بعد أن تم الفتح الإسلامي لإيران عام 23هجريًا، تحولت اللغة الرسمية للإمبراطورية الفارسية وهي البهلوية بمرور الوقت إلى اللغة العربية ككثير من البلاد كمصر وسوريا وفلسطين، حيث كانت العربية بالطبع لغة الدولة الإسلامية مترامية الأطراف، وكذلك لغة الحكام والدواوين وكبار القادة و التجار، لذا كان لزامًا على من يريد التقدم والإرتقاء أن يتعلم اللغة العربية، ومن هنا بدأت الفارسية تتراجع شيئًا فشيء.
وظل الإيرانيون يتحدثون اللغة العربية قرابة مائتي عام، حتى بدأوا في المناداة بإسترجاع لغتهم القديمة كنوعٍ من التمسك بهويتهم الفارسية، ويقال أنه لم يظهر نتاج أدبي بعد دخول الإسلام إيران بالفارسية إلا مع بداية القرن الرابع الهجري الذي كان بداية العصر الذهبي للأدب الفارسي حتى القرن الثامن، ثم بدأ عصر من الانحطاط والتراجع.
وقد واجهت عودة الفارسية من جديد مشكلة كبيرة، وهي الخط، حيث كانت الخطوط الفارسية القديمة كالخط الميخي والخط المسماري والخط البهلوي بالغة الصعوبة، لذا تم إستخدام الخط العربي لكتابة اللغة الفارسية، ولم يستطيعوا التخلص من العربية بالكامل، فارتدت آلاف الكلمات العربية ثوبًا جديدًا وأصبحت جزء من اللغة الفارسية الحديثة، فأغلبية الكلمات الدينية و المذهبية والتاريخية هي كلمات عربية الأصل، أحيانًا يتغير معناها، وأحيانًا تظل كما هي.
وهناك أربعة أحرف فقط في اللغة الفارسية ( گ چ پ ژ ) ليس لها مقابل بالعربية.
ومن الجدير بالذكر أن اللغة الفارسية الحديثة تأثرت أيضًا بلغات أخرى كالتركية والمغولية.
أهم الأعمال
بعد أن عادت اللغة الفارسية احتفظت اللغة العربية بمكانتها، فقد كان الأدباء والشعراء يفتخرون بكونهم من أصحاب اللسانين أي يجيدون الفارسية و العربية، وهناك أعمال كثيرة كتبت بالعربية كي يسهل انتشارها وفهمها بين كافة شعوب بلدان الدولة الإسلامية ولأن لغة القرآن الكريم لها اثر محبب في نفوس العوام من المسلمين, فأصبحت لغة الأدب والعلم والدين والفلسفة والرياضيات، فقد دون بها أبن سينا الكثير من كتبه، وأيضًا الأمام أبو حامد الغزالي وكتابه العظيم إحياء علوم الدين ، ورسائل عمر الخيام العلمية.
ومن الجدير بالذكر أن الفرس قد أختلفوا فيما بينهم في تقبل الفتح الإسلامي لإيران، فالبعض أعتبره خلاصًا من نفوذ الدولة الساسانية والطبقية التي كانت متفشية في البلاط الفارسي، والبعض اعتبره هزيمة كبرى فقد دخل أجانب أراضيهم ونشروا دينهم ووضعوا حاكمًا منهم عليها.
ولكن الطبع الآري لدى الإيرانيين لم يجعلهم يرضوا بالانغماس في المجتمع العربي سيان معارضين أو متفقين، فعلى الرغم من تمسكههم بهويتهم ولغتهم، تمسكوا كذلك بالدين الإسلامي وأحبوه حتى ولو اعتنقوا مذهب مغاير عن الأغلبية، فلم يرتدّوا كي يعودوا للديانة الزردشتية كأقوامٍ نُشر فيها الإسلام، ثم بمرور الوقت عادوا لديانتهم الأولى كالسواد الأعظم من الهنود مثلًا. فالمسلمين في إيران يمثلون نسبة 99% من سكان إيران.