفصل والداها وهي في عمر العامين، وفي سنٍ صغير بدأت تشارك والدها في عروضه المسرحية، فظهرت موهبتها الغنائية والإستعراضية، وقد أحبها الجمهور فاستعانوا بها في أدوار صغيرة في السينما وهي في عمر السابعة، ومن الجدير بالذكر أن ” گوگوش ” هو اسم ارمني يطلق على الأولاد، أطلقه عليها عمها وهي صغيرة، فاشتهرت به في الأسرة والمسرح، ثم أصبح اسمها الفني.
بمرور الوقت تحولت الطفلة التي لم تكمل دراستها من كثرة أعمالها الفنية و الأضواء حولها إلى أشهر مطربة في إيران، وامتد جمهورها إلى خارج إيران، وغنت بلغات غير الفارسية كالإنجليزية والفرنسية والأسبانية والإيطالية والعربية، فأصدرت العديد من الألبومات الغنائية، كما مثلت عشرات الأفلام السينمائية في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، وقدمت برنامج شهير يقال أن شوارع طهران كانت تصبح خالية تمامًا وقت بثه، كما كانت محبوبة في القصر الملكي و مطربته الأولى في المناسبات والإحتفالات، فأصبحت في السبعينيات وهي في العشرينيات فقط أسطورة نسائية تسمى الموضة باسمها.
بعد الثورة الإسلامية
برحيل الشاه، وتحول إيران إلى جمهورية إيران الإسلامية، هاجر معظم الفنانين إلى الخارج، ولكن جوجوش رغم تواجدها في آمريكا وقت اندلاع الثورة، عادت إلى إيران، فتم استدعائها لمحكمة الثورة، و أخطرت بحظر موسيقى البوب وغناء النساء في إيران، ومنعت من السفر، وفي رئاسة محمد خاتمي رُفعت بعض القيود، وسمح لبعض النساء بتقديم البرامج لكنها لم تكن من بينهن.
ظلت أكثر من عشرين عام في إيران حبيسة منزلها، وفي عام 2000 سُمح لها أخيرًا باستخراج جواز سفر ومغادرة البلاد .
عودة للفن ونجاح كبير
بعد عقدين من التوقف والعزلة، أصدرت جوجوش ألبومها الجديد الذي قد سجلت جزء منه في الخفاء في إيران وتم تسجيل الباقي في كندا، وبعد إصداره، حصد نجاح منقطع النظير، وفوجئت جوجوش باستمرارية حب الجميع لها حتى الأجيال الجديدة، وبمجرد أن أعلنت عن حفل غنائي تزاحم عليه كل الإيرانين والناطقين بالفارسية في الخارج.
وبالإضافة إلى حفلاتها في الخارج، تقيم سنويًا الحفلات في دبي وقد تصل قيمة التذكرة إلى ألفي درهم، يحضرها آلاف المحبين لها من إيران وخارجها.
كما صورت الكثير من الأغاني الحديثة، وقد أثارت أغنيتها ” الجنة ” كثير من الجدل حيث جاء تصويرها في إطار رومانسي لفتاتين مما يؤكد دعمها لحقوق المثلين.
تزوجت ملكة البوب الإيراني أربع مرات، ولديها أبن و حفيدين، تعيش الآن في الولايات المتحدة من أجل فنها ورسالتها وجمهورها الذي عشقها، والذي وصفت علاقتها مع بأنها مطربة أربعة أجيال متتالية، لتثبت لأعداء الجمال أن مازادها الغياب إلا حضورًا !