جاء إعلان نور الدين كندمي، مدير مشروع سكك الحديد في غرب طهران، الثلاثاء، بأن إيران تطمح لربط شبكة السكك الحديدية الإيرانية مع العراق، ليفتح باب التساؤلات عن محاولات إيران للسيطرة على النفط العراقي رغم الإعلان عن الانسحاب من عدد من حقول النفط على الحدود العراقية في 2009.
وبحسب ما ذكرته وكالة أنباء «فارس» الإيرانية، قال كندمي خلال كلمته على هامش افتتاح خط السكك الحديدية بين كرمانشاه والعاصمة طهران بحضور، حسن روحاني، رئيس إيران، إن إيران حطمت الرقم القياسي في مد السكك الحديدية خلال 6 أشهر حيث كان الرقم القياسي هو مد 1700 متر خلال اليوم الواحد، وفي هذا العام تمكنت من تسجيل ما يقرب من 2000 متر يوميا.
وأضاف أن مشروع السكك الحديدية غربي إيران، وخاصة محافظة كرمانشاه، يحظى بأهمية استراتيجية حيث يمكن الربط من خلاله بين السكك الحديدية الإيرانية والعراقية عند الحدود.
وقبل 3 سنوات استكمل إنشاء ممر سكك حديد جديد بطول 900 كيلومتر على الخط «شمال – جنوبا»، حيث شُقّ طريق، بجهود مشتركة بين كازاخستان وتركمانستان وإيران وبمساهمة من بنك التنمية الآسيوي والبنك الإسلامي للتنمية، من سهوب كازاخستان عبر صحراء «قره قوم» وصولا إلى محافظة كلستان الجبلية شمالي إيران. وسيمكن مد هذا الممر حتى ميناء جابهار من ربط دول آسيا الوسطى التي تم ربطها بأوروبا سابقا، بالمحيط الهادئ عبر سكة الحديد، وهو ما سيتيح لأوروبا طريقا أقصر إلى المحيط الهادئ.
وقد تم التوقيع على اتفاق إنشاء الطريق الرابط بين كازاخستان وتركمانستان وإيران في العام 2007 وبدأت أعمال البناء في 2009 لتنتهي في 2014. وأتاح بناء هذا الجزء من الطريق تقليص المسافة إلى مدينة مشهد إلى 600 كيلومتر.
استرداد الانفاقات
وفي هذا الصدد يقول الدكتور محمد سعيد عبد المؤمن، إن« النظام الإيراني يسعى جاهدا للسيطرة على الاقتصاد السوري والعراقي، بعد تصريحات بعض المسؤولين القائلة بوجوب استرداد إيران لما أنفقته خلال السنوات الماضية، حيث لم تتعهد إيران بدفع أية مبالغ مالية خلال مؤتمر إعادة إعمار العراق في فبراير الماضي بالكويت، بل طالبت العراق برد مديونياتها، وتحاول الهيمنة على الاقتصاد العراقي عن طريق شركاتها.
واشار سعيد ي تصريح لـ«إيران خانة» إلى أنه «بعد 6 أعوام على انسحاب القوات الإيرانية من حقل «الفكة” النفطي بمحافظة ميسان العراقية (365 كم جنوب العاصمة بغداد) والذي احتلته عام 2009، عادت شركات إيرانية مؤخراً لسرقة النفط العراقي من الحقل القريب من الحدود بين البلدين ،عبر فريق مهندسين وخبراء نفطيين تابعين لشركات نفط إيرانية باشروا عمله بالتنقيب، والبحث عن المواقع الغنية بالنفط بحقل الفكة، بموافقة من الحكومة السابقة برئاسة نوري المالكي، منذ أكثر من عامين ولم يخرجوا منه حتى الآن».
وأوضح أن « حكومة حيدر العبادى- تعلم بالوجود الإيراني داخل الحقل، وتجاهلت طلبات مسؤولين محليين بضرورة إخلائه، مؤكدا أن الأشهر الماضية شهدت مد أنابيب نفطية تحت الأرض لنقل كميات كبيرة من النفط العراقي الخام إلى الأراضي الإيراني».
عشرات الأليات في حقول النفط
وكان الخبير الخبير النفطي العراقي «عصام كبة »، أكد تجاهل الحكومة العراقية لعمليات السرقة العلنية للنفط العراقي، وعدم اتخاذها أي إجراء لتلافي أخطاء الحكومات السابقة، مبينا أن السطو الإيراني على الحقول العراقية يكلف البلاد خسائر بمليارات الدولارات .
وتساءل .. «ماذا يعني وجود عشرات الآليات والمعدات إيرانية ومئات العمال الإيرانيين في عدد من حقول النفط جنوب العراق؟ ، موضحا أن الحكومة أثبتت فشلها في حماية ثروات البلاد التي تنهب في وضح النهار»