تؤكد إحصائيات وزارة السياحة بالجمهورية الإسلامية الإيرانية أن مدينة مشهد مركز محافظة خراسان رضوي شمال شرق دولة الملالي، تستقبل قرابة الـ 27 مليون سائح سنويا اغلبهم مواطنون محليون وبينهم مليونان فقط من السائحين الاجانب، فلماذا تجذب تلك المدينة كل هذه الاعداد من الزائرين طيلة العام هذا ما نتعرف عليه في السطور التالية.
من الناحية الجغرافية تعتبر مشهد أكبر مدينة إيرانية بعد العاصمة طهران وتقع بالقرب من مدينة طوس القديمة اقاصي اقليم خراسان بوادي كشف رود على الضفة الجنوبية من النهر وعلى ارفاع 985 م فوق سطح البحر ويحدها من الشمال مدينة كلات نادر ومن الشمال الشرقي دولة تركمنستان وم الشرق دولة افغانستان ومدينة هراة ومن الغرب مدينة نيسابور ومن الجنوب مدينة فريمان، ويقطن بها قرابة الخمسة مليون نسمة اغلبهم إيرانيون مع وجودة نسبة ليست بالقليلة من الجنسيات الاخرى التي تتواجد بالمدينة وساء لتلاقي التعليم في جامعاتها المختلفة او لاغراض سياحية او طبية.
وللمدينة إيرانية اكثر من جانب وبعد يضمن لها أن تصبح مقصدا سياحيا ليس للإيرانين فقط بل للكثير فتملك بعدا تاريخيا بالاضافة إلى الاماكن المقدسة والدينية المتواجدة على ارضها إلى جانب عددا ليس بالقليل من الشخصيات الشهيرة التي اثرت في حضارة هذا العالم ونهاية بالمعالم السياحية الزاخرة بها المدينة.
وبالتركيز على البعد التاريخي للمدينة فقد كانت في البداية مجرد قرية صغيرة تابعة لمدينة طوس القديمة قبل أن يتم تدميرها على يد هجوم مغولي اسفر عن جرة اهلها وتحصنهم بمرقد الامام أب الحسن علي ابن موسى ابن الرضا وبنوا حوله مساكن وابنية لهم، وبعد ذلك ومع دحر قوات المغول طالب الامير الفارسي وقتها المهاجرين أن يتركوا مساكنهم حول المرقد ويعودون إلى مدينتهم القديمة فامتنعوا واصروا على البقاء وبدوء في تعمير المكان وامام ذلك ساعدهم الامير الفارسي وبنى لهم حول ديارهم سورا كبيرا جعل من تلك لمنطقة حصنا ووتحول شيئا فشيئا غلى مدينة كبيرة بعدما اصبحت مقصدا ومكانا امنا للعيش من قبل الباحثين.
إلى أن التشيد الحقيقي للمدينة يرجعه بعض المؤرخون إلى الخليفة الاسلامي عثمان بن عفان رضي الله عنه، ويرجعون اسم المدينة إلى اقتباسه من مشهد الامام رضا ابرز المعالم السياحية الدينية بالمدينة.
وتتمثل ابرز المعالم السياحية بالمدينة في منطقة طرقبة الجبلية والتي تبلغ مساحتها حوالي 16 الف متر مربع وتصنف على انها واحد من اكثر الاماكن ملائمة للترفيه والتمتع بالطبيعة لما تحويه من غابات ووديان خضراء فضلا عن سلسلة مطاعم ومحلات للتسوق، وقتع بالجهة الغربية من المدينة.
ولا يستطيع احد أن يتحدث عن تلك المدينة الإيرانية دون ذكر اشهر حدائها الكوهسنكي فكما يوقولن هناك من زار مشهد دون يززور حديقة الكوهسنكي كانه لم يزر المدينة من الاساس، وتمتاز تلك الحديقة باحتوائها على بحيرة ونافورة مياة والكثير من اللاعلب البحرية والبرية إلى جانب مجموعة من الجبال تجذب الناظرين أيضا، والجديربالذكر أن تلك ليست الحديقة الوحيدة بالمدينة الإيرانية فهناك أيضا حديقة بارك ملت التي تحوي مدينة الالعاب وحديقة عمر الخيام.
راغبي التجوال بالقوارب سيجدون متعتهم بتلك المدينة أيضا وبالاخض ببحيرة شاليدرة التي تتواجد في منتصف الطريق إلى طرقبة فهناك العديد من القوارب تكفل لمحبي المناظر الطبيعية التمتع بالكثير من المناظر الخلالبة والجميلة، ويضاف إلى تلك البحيرة أيضا جملالا بتواجد مسرحا يعرض الكثير من الاعمال الفنية على خشبته.
واستمرار أيضا مع ما جادت به الطبيعة من الجمال هناك بالمدينة أيضا منطقة اخلمد السياحية والتي تبعد عن مركز المدينة قرابة الساعتين وهناك تنشط هواية امتطاء الحمير للتمتع بالمنظر الرائع للطريق وصولا إلى الشلالات ابرز معالم تلك المنطقة السياحية.
ومن المعالم السياحية المتواجدة بالمدينة أيضا المدن المائية حيث يتواجد بها 3 دن مائية وتقسم بهم الايام منعا للاختلاط يوما للرجال واخر للنساء، وهناك أيضا الاحوض السبعة وهو مكان صخري يبعد عن المدينة بحوالي 30 كم.
المينة تتمتع بجانب روحي خاص أيضا حيث يوبجد بها العديد من المراقد والقبو لشخصيات دينية وفي مقدمتها بالطبع مرقد الامام على بن موسى الرضا وبالاضافة إلى قبر الشيخ الفضل بن الحسن الطبرسي وقبر اللشيخ بهاء الدين محمد بن حسين بن عبدالصمد ألعاملي وقبر الشيخ محمد بن حسن المعروف، ومقبرة قتلكاه التي دفن بها مئات المسلمين الذين قتلوا بامر من قائد المغول جنكيز خان.
وتحتوي المدينة أيضا على العديد من المساجد الشهيرة من بينها مسجد بيرزن ومسج الامامر رضا ومسجد بالا سر ومسجد آب انبار ومسجد نائب.
ومن اشهر الشخصيات التي خرجت من المدينة الإيرانية ابن سينا والغزالي والاخفش وابو مسلم الخرساني والبيروني وابو نصر الفارابي.
وخلال العقود الأخيرة شيدت بالمدينة العديد من المؤسسات التعليمية والثقافية من بينها المؤسسة الثقافية الرضوية ومؤسسة القدس الثقافية وجامعة العلوم الاسلامية الرضوية ومؤسسة آال البيت ومؤسسة عاشوراء ومؤسسة طبع ونشر المشهد الرضوي المقدس.