رفعت الجمهورية الإسلامية الإيرانية من وتيرة تهديداتها البحرية، في خليج عدن ومضيق باب المندب وسائر السواحل اليمنية بعد مسلسل استهدافات للسفن الحربية الأميركية والسعودية بواسطة مسلحي الحوثي التابعة لها، حيث كشف نائب قائد الحرس الثوري الجنرال حسن سلامي، مساء الاثنين، أن بلاده تمتلك صواريخ باليستية جديدة وفريدة مخصصة لاستهداف القطع البحرية.
وكان العقيد الركن تركي المالكي المتحدث باسم تحالف دعم الشرعية في اليمن، الجمهورية الإسلامية الإيرانية بتزويد مسلحي الجوثي في اليمن بالأسلحة لاستهداف الملاحة الدولية في مضيق باب المندب.
و خلال مؤتمر صحفي بالرياض، أول أمس الاثنين، أكد تركي المالكي، استمرار دخول المساعدات إلى اليمن عبر كافة المنافذ البرية والجسر الجوي. كاشفا عن مسلحي الحوثي يستهدفون ميناء الحديدة بالقوارب المفخخة ما يعد تهديدا خطيرا للملاحة البحرية والتجارة العالمية. مشددا على أن هناك تفهما دوليا لهذه التهديدات.
ولفت إلى أن الحوثيون أطلقوا 95 صاروخا باليستيا حتى اليوم وتصدى التحالف لجميع هذه الصواريخ ودمرها. وأشار إلى أن ميليشيا الحوثي هددت العديد من القبائل اليمنية.
من جهته، هدد سلامي بإشعال حرب صاروخية في المنطقة وقال: إن «إيران تمتلك صواريخ باليستية ذات قدرات وتقنية عالية فريدة من نوعها لا يمتلك مثلها الروس ولا الأميركيون، تفوق سرعتها سرعة الصوت بثماني مرات وتخرج من الغلاف الجوي لتعود إلى الأرض ضاربة أهدافها مئة في المئة»، على حد زعمه.
محاولة السيطرة على باب المندب وتهديد قناة السويس
وكان جيمس ليونز، فريق أول متقاعد من البحرية الأميركية، والذي شغل منصب القائد العام للقوات المسلحة في منطقة المحيط الهادئ وكبار ممثلي الجيش الأميركي لدى الأمم المتحدة، قال في مقال له بصحيفة «واشنطن تايمز» إن «إيران تحاول أن تفرض سيطرتها على مضيق #باب_المندب الذي يصل البحر الأحمر بخليج عدن وبحر العرب، فذلك من شأنه أن يمكنها من السيطرة على #قناة_السويس، وبما أن 10% من الشحن البحري العالمي تمر عبر هذا المضيق بصفة يومية، فإن سيطرة إيران عليه بالإضافة إلى سيطرتها على مضيق هرمز، سيمنحها فرصة التحكم في جميع شحنات النفط العربية».
وقال ليونر إن الحرس الثوري وحزب الله، ساعدا الحوثيين على إرساء موقعي رادار خارج اثنين من الموانئ اليمنية الرئيسية في البحر الأحمر، وذلك في المخا والحديدة، لاستعمال الصواريخ التي هي نسخ متطورة من الصاروخ الصيني طراز «سي ـ 802» المضادة للسفن».
حرب محتملة
وعن تصريحات الطرفين رأى خبراء عسكريون، إنها تفتح الطريق لاستكمال تحرير مدينة وبقية مديريات الحديدة غرب البلاد، وتأمين الملاحة في البحر الأحمر، وقطع إمدادات إيران للميليشيات الحوثية.
الخيبر العسكري اللواء محمد علي بلال، رئيس أركان معركة حرب الخليج، قال إن«تصريحات البلدين هذه الفترة تنذر بحرب بحرية قريبة، ولكن دعنا نؤكد أن طهران تمتلك القدرة على مواجهة أي قوات بحرية، ولديها معرفة بحجم قوة جميع القواعد الجوية والبحرية في أطراف إيران»، موضحا أن إيران تعتبر الخيار العسكري «ضدها حقيقة قائمة».
