يرى الكثيرون من مؤمني نظريات المؤمراة أن الولايات المتخدة الأمريكية نجحت بفضل إنتاجات هوليوود السينمائية في غزو العالم أجمع فكريا وتصدير الكثير من المعتقدات حول دورها الإيجابي والمقذ دائما في أغلب الأزمات الطبيعية منها وحتى تلك التي من صناعة الإنسان كالحروب وما يشبهها.
لكن في المقابل البعض ممن لا تسيطر عليهم نظريات المؤمراة تلك ينصفون هوليوود وإنتاجاتها ولا يرون فيها سوى أنها تعبير واضح عن وجهات نظر صناع تلك الاعمال السينمائية في ما تتناوله من ازمات وقضايا دون أن تحمل اجندات دولة بحجم الولايات المتحدة الأمريكية تريد تمريرها إلى مشاهدي تلك الأفلام.
وبين مؤمني نظريات المدرسة الاولى وأصحاب وجهات النظر المغايرة نستعرض في السطور التالية مجموعة من إنتاجات هوليوود السينمائية التي تناولت عدد من الوقائع التاريخية الحربية لبلاد العم سام لنرى سويا هل بالفعل هوليوود تبرر تدخلات أمريكا العسكرية في دول العالم.
أحداث 11 سبتمبر
صباح الحادي عشر من سبتمبر من عام 2001 استيقظ العالم اجمع على مجموعة من الهجمات الارهابية استهدفت برجي مركز التجارة العالمي بمنهاتن أمريكا ونتج للاسف عن هذة الهجمات الاف الضحايا والمصابين الذين حزن عليهم كل من يحمل صفة الإنسانية، لكن قيادات الولايات المتحدة كان كل ما يشغلهم في ذلك التوقيت كيفية الرد على منفذي تلك الهجمات المنسوبة لاسامة بن لادن وتنظيم القاعدة وحركة طالبان في افغانستان، واقدمت على ارسال عدة حملات عسكرية للسيطرة على الوضع هناك قبل الاقدام من قبل عناصر التنظيم على توجيه هجمات أخرى تستهدف منشأت ومواطنون أمريكيون.
وهو ما تناوله صناع فيلم “Lone Survivor” من تأليف وإخراج بيتر بيرج ومن بطولة الممثل مارك ويلبرج واللذان حاولا أن يوثقا سينمائيا لما يعرف بعملية الجناح الأحمر التي قام بها فريق السيل 10 بالجيش الامركي عام 2005 والذي يكلف بالذهاب في مهمة اثناء حرب افغانستان بهدف القبض على أحمد شهد أحد زعماء حركة طالبان.
الفيلم يقدم تاريخا لكيف فشلت تلك المهمة وقتل جميع اعضاء الفريق على يد عناصر الحركة باستثناء ناجي واحد ساعده قدره ومواطنون افغان من البقاء على قيد الحياة حتى تسلمه عناصر الجيش الأمريكي.
الفيلم لا يختلف بشكل كبير عن معظم إنتاجات السينما الأمريكية في تلك الجزئية فيظهر امتعاض وكراهية السكان المحليون لعناصر التنظيم والحركة ويظهر ايضا محاربتهم لهم ومحاولات الوقوف في طريق سيطرتهم على بلادهم وهو ما فيه انصاف كبير لكل ما يرفض العمل الارهابي مهما اختلفت جنسيته سواء كان أمريكيا او من افغانستان.
قبل أشهر قليلة خرج من عباة السينما الأمريكية فيلما أخر بعنوان “12 Strong”من إخراج نيكولاي فاجسليج وشارك في تأليف بيتر بيرج مؤلف الفيلم السابق ومن بطولة الممثل كريس هيمسورث.
يتناول الفيلم هو الاخر ما حدث في الصراعات الحربية بين أمريكا وعناصر تنظيم القاعدة لكن هذة المرة يتناول أحدى انجح حملات الجيش الامركي بافغنستان فكافة التقارير كانت تؤكد أن عناصر الحملة لن ينجوا وسيعودوا إلى وطنهم من جثة في تابوت لكن الـ 12 اعضاء الفريق نجحا في اتمام مهمتهم في مساعدة عدد من المقاتلين الافغان اصحاب الوفاق مع السياسيات الأمريكية في محاربة عناصر حركة طالبان واسترداد عدد من المدن الافغانية التي كاناو قدا سيطروا عليها قبل قدوم الأمريكان وليس هذا فقط بل نجى اعضا الفريق كاملا بما في ذلك القائد الثاني للفريق الذي كان قد تعرض اثناء المواجهات العسكرية للعديد من الاصابات والأعيرة النارية.
الفيلم ايضا لم يخذل المعترضون على نظريات المؤمراة واظهر كيف أن اغلبية الشعب في افغانستان يبحث عن حياة ادامية إنسانية دون تعصب او ارهاب لكنه في نفس الوقت اعطى لاصحاب نظرية المؤمراة بعضا ممن يبحثون عنه فالفيلم مليء بالكثير من المشاهد التي تعظم من شجاعة وإنسانية وكرامة وجرآة وكل المعاني الجميلة في الكون التي تخطر ببالك والصقها بالجندي الأمريكي.
