قبل عام تقريباً، كان منتجو النفط متخوفين من زيادة النفط الخام في السوق، لكن الآن صار الخوف من أن الطلب سيفوق المعروض. وقد رفع هذا الاحتمال من أسعار النفط إلى أعلى مستوى لها منذ عام 2014.
وتقول وكالة الطاقة الدولية أن الطلب العالمي على النفط يمكن أن ينمو إلى ما يقرب من 100 مليون برميل في اليوم هذا العام.
ولكن عندما يتعلق الأمر بسعر النفط في عام 2018، فهناك عدة أشياء يجب أن تؤخذ في الاعتبار.
أولها: احتمالية انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاقية النووية الإيرانية. ففي الثاني عشر من مايو على الرئيس دونالد ترامب أن يقرر ما إذا كان سيعيد فرض العقوبات التي تم تخفيفها في مقابل تخفيض إيران لبرنامجها النووي أم لا. وهذا الأمر من شأنه أن يمنع الصادرات النفطية الإيرانية التي تمثل مليوني برميل يومياً.
وفي حالة أعاد ترامب فرض العقوبات، فلن يكون تأثيرها هذه المرة كبيرًا مثل العقوبات السابقة، لأن الولايات المتحدة هي التي ستفرضها وحدها. وبهذا سيحدث تحولًا في صادرات النفط الإيراني نحو الشرق، وبالفعل بدأت صادرات إيران بالزيادة في آسيا.
ويُسهل انخفاض إنتاج النفط الإيراني أو الفنزويلي من تحقيق أهداف منظمة أوبك (منظمة الدول المصدرة للبترول) والدول الأخرى بخفض الإنتاج العالمي. وهذا الأمر يجعل الرئيس ترامب غير مسرور، ففي تغريدة له قال: يبدو أن أوبك تعيد الكرة من جديد. أسعار النفط مرتفعة جدًا بطريقة مصطنعة، وهذا ليس جيدًا، ولن يكون مقبولًا.
وقبل التغريدة أعلنت المملكة السعودية أنها تريد أسعار النفط أن تتراوح من80 إلى 100 دولار للبرميل.
وقال أوليفييه جاكوب، المحلل في مؤسسة بتروماتركس للاستشارات النفطية : “هذا لن يعود بفائدة على الولايات المتحدة، وأعتقد أن هذا هو الإنذار الأول من الرئيس لأوبك حتى لا تسمح بارتفاع الأسعار”.
ومن جانب الرئيس الأمريكي، فهو لا يريد العودة إلى تلك الحقبة التي وصل فيها البرميل إلى 100 دولار والتي عاصرت حكم أوباما. فقد تثير أسعار النفط المرتفعة قلق المستهلك في الولايات المتحدة. ومع الأجندة الأمريكية الجيوسياسية في الشرق الأوسط، فإن ترامب لا يريد أن ترتفع أسعار النفط كثيرًا.
ويقول جاكوب: “إذا انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاقية النووية الإيرانية، فإن تأثير العقوبات لن يكون كبيرًا مثل تأثير العقوبات السابقة لأن الولايات المتحدة ستكون وحدها المنسحبة. لذا فنحن سنرى تحولًا في صادرات النفط الإيرانى نحو الشرق، وبالفعل فقد بدأت صادرات إيران نحو آسيا في الارتفاع. لذا أعتقد أن إيران ستقوم على الأرجح بتخفيض سعر النفط الخام من أجل إبقاء عملائها في آسيا”.