وأضاف بلال ي تصريح لـ«إيران»:«إن قوات التحالف العربي لن تستطيع أن تهاجم القوات البحرية الإيرانية، ورغم استفزازات الأخيرة إلا ان المعركة البحرية بين الطرفين ستنتج عنها خسائر لقوات التحالف خاصة السعودية منها، لأن الإمارات حينها ستضطر إلى الانسحاب بسبب إمكانياتها الضعيفة من حييث الخبرة والمهرة مقارنة بالقوات البحرية».
وتابع:«إيران تمتلك ترسانة صاروخية متنوعة، يصل مداها إلى ما يزيد عن 3000 كيلومتر، وبهذا تقع القارة الأوروبية وأجزاء من آسيا في مرمى الصواريخ الإيرانية».
قناة السويس خط أحمر
أما عن تحذيرات التحالف من المساس بقناة السويس، فإن الأمر ذلك من رابع المستحيلات، لأن قناة السويس ليس ملك لمصر فقط، بينما العالم كله يعتبره معبر له وتأمينه والحفاظ عليه من أي تهديد واجب دولي وأممي، فضلا عن أن مصر لن تسمح بأي محاولات لتهديد المعبر الدولي.
تزويد الحوثيين
وكانت إيران قد زودت الحوثيين بعدد من الصواريخ القصيرة والبعيدة المدى لضرب أهداف في السعودية، وقد تصدت لها الدفاعات الجوية بالمملكة، واعترفت وسائل إعلام إيرانية رسمية بتزويد الميليشيات والانقلابيين في اليمن بهذه الصواريخ.
ولم يقتصر الدعم الإيراني للحوثيين على إمدادهم بالصواريخ فحسب، بل إن التحالف العربي والقوات الدولية ضبطت شحنات أسلحة ثقيلة وخفيفة ومتفجرات وقذائف وأنواع أخرى من الأسلحة خلال أكثر من عامين من انطلاق #عاصفة_الحزم.
وكانت إيران تستخدم طيرانها المدني لتزويد الحوثيين بالصواريخ والأسلحة حتى ما قبل بداية «عاصفة الحزم» عام 2015، حيث إنه بعد انقلاب الحوثيين وسيطرتهم على العاصمة اليمنية صنعاء، أبرموا اتفاقا مع خطوط «ماهان إير» أقام الحرس الثوري الإيراني بموجبه جسرا جويا بين طهران وصنعاء.
واستمرت إيران بتزويد الحوثيين بما كانوا بحاجة إليه من أسلحة تحت ذريعة إيصال المساعدات الإنسانية إلى اليمن، حتى قصفت مقاتلات التحالف مدرج مطار صنعاء لمنع هبوط طائرة من «ماهان»، بعيد انطلاق «عاصفة الحزم» لدعم الشرعية في اليمن، حيث منع طيران الائتلاف العربي بقيادة المملكة #السعودية مرور أية طائرة إيرانية وأرغمها على العودة.
استهداف السعودية بحريا
وكان رجل الدين الإيراني مهدي طائب، رئيس مقر «عمّاريون» الاستراتيجي للحروب الناعمة بالحرس الثوري، أكد أن دعم إيران لميسلحي الحوثيين يأتي «بهدف احتلال جدة والرياض»، على حد تعبيره.
وكشف طائب بوضوح في كلمته التي بثها موقع «75» ا في أبريل 2017، أن «تزويد إيران للحوثيين بالصورايخ تم على مراحل بواسطة الحرس الثوري ودعم وإسناد البحرية التابعة للجيش الايراني».
