لاشك أن العقوبات الاقتصادية الشاملة التى فرضها الغرب ولا يزال على إيران، شكلت حافزا للاعتماد على النفس وتحقيق الاكتفاء الذاتي فى جميع المجالات، كما يؤكد المسئولين الإيرانيين فى وقت لا ينكرون فيه تأثر العملة الإيرانية و رفع تكاليف جميع الواردات الا أنه و من خلال جولة أو أكثر فى شوارع طهران تلمس بنفسك محاكاة الايرانيين للغرب و الاتراك فى المنتجات الغذائية و الازياء والصناعات.
و مؤخرا دعا المرشد الإيراني علي خامنئي، الشعب، إلى دعم المنتجات المحلية.
ويعاني اقتصاد البلاد من تباطؤ، وسط سطوة السلع المستوردة على الأسواق في البلاد، دفع لتراجع الصناعات المحلية والإنتاج، وارتفاع نسب البطالة.
فبدءا من الالعاب الالكترونية و المشروبات الغازية و الوجبات السريعة حاول الايرانين انتاج بدائل على غرار المنتجات الغربية كالبيبيسى و الكولا و الوجبات الامريكية انتهت بان تصبح ايران من أكبر مصنعى السيارات و الجرارات .
الألعاب و الكارتون
تمتاز إيران بانتشار صناعة الألعاب الاكترونية المحلية ذات طابع قتالي، وهي منتشرة فى جميع المعارض و المحال الايرانية يفتخر بها الرواد والمشترون بإنها «صناعة محلية كأحدى الوسائل التى تواجه بها ايران الغزو الغربي الذي يهدد هويتها الوطنية و الدينية».
منتجى الألعاب الالكترونية فى ايران بدورهم يعتبرون أن «هناك العاب موجهة ضد القيم الإسلامية وتجعل الشباب يخجل من هويته وانتمائه ويقع ضحية للتناقضات، ولذلك كان لابد من التصدى لذلك من خلال ايجاد بديل.
و تعد المؤسسة الوطنية لألعاب الحاسوب من كبار الشركات في ايران المتخصصة في انتاج الالعاب وهى مؤسسة بدأت نشاطها قبل عدة سنوات من قبل المجلس الأعلى للثورة الثقافية وواجبها الأول الإشراف على سوق الألعاب المستوردة حيث انشأت نظام للتصنيف العمرى يضع قيود على استخدام الألعاب الالكترونية الاجنبية داخل البلاد ونجحت في انتاج اكثر من 40 لعبة دخلت السوق الايرانية.
ومن بعض ما أنتجته بمشاركة القطاع الخاص لعبة «كرشاس التى لاقت قبول كبير داخل البلاد حيث اعتمدت على الاساطير الايرانية المليئة بالروح الملحمية وكذلك لعبة لطفي على خان زند عن قصة غدر بملك وهروبه لشرق ايران..
رسوم متحركة
وعلى نفس المنوال و إنطلاقاً من ان الطفل الايرانى أكثر عرضة لتأثير افلام الكارتون الغربية أكثر من غيره فرضت جهات رسمية داخل البلاد ضوابط لمنع تلك الأفلام بحجة عدم التزامها بمصالح المجتمع الاسلامي و تعارضها مع النظام الثقاف والاجتماعى والدينى في ايران، الدفاع عن الهوية تكونت مؤسسات وشركات همها الوحيد صناعة رسوم متحركة تغني الأطفال عن مشاهدة مثيلاتها المستوردة.
المشروبات الغازية
مع الدورة الأولى في المحلات و المطاعم ترصد مشروب «زمزم كولا» وأنواع مختلفة من البيرة الايرانية بدون كحل التى تعتبر بديلا محلياً لمشروبات البيبسى و الكولا الأمريكية.
المنسوجات
وداخل سوق طهران الذى يقع تقريبا وسط العاصمة ويتكون من أسواق صغيرة يشتمل كل منها على خامات مختلفة فهناك اسواق للمنسوجات والازياء والعطور وادوات التجميل التى تحاكى المنتجات التركية و الغربية .