غزو العراق
غزو العراق 2003 او السقطة السوداء في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، تناولت السينما الأمريكية هذا الحدث في أكثر من عمل سينمائي من بينهم “American Sniper” المقتبس من السيرة الذاتية للقناص الأمريكي كريس كايل واخرجه كلينت ايستوود وقام ببطولته الممثل برادلي كوبر.
عبر قصة القناص الأمريكي صاحب السجل الاعلى بين زملائه في قتل اعدائه قدم مخرج الفيلم العديد من المحاباة للجانب الأمريكي في الحكاية على حساب الجانب العراقي وليس هذا فقط بل حاول عبر هذا الفيلم أن يمرر لمشاهديه اعتقاد بان العراق لها صلة بهجمات 11 سبتمبر.
ما لا يعرفه البعض أن هذا الفيلم شارك في بطولته الممثل المصري سامي الشيخ والذي قدم خلاله شخصية القناص العراقي الذي كان المنافس الاول لبطل الفيلم الذي حاول طيلة الفيلم أن يكون قابض ارواح عناصر الجيش الأمريكي ولهذا كان يرد عليه القناص الأمريكي بفتكه بالعراقيين المسلحين كما يقول لنا مشاهد الفيلم.
وفي حوار سابق اجتمعت فيه مع الممثل المصري أكد حينها أن قصة الفيلم وقت تعاقده على المشاركة فيه كانت مغايرة للكثير من الاحداث التي قدمت في النهاية وكان من المقرر أن يخرجه احد المخرجين المنصفين للعرب وللمسلمين والقناص العراقي القادم م خلفية رياضية حيث كان احد ابطال العرب بالاولمبيات كان من المفترض أن يكون العنصر الايجابي بالفيلم الذي يقدم الصورة الحقيقية للكثير من العرب الذين يخدمون اوطانهم ولا يسعون وراء القتل والدماء فقط لكن بتغير المخرج واسناد مهمة اخراجه لايستوود تغير كل شيء.
في المقابل هناك فيلم “The Green Zone” للمخرج بول غرينغراس ومن تأليف براين هليجليند ومن بطولة الممثل مات ديمون والفيلم بحق فيه انصاف كبير لحقيقة ما حدث بالعراق فالعمل يظهر أن غزو العراق من قبل أمريكا جاء نتيجة معلومات مغالطة عن امتلاك العراق لاسلحة نووية ولا يكتفي صناع الفيلم على اظهار تلك الحقيقة فقط بل يظهرون ايضا أن كل ما حدث بالعراق كان نتيجة تلاقي اطماع أمريكية في بترول العراق مع اطماع مسئولون عراقيون في الاطاحة بالرئيس العراقي وقتها صدام حسين والوصول إلى السلطة.
الفيلم بالطبع لم يخلي من بعض المشاهد التي تعظم في الجندي الأمريكي لكن للحق تستعرض الإنسانية بشكل عام دون النظر إلى جنسية من يحملها وإلى جانب ذلك تواجدت مشاهد احدى شخصيات الفيلم (جسدها الممثل المصري خالد عبدالله) الجندي العراقي السابق صاحب الاعاقة الناتجة عن مشاركته باحدى الحروب والذي يحمل هو الاخر الكثير من الإنسانية ويبحث طيلة الفيلم عن قتل المسئول العراقي الذي تسبب في مجيء الأمريكان إلى بلاده حتى يتمكن من ذلك في النهاية في الوقت الذي يحاول فيه الجندي الأمريكي بشتى الطرق أن يقبض عليه لتقديمه للمحاكماة والمسألة القانونية لكن رصاص الجندي العراقي يسبقه ويقتله وحينما يسأله لماذا اقدمت على ذلك يرد عليه بواحدة من اكثر جمل الفيلم انصافا لاصحاب الارض الحقيقيون العراقيون ويقول له “لست أنت من يقرر ماذا يحدث هنا”.
الحرب العالمية
كثيرا هي تلك الأفلام الأمريكية التي تناولت الحرب العالمية الاولى والثانية بالطبع هناك من بينها من انصف الحقيقة وهناك من انصف الجانب الامركي، لكن ما قدمه الممثل ميل غيبسون في تجربته الاخراجية “Hacksaw Ridge” عن قصة الجندي الامركيكي المسالم ديزموند دوس، يستحق الوقوف عنده.
الفيلم الذي قام ببطولته الممثل اندرو جارفيلد يقدم مزيج منصف من جميع الشخصيات فهناك السيء قبل الجيد ولم يقدم الطرف الاخر من الفيلم على انه الشرير دائما وابدا.
وقبل كل ذلك الرسالة الإنسانية التي حملها بطل الفيلم الذي رفض أن يحمل سلاحا ويقتل احدا وبدلا من ذلك يختار أن يعمل مسعفا اثناء الحرب لمساعدة زملائه في البقاء على قيد الحياة وحتى حينما يجد نفسه وسط المعركة وحيدا بدون اي من عناصر جيشه الذين تعرضوا لكمين من العدو يهم على إنقاذهم واحد تلو الاخر دون أن يسمح لنفسه بحمل بندقيه وانهاء حياة شخص ما.