شبح العنوسة أصبح خطرا يواجه دول العالم أجمع وليس دولة أو مجتمع ما بحد ذاته فأرقامها بدءا من مطلع الالفية الثالثة أصبحت مرعبة وفي ازدياد كبير بالأخص في المجتمعات ذات الطبيعة العلمانية.
لكن الكارثة الحقيقة أن هذه الظاهرة تفشت أيضا خلال العقدين الماضيين بالمجتمعات ذات الطبيعة الديية، التي يجبر فيها اعراف وتقاليد المجتمع الشباب على الزواج وتكوين الاسر والعائلات ورغم ذلك واستناجا على الاعباء الاقتصادية الملاقاة على تلك الفئة العمرية اتجه الكثير منهم إلى العزوف عن الزواج وهو ما يحدث الان بالجمهورية الاسلامية الإيرانية.
أرقام الجهات الحكومية
وففقا لإحصائيات خارجة من دائرة الاحوال الشخصية في إيران ونشرت عبر وسائل اعلام عالمية وإيرانية مطلع العام الجاري، فان هناك 12 مليون و 70 الف رجل أعمارهم ما بين 20-34 سنة وهو سن الزواج بالنسبة للرجال منهم 5 مليون و 570 الف رجل لم يسبق له الزواج وهذا يعني أن 46 % من مجموع الذكور الصالحين للزواج لم يتزوجوا حتى الان.
في حين هناك 11 مليون و 790 سيدة في إيران أعمارهن ما بين 15 – 29 سنة وهو سن الزواج بالنسبة للفتيات منهم 5 مليون و 670 الفن لم يتزوجن إلى الان وهذا يعني أن نسبة العنوسة بين الفتيات في إيران هي 48 % اي ما يقارب نصف الفتيات في إيران عوانس.
والأرقام المرعبة اجتماعيا لم تتوقف عند هذا الحد، فان هناك ايضا 320 الف رجل إيراني أعمارهم فوق الـ 34 عاما ولم يتزوجوا ابدا و 980 الف فتاة أعمارهن فوق 29 سنة ولم يتزوجن اي أن هناك ما يقارب المليون و 300 الف شخص بين رجل ومارآة وقد فاتهم سن الزواج كما هو متعارف عليه في المجتمع الإيراني,
إضافة لى تلك الأرقام فانه يوجد هناك 214 الف رجل و 440 الف سيدة يعيشون حياة العزاب بسبب الطلاق وهذا يعني أن هنالك ما يقارب 14.5 مليون شخص في إيران في سن الزواج وهم غير متزوجين النسبة الاكبر منهم بسبب العنوسة ونسبة ليست باللقيلة بسبب الطلاق والأنفصال.
أين الحقيقة؟
ورغم ذلك يبدو أن الأرقام المنسوبة للحكومة الإيرانية لا تقول سوى نصف الحقيقة وهو ما تؤكده تصريحات شهلا كاظمي الخبيرة الإيرانية للشئون الاجتماعية والدراسات والتي نشرت في نوفمبر من العام الماضي عبر صحيفة “آرمان” الإيرانية والتي أكدت فيها أن نسبة العزاب الان في إيران تصل إلى ما يقرب من 70 % من جملة الشباب (نساء ورجال) الصالحين للزواج من الناحية الطبية والصحية بالمجتمع الإيراني.
وقالت كاظمي استناد لى دراسات خاصة بالشباب الإيراني فان سن الشباب في إيران بين الفتيات يترواح بين 15-29 عاما وقد أدى انتشار ظاهرة ارتفاع سن الزواج او الامتناع عنه بين الشبابا إلى انخفاض عدد المواليد في المجتمع الإيرانين خصوصا الشباب الذي يمثل 25% من سكان إيران اي نحو 20 مليون نسممة بينهم 9 ملايين و900 الف فتاة.
وأوضحت كاظمي أن الشباب في إيران منقسون إلى ثلاث مجموعات عمرية : المجموعة الاولى من سن 15-19 ويبلغ عددهم 5 ملايين و 400 الف شاب والمجموعة الثانية من سن 20-24 وعددهم 6 ملايين شاب و400 الف شاب اما المجموعة الثالثة فهي من سن 24-29 عاما ويبلغ عددهم 8 ملايين و 200 الف شاب.
ما يشير غلى أن النسبة الاكبر من الشباب تتمرركز في المجموعة العمرية الثالثة بينما يقل عدد الشبابا في المجموعتين الثانية والاولى وذلك بسبب الامتناع عن الزواج مما أدي لانتشار ظاهرة العنوسة بين الرجال والنساء والتي تمثل حاليا 70% من الشباب يندرجون تحت فئة العزاب.
كيف يواجه النظام تلك الظاهرة؟
وأمام تلك الظاهرة كيف يتعامل النظام الحاكم بالجمهورية الاسلامية الايراية للوقوف في طريق تفشي هذ الظاهرة، هذا ما نشر عبر صحيفة الانبندنت البريطانية منتصف عام 2015 حيث قالت إن إيران وفي إطار محاولتها لمكافحة العنوسة في المجتمع، أطلقت موقعا رسميا لتزويج الشباب وانه لن يكون شبيه بالمواقع المشابهة المتواجدة بكثرة عبر شبكة الانترنت وانما يسعى للتوفيق بين الشباب من خلال تقديم بعضهم لبعض بعد مراجعة ملفاتهم ومعلوماتهم الشخصية.
بالمناسبة في إيران يوجد اكثر من 350 موقعا على الشبكة العنكبويتة الهجف منها في المقام الاول التعارف بغرض الزواج.
الحكومة الإيرانية ايضا توفر للشباب قروض ضعيفة الفائدة لتسهيل عمليات الزواج كما انها تقدم معونات للاباء والامهات فضلا عن صرفها لجميع وسائل منع المحل بالمجان.
ولكن يبدو أن هذه الخطوات لم تأتي بثمارها لان الحكومة الإيرانية هي من اعترفت بنفسه في 2015 أن الجمهورية الاسلامية بها 11 مليون نسمة يعانون من العنوسة، وبعد 3 سنوات فقط تضخم هذا الرقم بشكل كبير كما اشرنا في بداية الحديث.
ماذا بعد العنوسة؟
ولان المشكلات لا تأتي فراد دائما فانه صاحب انتشار هذه الظاهرة بمجتمع الملالي تفشي عدد من المشكلات ايضا إلى جوارها واتلي بالاساس وجدت في سبيل التعامل معها، وونتحدث هنا عن ظاهرة الزواج الابيض المنتشر بشكل ما الان بين الشباب الإيراني رغم انكار النظام الحاكم.
فامام العنوسة لم يجد بعض الشباب امامه فرصة للتعامل مع الامر سوى بالزواج الابيض المتمثل في حياة مشتركة بين الرجل والمرآة من الناحية كل شيء سواء الامور المادية والمعيشية والحياتية بدون اي عقد كتابي او ديني وهو ما يتشابه بشكل كبير مع ما يحدث مع نظام المواعدة في الغرب الذي يبدء بعدة لقاءات جنسية بين الرجل والمرآة ثم يتم الانتقال للعيش سويا في بيت واحد وقد ينتهي الوضع في بعض الاحيان إلى زواج بعد انجاب عدة اطفال اولا يصل إلى حد الزواج من الاساس.