اهتمت صحيفة الإندبندنت البريطانية بالزيارة الأخيرة التي قام بها جياني انفانتينو ريئس الاتحاد الدولي لكرة القدم (Fifa) للجمهورية الإسلامية الإيرانية والتصريحات التي خرجت منه عقب انتهاء الزيارة وبالادق ما يخص السماح للنساء بمشاهدات مباريات كرة القدم للرجال، في نفس الوقت الذي اقدمت فيه السلطات الإيرانية على اعتقال 35 مشجعة إيرانية أثناء محاولتهن الدخول إلى مدرجات مباراة ناديي برسبوليس واستقلال طهران.
وكان قد خرج السيد انفانتيبنو بتصريحات صحفية اشار فيها إلى أن حسن روحاني الرئيس الإيراني قدم له وعودا لرفع الحظر طويل الامد على النساء من حضور مباريات الرجال وكفل الحرية الكاملة لهم في هذا الامر.
وأكمل السيد إنفانتينو قائلا من مقر فيفا في زيورخ: “لقد وعدت بأن المرأة في إيران ستتمكن من الوصول إلى ملاعب كرة القدم قريبا”، مضيفا “لقد ابلغني أن هذه الامور تستغرق بعض الوقت في دول مثل إيران”.
واشار رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم إلى “ان فيفا تدرك أن الزيارة حساسة سياسيا وانما تقف إلى جانب الحوار باعتباره افضل طريقة للتغيير فى الجمهورية الاسلامية”.
وتابع السيد إنفانتينو “هناك طريقتان للتعامل مع هذه المسألة – إما أننا ننتقد، نحن نعاقب، نحن ندين، نحن لا نتكلم ونقطع العلاقات، أو نذهب إلى هناك ونجري نقاشا ونحاول إقناع زعماء البلاد بأن عليهم أن يسمحوا للنساء بالوصول إلى الملاعب، ولقد ذهبت للخيار الثاني “.
وامام تلك التصريحات خرجت تقارير صحفية اخرى تفيد اعتقال السلطات الإيرانية لـ 35 مشجعة إيرانية أثناء محاولاتهن التسلسل إلى مدرجات مبارة الديربي الإيراني بين استقلال وبرسبوليس وهو ما انتقدته الصحيفة البريطانية، موضحة انه مصير هذه الوعود قد لا يختلف كثير عن الوعود المشابهة التي تلقها الاتحاد الدولي لكرة القدم عام 2013 ووقتها تحدث عنها الرئيس السابق للاتحاد حوزيف بلاتر.
وقبل انطلاق مبارة الديربي التي حسمت نتيجتها لصالح استقلال طهران، كانت قد خرجت عدة دعوات لناشطات حقوقية في محاولة لجذب اظار المسئولين من الاتحاد الدولي للعبة حول وتوجيه انتباههم تجاه ما تلقاه النساء من القواعد الاجتماعية المحافظة والصارمة للغاية والتي تمس حقوقهن.
ومنذ الثورة الاسلامية 1979 وأجبرت المرأة الإيرانية على الالتزام بعدة قوانين صارمة تخص اللباس المحدد والسلوك في الأماكن العامة، كما انه لا يمكن للرجال والنساء المشاركة في الألعاب الرياضية معا ولا يسمح لهم بأن يكونوا متفرجين في أحداث تنطوي على الجنس الآخر.
وقد واجه السيد روحاني الذي وصفته الصحيفة البريطانية بـ “المعتدل سياسيا”، صعوبة في إلغاء الحظر في مواجهة معارضة المؤسسة الدينية الإيرانية القوية.