كذلك يبرز سوق الذهب حيث يوجد فى ايران حوالى 75 ألف محل لبيع الذهب والمجوهرات تتمركز 12 الف منها فى العاصمة طهران التى تتحكم فى هذا السوق الذى تفوق فيه الايرانيين حتى على الاتراك .
حيث بدأ الإيرانيين فى السنوات الاخيرة بتطبيق المعايير الدولية كى تتماشى مع الموازيين العالمية في هذا المجال حتى يتمكنوا من المنافسة فى الاسواق العالمية .
الصناعات الدوائية
الاكتفاء الذاتى ظهر جليا فى المجال الطبى ايضا كما تشير المصادر الطبية داخل طهران باستخدام الخلايا الجذعية فى معالجة العقم والكثير من الأمراض، مما جعل ايران تتفوق في هذا المجال لتصبح من بين 10 دول في العالم التي تمتلك تقنيات الاستفادة من العلاج بالخلايا الجذعية وتطور الأمر إلى استخدام تلك التقنية فى مجال استنساخ النجاع و حيوانات المزارع لتحسين النسل و الحفاظ على الأنوع الجيدة من مواشي البلاد للحصول على مردود اقتصادي لمواجهة العقوبات الامريكية .
كما حققت الاكتفاء الذاتى على صعيد الصناعات الدوائية حيث تنتج ايران 97% من ادويتها محليا ً.
بالاضافة إلى طهران و اصفهان فان محافظة اردبيل الايرانية والتى يسكن اغلب سكانها الريف تعد ابرز مظاهر الاكتفاء الذاتى من الغذاء والدواء الذى يعتمد على الزراعة وتربية المواشى و اسواق بيع السمك و السجاد و الصناعات اليدوية المتميزة و السياحة العلاجية نظرا لما تتمتع به المحافظة من مناخ و مناطق جبلية ووجود ينابيع المياه المعدنية الساخنة ببلدة سرعين والتى يعد عسلها الجبلى من أجود وافخم انواع العسل فضلا عن انواع مختلفة الالبان والجبن ومن الحلوى و المكسرات الذى يتم تصديرها الى دول اسيا و بعض الدول العربية .
صناعة السيارات
من الغداء والدواء الى صناعة السيارات فعلى الرغم من انخفاض إنتاج إيران من السيارات ، وهو أكبر قطاع إنتاج بعد النفط مؤخرا جراء العقوبات الاقتصادية الغربية الا ان الايرانيين يحتفون بقدرتهم على تصنيع قطع غيار السيارات و تصديرها و تطوير طرازات أخرى.
الانتاج الزراعي
أنواع الصناعات في إيران لقد ساعد اتساع مساحة الأرضي وتوفر الظروف المناخية على تنوع الإنتاج الزراعي الحيواني منه والنباتي، لذلك تُشكّل الصناعات الغذائية بنوعيها النباتي والحيواني العمود الفقري للصناعة الإيرانيّة خاصةً صناعة السجاد حيث تحتل صناعة السجاد المرتبة الأولى في قائمة الصناعات الإيرانية سواءً بعدد المصانع وانتشارها في مختلف المناطق أم من حيث عدد العمال والفنيين الذين يعملون في هذا القطاع، ومن ميّزات الصناعات النسيجيّة حاجتها إلى أيدٍ عاملةٍ أكثر من غيرها من القطاعات الصناعيّة الأخرى.
صناعة الأسمنت
ومن الصناعات التي تساهم بنسبةٍ كبيرةٍ في الاقتصاد الإيراني صناعة الإسمنت، وصناعة الطابوق، وصناعة الزجاج، والصناعات الكيماويّة، لقد انتهجت الحكومة الإيرانية سياسة تطوير القطاع الصناعي في البلاد من مختلف الجوانب وتعتبر من الدول التي نجحت في اكتساب القدرة التكنولوجيّة.