«نستطيع أن نستانف أنشطتنا النووية خلال 48» تصريح إيراني حديث كشف عن الاستعداد الكامل للجمهورية الإسلامية في سرعة إعادة أدراج صناعة النووي مجددا، الأمر الذي يفتح الباب نحو العلاقة القوية بينها وبين كوريا الشمالية ، حيث أن الأخيرة تعد أبرز حلفاء الجمهورية الإيرانية باعتبارهما يشتركان في عدة أمور على رأسها العداء مع الولايات المتحدة الأمريكية ثانيا الإصرار على إمتلاك أسلحة من شأنها تهديد الغرب بالقنابل النووية.
وأكد مراقبون أنه من الممكن أن تكون كوريا الشمالية، موقع لمعامل إيرانية غير خاضة للرقابة الدولة وعبرها تصنع قنابل نووية، فإذا إذا نجحت كوريا الشمالية في أن تحول مادة انشطارية إلى قنبلة نووية تركب على رأس صاروخ من انتاجها ـ فان إيران هي الأخرى تستطيع.
ومن المؤكد أنه لم يعد التنسيق العسكري بين إيران وكوريا الشمالية في برامجهما الصاروخية، أمر خافيا بل بات ملحوظا ضمن تحالف «الدول المارقة» كجبهة موحدة ضد الولايات المتحدة، التي تصنفهما كتهديدين متصاعدين للأمن والسلام للعالم بسبب أنشطة بيونغ يانغ العسكرية الاستفزازية
وقال جوزيف ليبرمان، عضو مجلس الشيوخ الأميركي السابق ورئيس منظمة «متحدون ضد إيران النووية»، في نوفمبر الماضي، إن طهران «تقوم بتطوير برنامجها الصاروخي بشكل فعال وبالتنسيق مع كوريا الشمالية، ولهذه الصواريخ قابلية لحمل رؤوس نووية».
كما كشف محلل سابق في وكالة الاستخبارات الأميركية أن «إيران تتعاون مع كوريا الشمالية لتطوير برنامجها الصاروخي، ما يؤكد المعلومات السابقة عن التنسيق العسكري بين البلدين».
وأظهرت تقارير سابقة أن الخبرة الكورية الشمالية استغلتها إيران منذ بداية تصنيع صواريخها الأولى، فجاءت الصواريخ الإيرانية نسخة طبق الأصل لتصميمات الصواريخ الكورية الشمالية.
صواريخ مشابهة
ومنذ سنوات عديدة كانت كوريا الشمالية الشريك الفاعل ومركز التطوير لصناعة الصواريخ الإيرانية، حيث أن صواريخ «شهاب 3» هي تطويعات لصواريخ «نودنغ» الكورية الشمالية. وصواريخ «حورمشار» الإيرانية لمدى 2.500 كيلو متر هي في واقع الامر صاروخ كوري يسمى HS-10.
ويشير خبراء الاستخبارات الذين يتابعون الصواريخ الإيرانية والصواريخ الكورية الشمالية الجديدة إلى تغييرات متماثلة في كليهما، تستهدف جعل هذه الصواريخ أكثر دقة ـ وهو دليل واضح على أن القدرة الفنية لكوريا الشمالية هي نسخة طبق الأصل عن القدرة الإيرانية في مجال الصواريخ، ولا شك ان في مجال النووي أيضا.
في أثناء الثورة التي اجتازتها كوريا الشمالية، من اللحظة التي كشفت فيها قدرتها على الاختراق قبل أكثر من خمس سنوات وحتى السنة الأخيرة التي تبدي فيها قدرة نووية، احتاجت إلى مساعدة تكنولوجية ومالية. وحسب المعلومات في الغرب، بما في ذلك منشورات علنية في «نيويورك تايمز» فقد ضخت إيران إلى بيونغ يانغ العلم، وبالأساس المال.
الهروب من الرقابة
وفي هذا الصدد يقول الخبير العسكري، اللواء محمد الغباشي ، «منذ إبرام الاتفاقية النووية بين إيران والولايات المتحدة، فإن علماء الذرة الإيرانييون تدفقوا إلى كوريا الشمالية، ولا سيما عندما يدور الحديث عن الموضوع النووي فحين تكون إيران لا تستطيع، بسبب نظام الرقابة على أراضيها، تطوير قدرات نووية عسكرية ـ فإنها تفعل ذلك في دولة مثل كوريا الشمالية، حيث طرد مراقبو الوكالة الدولية للطاقة الذرية منها قبل سنين».
وأضاف، غباشة في تصريح لـ «إيران خانة»: « إن الصاروخ الذي يحمل الرأس النووي للباكستان «غاوري»، هو نسخة عن «نودنغ» الكوري الشمالي و»شهاب 3» الإيراني. والادعاء هو ان الباكستان وصلت إلى هذه القدرات بمساعدة صينية. وإذا كانت الباكستان تستطيع، وكوريا الشمالية تستطيع، فلا بد أن إيران أيضا تستطيع، والتي هي منذ الآن دولة حافة نووية».
وأشار إلى أنه «على مدى السنوات الأخيرة كان هناك غير قليل من التقارير ـ مثبتة إلى هذا الحد او ذاك ـ عن خبراء إيرانيين كانوا متواجدين عند إطلاق الصواريخ بعيدة المدى وفي التجارب النووية التي أجرتها كوريا الشمالية ما يمكن قوله بيقين هو أن خبراء إيرانيين كانوا ضيوف شرف في المسيرات العسكرية العملية في كوريا الشمالية».
فتش عن الباليستية
يذكر أن إن استمرار تطوير الصواريخ الكورية الشمالية في إيران، وكذا الدور الإيراني في المشروع النووي الكوري الشمالي والقدرات الكورية الشمالية التي هي نسخة شبه الأصل عن القدرات الإيرانية ـ هي كلها أوراق قوية جعلت الولايات المتحدة الأمريكية لا تثق في وعود إيران بالإلتزام باتفاقية 2015.
كما أن إيران لا نحاول إخفاء حقيقة مواصلة البحث في الموضوع النووي، ناهيك عن ان الاتفاق الموقع بضجيج كبير يسمح لها بذلك. ويسمح لها الاتفاق أيضا بإنتاج الصواريخ الباليستية، هكذا بحيث أنه في اللحظة التي تقرر فيها لن تكون أي قفزة درجة وأي مفاجأة ـ فجمع المادة المشعة وتسليح الرؤوس بسلاح نووي يتم من ناحيتها منذ الآن. ليس على ارض إيران، بل على ارض كوريا الشمالية.