خلال العقد الأخير انتشرت ظاهرة بين الممثلات الإيرانيات تمثلت في إقدامهن على خلع الحجاب مع العلم أن هذا الامر أحد المحظوارت في الجمهورية الإسلامية الإيرانية وارتدائه إجباريا وليس به أي اختيار.
ورغم أن تلك الخطوة تثير الجدل دائما في دولة الملالي بين انتقادات من جماهير تلك الممثلات واستغلال الواقعة من بعض المنظمات المدنية واطلاق الدعوات إلى انه جاء الوقت للثورة على كل ما هو اجباري بمجتمع الملالي حتى ولو كان الحجاب النابع من هوية البلد الدينية.
ولكن كل ذلك أمر معتاد نسمع عنه بين الحين والاخر، لكن المريب في الامر انه لا تمر فترة طويلة على اقدام هؤلاء الممثلات على خلع الحجاب إلا ويفاجئن جماهيرهن من جديد ويعلنن انضمامهم لشبكة قنوات gem التركية رغم أن الحجاب أمر لا يتعارض مع ثقافة الجمهور المتابع للقناة الذي اغلبه بالمناسبة مقسم بين تركيين وإيرانين وأفغان.
صدف طاهريان
ونجد تجسيدا حيا لذلك في صدف طاهريان التي اشتهرت كعارضة و ممثلة في إيران ( 30 عام)، بدأت مشوارها الفني بفيلم ” لا أحد لامكان “. فمنذ عامين نشرت صور بلا حجاب، ثم نشرت فيديو تؤكد فيه أن حسابها لم يُخترق وأنها من نشرت الصور كتعبير منها عن رفضها الحجاب الإجباري، كما صرحت بهجرتها إلى دبي، وعدم رغبتها في العودة والتمثيل في إيران.
بعد ذلك انتشرت الأخبار عن التحاقها بشبكة جيم، وتعاقدها على اداء عدة أفلام، ولكنها بعد ذلك صرحت أنها غير راضية عن الحياة في تركيا، وتجد صعوبة في تعلم اللغة التركية.
الممثلة الإيرانية على العموم ومنذ ظهورها الاول ودائما كانت مثارا للجدل فقبل ذلك كانت قد هزت الساحة الفنية الإيرانية كلام عبر حوار سابق لها مع وسائل إعلام أجنبية حينما اكدت وجود فساد أخلاقي في السينما الإيرانية، وأن الكثير من المخرجين وشركات الإنتاج الكبرى قد طالبوها بالتعري و القيام بأفعال مخجلة لتصل إلى ما تريده وتحصل على أداوار في اعمالهم الانتاجية ، وحينها وأكد على حديثها هذا بعض العاملين في المجال، بينما نفى البعض منتقدين سلوكها وتصرفاتها.
وما بين مؤيد ومعارض تبقى الإجابة لدى صدف، وعلى كل حال حادثة ريحانة ليست ببعيدة، الفتاة الإيرانية التي حاول مسئول كبير الاعتداء عليها، و أُعدمت لقتله. الفساد رغم التدين الظاهري موجود.
رابعة اسكويي
وإذا كان البعض يختلق الاعذار لصدف بحكم اندافعها في خطواتها بسبب حداثة سنها فصاحبة الـ 52 عاما الممثلة التليفزيونية والسينمائية الإيرانية الشهيرة رابعة اسكوبي واحدة من اخريات ايضا اقدمن على نفس الخطوات. فصاحبة الملامح البسيطة التي جعلتها قريبة من القلوب وكأنها فرد من أفراد الأسرة أو الحي، ولكن فجأة انتشرت صورها بلا حجاب، و اندهش الجميع باتخاذها قرار الهجرة إلى تركيا للإنضمام لشبكة قنوات جيم، فتعرضت لهجوم كبير.
وبعد فترة اختلفت رابعة مع شبكة المذكورة وانفصلت عنها، ثم عادت إلى إيران منذ بضعة أشهر، ورحب بها الكثيرون من الفنانين والمتابعين لها، بعد نشرها صورة بالحجاب مرة أخرى في حرم الأمام عبد العظيم، و كتبت رسالة مؤثرة إلى جمهورها مفادها أنها قد عادت للبلد الذي تحب والشعب الذي تنتمي له.
وفي تصريحٍ لها قالت أن انضمامها إلى Gem أضاع مشوار 25 عام في التمثيل من أجل اللاشيء، والآن هي تعمل في مجال الإستثمار.
چکامه چمن ماه
چکامه ( 37 عام ) والتي تملك في رصيدها الفني حوالي 25 عمل سينمائي وتليفزيوني حتى الان، كانت قد صدمت جماهيرها في إيران الذي أحبها منذ أول أدوارها في فيلم ” أكون أو لا أكون ” حينما استيقظ على صور لها دون حجاب على صفحتها على الإنستجرام، وهذا أمر جلل بالطبع في المجتمع الإيراني، وبعد الإنتقاد العنيف الذي تعرضت له قامت بحذف الصور، ولكنها قد اتخذت قرار الهجرة والالتحاق بشبكة جيم، والانضمام لفريق سعيد كريميان لتنفيذ عشرات الأفلام والمسلسلات، ولكن بعد عودة رابعة، انفصلت چکامه عن الشبكة هي الأخرى وعادت إلى إيران، وقد ذكرت أن هذه الخطوة جاءت نتيجة للضغوط المفروضة من قبل كريميان، ورغم انتشار الشائعات بعودتها إلى إيران، نفت مؤكدة أن لديها ارتباطات فنية خارج إيران.