حالة من الارتباك الدولي، بعد تهديد الولايات المتحدة بالتحرك بشكل أحادى ضد إيران بعدما استخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار غربى فى مجلس الأمن الدولى ينتقد إيران ويتهمها بالتقاعس عن منع وصول أسلحتها إلى جماعة الحوثى فى اليمن، فيما رأى مراقبون أن الرد الأحادي الأمريكي سيكون بالتدخل عسكريا في الأراضي اليمنية عن طريق الدعم المخابراتي الغير مباشر لقوات التحالف العربي.
وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكى هيلى للصحفيين خلال زيارة إلى تيجوسيجالبا عاصمة هندوراس «إذا كانت روسيا ستواصل التستر على إيران فسوف تكون الولايات المتحدة وحلفاؤنا بحاجة إلى اتخاذ إجراء من تلقاء أنفسنا. إذا لم نحصل على إجراء فى المجلس فسوف يتعين علينا عندئذ اتخاذ إجراءاتنا».
والفيتو الروسى هزيمة للولايات المتحدة التى تضغط منذ شهور لتحميل إيران المسؤولية فى الأمم المتحدة وهددت فى نفس الوقت بالانسحاب من الاتفاق النووى المبرم بين إيران والقوى العالمية فى العام 2015 إذا لم يتم إصلاح ما تصفها بأنها «عيوب كارثية» فيه.
وصاغت بريطانيا مشروع قرار بالتشاور مع الولايات المتحدة وفرنسا تضمن في بادئ الأمر التنديد بإيران لانتهاك الحظر المفروض على واردات السلاح للمتمردين الحوثيين فضلا عن التزام من المجلس باتخاذ إجراء بهذا الشأن.
وتحتاج مسودة القرار موافقة تسعة أعضاء وعدم استخدام أي بلد من الدول دائمة العضوية حق النقض «الفيتو».
ويسعى مشروعا القرارين لتجديد الحظر الذي فرضته الأمم المتحدة على إمدادات السلاح لقادة الحوثيين «وأولئك الذين يعملون لحسابهم أو بتوجيهاتهم». كما يمكن أن يتضمن إدراج أشخاص وكيانات على القوائم السوداء لتهديدهم السلام والاستقرار في اليمن أو إعاقة عمليات الإغاثة.
رفع درجة الحرب بالوكالة
وتوقع الدكتور عبد الله الأشعل، خبير العلاقات الدولية أن تلجأل الولايات المتحدة الأمريكية إلى رفع درجة الحرب بالوكالة التي تستخدمها في اليمن أمام التواجد الإيراني والروسي الممثل في الحوثيين، حيث تتصارع كل من إيران والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة منذ وقت طويل على إيجاد موطئ قدم في اليمن.
وأشار الأشعل، في تصريح لـ «إيران خانة»: إلى أن «الأمريكيون اهتموا باليمن الفترة السابقة في إطار الحرب على الإرهاب فقط وما دون ذلك لا يعتبر مهما لهم، لكن أي دعم جديد سيكون مجرد رد اعتبار لما جدث في مجلس الأمن، ورد الصفعة للدب الروسي بعد استخدامه حق «الفيتو» أمس».
واختتم:«لولايات المتحدة الأمريكية منحت السعوديين الدعم لضرباتها الجوية ووفرت لهم الحماية والأجواء الملائمة للقيام بذلك، ولكن بنية العودة إلى اليمن في حال هدأت الأجواء، لتبدأ بمحاربة تنظيم القاعدة من جديد، لكن يبدو أن هناك على الجانب الأخر عدو صعب ممثل في الروس يمد الحوثيين بأسلحة بطريقة غير مباشرة».