اهتم الإيرانيون بالموسيقى منذ قديم الزمن، حيث استخدموا في مراحل التاريخ المختلفة آلات موسيقية مختلفة، وكان أقدمها الناي والدائرة، ويتم تقسيم الآلات الموسيقية إلى ثلاث أقسام، آلات وترية، آلات إيقاع، آلات نفخ، وهي كلها يدخل ضمنها العديد من الآلات التي برع في جميعها الإيرانيون.
الآلات الوترية
تسمى هذه الآلات في الفارسية “سازهاي تاردار” ويعد أهمها “الجنك أو الصنج” وهي تشبه العود، ويقول الخبراء أن صناعها الأصليين هم الإيرانيين، وكانت بدايتها بشكل خشبي طوله ذراع، وعليه قضيب خشبي وآخره على شكل يد إنسان، أما أوتار الآلة كانت ما بين ثمانية إلى تسعة أوتار، وغالبًا كان عازف الآلة يعلقها على رقبته، ويضرب عليها بقطعة خشبية ليعزف على أوتارها.
بالإضافة إلى هذه الآلة، هناك أيضًا آلة “البربط” والتي يقابلها في العربية “العود” وهي مركبة من كلمتين “بر” أي صدر و”بط” أي طائر البط أو القلق، ويقال أن أول من عزف هذه الآلة هو “النضر بن الحارث” الذي تعلم العزف على هذه الآلة في إيران، أما أوتارها تصنع من أمعاء الإوز، وكذلك “الرباب” وهي آلة لها أربعة أوتار، وصنعت أوتارها هي الأخرى من الأمعاء، بعكس صناعتها اليوم من النايلون.
ومن ضمن الآلات الوترية هي “الجغانة” وهي آلة لها ثلاثة أوتار، ويعزف عليها بمضراب أو “زخمه” وقد ورد ذكر هذه الآلة بشكل خاص في الأشعار الفارسية، بالإضافة إلى “التبور” وهي آلة وترية ذكرت في أشعار أبو نواس، إلى جانب ذكر الفارابي لهذه الآلة ، ووردت أيضًا في الشعر الفارسي، ويعد التنبور الخراساني أشهر هذه الآلات وهي آلة لها وتران.
أما “السنتور” فهي تعد آلة من أقدم الآلات الإيرانية، ويتم صناعتها على شكل مثلث خشبي يشد عليها أسلاك كثيرة من 9 إلى 12 وترًا، وجاء ذكرها في بيت الشاعر منوجهري، وكذلك “الستا” وهي آلة وترية لها ثلاث أوتار، بالإضافة إلى “الكمانجة” وللآلة اليوم ثلاثة أو أربعة أوتار، وكان يشاع استخدامها في كل أقاليم إيران أكثر من انتشارها بين الأتراك والتركمستان.
كذلك وجدت آلة “القانون” وهو آلة كثر العزف عليها في العصور: التيموري والسلجوقي والصفوي، ويعزف على هذه الآلة بإصبعي السبابة بعد لبس كستبان من المعدن.
آلات الإيقاع
ويطلق عليها في الفارسية اسم “سازهاي زنشي” وهي مثل “الطبل” أحيانًا له وجه واحد وأحيانًا وجهين، إلى جانب “الدايره” وهي آلة يدق عليها بالإصابع، وهي تتكون من جلد مشدود على إطار خشبي، كذلك “الدف” وهو يعد من أشهر آلات الإيقاع، يتكون من إطار دائري من الخشب، يشد الجلد على أحد وجهيه، ودق عليه بالإصابع، وينر بشكل خاص في إيران الدف ذي الجلاجل، بل وانتقل إلى إسبانيا عن طريق المسلمين.
أما الجوبك فهي عصا خشبية قصيرة يتم قرع الطبول بها، وأحيانًا يقوم المطرب بالدق بها على الأرض، وكانت تلك العصا لها استخدامات عدة داخل إيران فكانت تستعمل لإيقاظ النائمين، والإعلان عن تولي الملك الحكم، إلى جانب الإعلان عن وقت السحور في شهر رمضان.
آلات النفخ
وتسمى في الفارسية “سازهاي دمي” ومنها “الناي” ويقابلها في العربية “المزمار” وقد ذكرها حافظ الشيرازي في شعره، إلى جانب شعر منوجهري، والأعشى، بالإضافة إلى آلة طالشيبور” وتسمى أيضًا باسم “الناي الرومي” وهو نفير نحاسي له فوهة واسعة كان ينفخ فيها خاصة وقت الحرب، وورد اسم هذه الآلة عند الفردوسي، ونظامي.
من ضمن آلات النفخ أيضًا “الدوياني” ويتم صناعتها من قصبتين تلصقان ببعضيهما، ويقال إن الإيرانيين كانوا يستخدمون الدوياني لمصاحبة التنبور، و”الكاو دم” وهو اسم يطلق على آلة مخروطية الشكل، ومقابلها العربي “البوق” وكان تستخدم في الحروب بشكل خاص، أما أقدمها فيعود إلى عصر الهخامنشيين، وهي موجودة الآن بمتحف “تخت جمشيد”.
كما اشتهر ضمن هذه الآلات “السورنا” وهو نوع من النايات كان يعزف بشكل خاص في الأفراح والمناسبات ويعزف إلى جانب الطبول، إلى جانب التعبير عن عدة مناسبات في مناطق إيرانية.