واتهم طائب الرئيس الإيراني حسن روحاني بعرقلة ووقف استمرار إرسال شحنات الأسلحة للحوثيين مؤقتا، وقال: تم إبلاغنا بصورة مفاجئة بوقف إرسال الشحنات لأن الأميركيين سيعلقون المفاوضات المتعلقة بالملف النووي، في حال واصلنا تزويد الحوثيين بالسلاح».
وقال طائب الذي كان يتحدث لأعضاء مقر «عماريون» وعدد من ضباط ومنتسبي #الحرس_الثوري أن المفاوضات النووية بين طهران والدول الست الكبرى، أحال ثلاث مرات دون وصول صواريخ أرض- أرض الإيرانية للحوثيين، حسب تعبيره.
وقال طائب إن «اتفاق روحاني (النووي) عرقل طريق المساعدات العسكرية للحوثيين في اليمن»، مضيفا أن المرشد علي خامنئي هو من أمر بإرسال القوات البحرية التابعة للجيش الإيراني إلى باب المندب لدعم إمدادات السلاح، دون أن يعرف ذلك احدا»، حسب تعبيره.
تزويد بالصواريخ الباليسيتية
المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة نيكي هيلي، عرضت في ديسمبر الماضي، جزءا من #الصواريخ_الإيرانية التي استهدف بها الحوثيون العاصمة السعودية الرياض، ما اعتبرته انتهاكا للقرار 2216 الأممي.
ولم تعد إيران تخفي رسميا دعمها للحوثيين حيث أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني، في كلمة له في 10 ديسمبر الجاري، على استمرار التدخل العسكري الإيراني عن طريق دعم ميليشياته في اليمن، على غرار التدخل الذي يقوم به الحرس الثوري، بدعم ما أطلق عليهم «مقاتلو محور المقاومة»في العراق وسوريا ولبنان»، حسب تعبيره.
توجيه الحوثيين بضرب ناقلات النفط
من جهته، كشف حسين شريعتمداري، رئيس تحرير صحيفة «كيهان» المحسوبة على المرشد الإيراني علي خامنئي عن توجيهات إيرانية لمسلحي لحوثيين قائلا في كلمة له إن جماعة «أنصار الله» في المستقبل القريب ستقوم باستهداف ناقلات النفط السعودية في خليج عدن ».
التوسع في باب المندب
وكان السفير الإيراني السابق لدى الأمم المتحدة، صادق خرازي، في مقابلة أجراها معه التلفزيون الرسمي كشف مخطط #إيران للتوسع في باب المندب قائلا: «لقد استطعنا أن نوسع قوتنا الأمنية في البحر الأبيض المتوسط. وكذلك في باب المندب، ولو لم نفعل هذا لواجهنا مشاكل وأزمات خطيرة لأمننا داخل البلاد».
كما اعترف بأن تصدير الإرهاب والتطرف هو جزء من الدستور الإيراني بقوله: «وفقا للدستور يقوم فيلق القدس بالحرس الثوري بإغاثة كل مسلم أينما ناداه ويقف بجانبه ويدافع عنه».
ترسانة قوية
وكانت إيران قد أطلقت صاروخ «خرمشهر» الباليستي الذي يبلغ مداه 2000 كيلومتر والقادر على حمل رؤوس نووية، كما تستمر بتجارب مماثلة وذلك في تحد لقرارات مجلس الأمن الدولي ولمضمون الاتفاق النووي، وفق ما أعلنت الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا.
موقف أميركا وأوروبا
يذكر أن التهديد الصاروخي الإيراني ، وحد مواقف الولايات المتحدة والدول الأوروبية ما أدت إلى تكثيف الضغوط على طهران لثنيها عن مواصلة في هذا الخصوص حيث كشف نائب إيراني عن إرسال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، رسالة إلى طهران تضمنت ثلاثة مطالب قبيل زيارته المرتقبة إلى إيران، وهي قبول المرشد الأعلى للنظام الإيراني للمفاوضات وقبول إيران التفاوض حول ملف الصواريخ وكذلك تدخلات إيران وحروبها في المنطقة ودعمها للجماعات المتطرفة.