ذات يوم كنت أقرأ قصة إيرانية، و لفت انتباهي جملة “به بهمن جلالي ” أي ” إلي بهمن جلالي “، ظننته في البداية كاتب إيراني، وتابعت القراءة قليلًا ثم توجهت عيني للاسم مرة ثانية، فأحببت أن اعرف من هو، بحثت عنه كثيرًا وقرأت، وإلى الآن لم أكمل القصة ولكنني عرفت من هو بهمن جلالي.
وُلد جلالي عام 1944، درس الإقتصاد رغم عشقه للتصوير، ففي ذلك الوقت لم يُعترف بالتصوير الفوتوغرافي كفنٍ مستقل بذاته، ولكن عدسة بهمن فريدة الموهبة جعلت من التصوير فن، و من الصور لوحات تستحق التأمل والثناء، و أرشيفًا للحب والحرب.
بدأ عمله كمصور صحفي في الكثير من المجلات والجرائد أهمها مجلة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، ثم سافر إلى إنجلترا لتعلم فن التصوير، وهناك بدأ عمله في استديو جان فيكرز المصور الإنجليزي الشهير، وكان هذا العمل سبب انضمامه إلى الجمعية الملكية للمصورين البريطانيين، ثم أقام الكثير من المعارض الفنية خارج إيران.
و قد عاد بهمن إلى إيران لتنفيذ مشروع فني قبل قيام الثورة الإسلامية، فجعله القدر يرصد لنا عن قرب اللحظات الأولى للثورة، ونرى عيون تضم مزيج من الأمل والخوف والحلم، وسرعان ما تبدأ الحرب الإيرانية العراقية التي استمرت ثمان سنوات، و قد نتج عن هذه الحقبة أهم أعمال بهمن جلالي.
ومن أشهر أعماله إضافته لتغييرات ومؤثرات بصرية على صور إيرانية تعود إلى العصر القاجاري، وأعاد نشرها، وقد أشاد الكثير من النقاد والفنانين بجميع أعماله.
وشارك في مشروع طباعة صور إيران في ألمانيا، كما أنتج الكثير من الأفلام الوثائقية، ومن الجدير بالذكر أنه ظل لسنوات يحاضر في جامعات إيران، كما أسس جمعية التصوير الإيراني.
في عام 2007 تم إقامة معرض له في أسبانيا، وقد اعتبره أهم محطة في حياته العلمية بعد أربعة عقود من التصوير حيث قال ” من المهم لكل مصور بعد 40 عام من العمل الجاد أن تقيم له مؤسسة كبيرة معرض كهذا، ولكن للأسف لم أستطع أن أقيمه في إيران، ولم يفكر أحد من المسئوليين في هذا الأمر”.
وقد أقام جلالي 50 معرضًا فنيًا في إيران و إنجلترا وفرنسا و اسبانيا والمانيا واستراليا و دول أخرى.
أهم الأعمال
قد نشر بهمن جلالي كتب تضم صوره وهي :
ـ كتاب الفن الافريقي الأسود. نتاج عدة أسفار إلى عدة دول افريقية )
ـ أيام الدم وأيام النار (بالتعاون مع كريم إمامي).
ـ خرمشهر ( كتاب تصوير بالأبيض والأسود )
ـ العثور على الكنز ( صور من العصر القاجاري)
ـ عدة أفلام وثائقية عن الحرب الإيرانية العراقية، و إحتلال الجيش العراقي لمدينة خرمشهر.
ـ وآخر أعماله الفيلم الوثاقي ” صور غير مكتملة ” الذي عُرض في عديد من المهرجانات العالمية.
وفاته
توفى بهمن جلالي عام 2010 بعد معاناة من مرض سرطان البنكرياس الذي تسبب في وفاته، لكنه لم يستطع إيقافه عن فنه و تلاميذه الأوفياء اللذين يهدون إليه أعمالهم الأدبية والفنية.