قالت شبكة CNN الإخبارية الأربعاء أن مسؤولي المخابرات الأمريكية والإسرائيلية قلقون من عدد من رحلات شحن جوية خرجت من إيران إلى سوريا في الأسابيع الأخيرة.
وأكد مسؤول في الإدارة الأمريكية أن الولايات المتحدة وإسرائيل تخشيان استخدام الطائرات لنقل الأسلحة للقوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد، أو القوات الإيرانية في البلاد، والتي يمكن استخدامها بعد ذلك لمهاجمة إسرائيل.
على الرغم من أن أمر هذه الشحنات ليس بالجديد، إلا أن هذه الرحلات الأخيرة وصلت في أعقاب غارات الولايات المتحدة على أهداف عسكرية سورية في 13 أبريل ردًا على هجوم بالغاز الكيماوي على بلدة دوما والذي قتل العشرات.
ونشر حساب على تويتر خاص بتتبع حركة الطيران في جميع أنحاء العالم تفاصيل عن رحلتي شحن على الأقل تابعتين للقوات الجوية السورية بين إيران وسوريا، وصرح المسؤول الأمريكي لشبكة CNN أن رحلات جوية أخرى بما في ذلك طائرة شحن إيرانية واحدة على الأقل قد رصدتها أجهزة الاستخبارات.
كما أعلنت الشبكة الإخبارية عن مخاوف من أن هذه الرحلات كانت محملة بالصواريخ المضادة للطائرات التي استنفذت عندما استهدفت سوريا الطائرات الإسرائيلية التي قامت بغارة في فبراير. وكانت إسرائيل قد قامت بهجمات على أهداف في سوريا بعد أن دخلت طائرة بدون طيار محملة بالمتفجرات إلى المجال الجوي الإسرائيلي في العاشر من فبراير. وقال الجيش الإسرائيلي في ذلك الوقت إن ما بين ثلث إلى نصف الدفاعات الجوية السورية قد دُمرت خلال الغارات.
وخلال هجوم سوري ضد طائرات إسرائيلية، أصيبت طائرة F-16 بنيران مضادات الطائرات وتحطمت في حقل في شمال إسرائيل بعد نجاح الطيار والملاح في الخروج منها.
واتهم مسؤولون غربيون إيران بترك الحرس الثوري الإيراني يستخدم خطوط طيران مدنية ظاهريًا، للقيام بمهام نقل عسكرية إلى سوريا من مطار مهرآباد في طهران.
على سبيل المثال، تعرضت شركة طيران Pouya –وهي شركة شحن جوية إيرانية- لعقوبات أمريكية في عام 2014 بسبب “نقل بضائع غير مشروعة، بما في ذلك أسلحة، إلى عملاء إيران في بلاد الشام”، وفقًا لوزارة الخزانة الأمريكية.
وتأتي المحاولات الإيرانية لإدخال أسلحة متطورة إلى سوريا في وقت يشهد توتراً غير مسبوق بين إسرائيل وطهران، بما في ذلك التهديد المتبادل بالهجوم. ومؤخرًا، توعدت إيران بالانتقام بعد الضربة الجوية على قاعدة T4 الجوية في سوريا في أبريل، والتي قتلت العديد من الشخصيات العسكرية الإيرانية، واتهمت إيران إسرائيل بتنفيذها، وهو ما لم يتم تأكيده حتى الآن.
وقال الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومى فى إيران “على شمخاني” اليوم الثلاثاء أن طهران ستختار الوقت والمكان لتنفيذ ردها “المحتوم” على الغارة.
وقال علي شمخاني للصحفيين: “لا بد أن الكيان الذي يعطي نفسه الحق في مهاجمة سيادة دولة أخرى، واستهداف القوى التي تحارب الإرهاب، قد فكر في نتائج وعواقب ذلك الهجوم، وما سيصاحبه من ردود فعل”.
وجاءت كلمات شمخاني بعد أيام من نشر الجيش الإسرائيلي خريطة تبين خمسة قواعد واقعة تحت سيطرة إيران في سوريا، والتي من الواضح أنها ستشكل أهدافًا محتملة لإسرائيل إذا نفذت إيران أي نوع من الهجوم.
ولدى إيران مجموعة متنوعة من الصواريخ، مثل أرض-أرض، وقصيرة المدى، ومتوسطة المدى التي يبلغ مداها 300 كيلومتر، وكذلك صواريخ بالستية طويلة المدى من طراز شهاب، والتي يمكنها أن تصيب أهداف من على مسافة تزيد عن 1300 كيلومتر.
وللتصدي لتلك التهديدات، تمتلك إسرائيل نظام دفاع صاروخي متعدد المستويات، يتكون من القبة الحديدية لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى، وقذائف الهاون، و”مقلاع داوود” لاعتراض الصواريخ متوسطة المدى، و “آرو” لتدمير الصواريخ البالستية، والصواريخ البعيدة المدى.