نيويورك تايمز
هدد الرئيس ترامب بشن غارات صاروخية ضد سوريا لمعاقبة حكومة الرئيس بشار الأسد على هجومها بالأسلحة الكيماوية في السابع من أبريل على إحدى ضواحي دمشق.
لكن تهديد ترامب معقد بعض الشيء، بسبب وجود القوات الروسية والميليشيات الإيرانية، التي تدعم قوات الرئيس الأسد منذ بداية حرب السبع سنوات الأهلية.
لأمريكا وروسيا وإيران مواقع عسكرية في سوريا، ولكن ركزت القوات الأمريكية في سوريا بشكل أساسي على محاربة الدولة الإسلامية في شمال شرق البلاد.
قُتِل أكثر من 40 شخصًا، وأصيب العشرات في هجمات وقعت في ضاحية دوما بدمشق نهاية الأسبوع. منذ ذلك الحين، وعد ترامب مراراً وتكراراً بضرب سوريا – كما فعل في العام الماضي عقب هجوم كيميائي قاتل في محافظة إدلب- ومن المحتمل أن يدفع الولايات المتحدة بهذه الخطوة إلى صراع أكبر.
في أواخر عام 2015، نزلت القوات الأمريكية إلى أرض الحرب في سوريا مع فريق صغير من قوات العمليات الخاصة، على أمل إقامة تحالف مع الميليشيات المحلية والجماعات المتمردة التي يمكنها أن تقاتل الدولة الإسلامية.
في الأشهر التالية، نما عدد القوات الأمريكية. وشن حلفاؤهم الأكراد والعرب، الذين عرفوا فيما بعد باسم “القوى الديمقراطية السورية” ، هجمات برية أدت في النهاية إلى خسارة الدولة الإسلامية لمعاقلها في مدن منبج الشمالية وعواصمهم الفعلية في الرقة.
وفقًا للبنتاغون، فهناك حاليًا ما يقدر بنحو 2000 جندي أمريكي في سوريا، وأدى تدفق القوات إلى تحويل ما كان في البداية فرقة أولية من الكوماندوز في سيارات مصفحة إلى نسخة مصغرة من الوجود العسكري الموسع في العراق المجاورة. فالقوات تنتشر عبر مئات الأميال من الأراضي السورية -وتتصدى لأي هجوم تركي محتمل على المناطق الكردية في منبج، وفي وادي نهر الفرات الأوسط، حيث لا تزال بقايا الدولة الإسلامية صامدة في شرق البلاد.
وقال البنتاغون إنه يركز على القضاء على المتطرفين في الدولة الإسلامية، ويقاتل في مناطق غير مريحة بالقرب من القوات السورية والقوات الإيرانية. واضطرت قوات الولايات المتحدة إلى تنسيق المجال الجوي مع الطائرات المقاتلة الروسية في سوريا. وتقاطعت مسارات القوات الأمريكية مع مسارات مرتزقة روسيين وميليشيات مدعومة من إيران، بما في ذلك معركة ضارية في فبراير وعلى الحدود العراقية في الربيع الماضي. وفي يونيو، أسقطت طائرة عسكرية أمريكية نفاثة طائرة حربية سورية كانت تحاول قصف مقاتلين مدعومين من أمريكا على الأرض.
وكنتيجة لذلك، أدى الجمع بين جهات أجنبية ومقاتلين وحلفاء محليين إلى إثارة غضب القادة الأمريكيين الذين يحاولون إبقاء قواتهم بعيدة عن الأذى دون إثارة لمواجهة دولية. إلى جانب وحدة قوات العمليات الخاصة، فإن الوجود الأمريكي في سوريا يشمل القوات التقليدية المكلفة بتأمين المواقع الريفية، والمهندسين لبناء القاعدة، والطيارين لعمليات الطيران والمدربين للقوى الديمقراطية السورية، وفقًا لمسؤولي الدفاع.
عندما وصلت القوات الأمريكية لأول مرة إلى سوريا، كان هدفها الأساسي ضمان أن القوات المحلية التي تقاتل الدولة الإسلامية مدربة بشكل جيد ومجهزة، ويمكن أن تهاجم ومعها الدعم الجوي الكافي لدعمها.
في أوائل عام 2016، ظهر مهبط هليكوبتر معدل في شمال شرق سوريا بالقرب من الحسكة. وبعد عدة أشهر، تم تصوير قوات العمليات الخاصة البريطانية في قاعدة بالقرب من تقاطع الحدود بين سوريا والأردن والعراق في أقصى الجنوب. وتحولت بعد ذلك البؤرة الاستيطانية المعروفة باسم التنف إلى مركز رئيسي للقوات الأمريكية والمتمردين السوريين المتحالفين بما أنهم قد حولوا هجومهم نحو وادي نهر الفرات.
في ذلك الربيع، مضت القوات الأمريكية والقوات الكردية والعربية قدمًا باتجاه مدينة منبج. بدأت القوات الغربية – بما في ذلك عدد من طائرات الهليكوبتر الهجومية والمتخصصة لنقل الجنود- في الظهور عبر صور التقطت بواسطة الأقمار الصناعية في مصنع للأسمنت يقع بين منبج والرقة. وبحلول نهاية صيف عام 2016، استعاد التحالف بقيادة الولايات المتحدة والقوات المحلية منبج من الدولة الإسلامية، وزود البنتاغون عدد قوات الولايات المتحدة في سوريا إلى 500.
وفي يونيو الماضي، ومع اندفاع القوات الديمقراطية السورية للاستيلاء على الرقة، ظهرت لقطات فيديو التقطتها شبكة سي بي إس في قاعدة جوية أمريكية جنوب مدينة عين العرب على الحدود التركية. وكان القاعدة المؤهلة لهبوط طائرات شحن أمريكية كبيرة، قد اكتملت مع وجود مدرج طائرات يعمل، وخيام للقوات التي تتدفق إلى البلاد.