تصنف الجمهورية الإسلامية الإيرانية بأنها الأكثر إنتاجًا وتصدير لحجر الفيروز الكريم الذي يستخدم في تزيين أغلبية الحلى حول العالم في الفترة الأخيرة بفضل انخفاض سعره بعض الشيء مقارنة بباقي الأحجار الكريمة.
ويعرف الفيروز باللغة العربية بأنه حجر كريم نادر العثور عليه يحتوي على مقدار معين من الصلابة لدرجة تجعله يتحمل الارتداء دون تغير لونه ورونقه وجماليته، أما لونه فيميل بين زرقة البحر والدرجة الأولى من خضرة الزرع وتزداد جودته ويرتفع سعره بزيادة رطوبته.
حجر الفيروز الذي اكتشفه الباحثون قبل أكثر من ثلاثة ألف عام قبل الميلاد عن طريق المصريين القدماء نسجت حوله الكثير من الأساطير بشكل عام وبشكل خاص الفيروز الإيراني الأكثر اقتناءً والأغلى قيمة بين انتاجات باقي الدول من هذا الحجر الكريم.
أساطير وأقاويل
تؤكد الكثير من الأساطير والروايات أن ارتداء هذا الحجر الكريم سواء في الخواتم أو السلاسل والقلادت يحصن مرتديه من الموت غرقًا أو حرقًا، بمعنى أنه قد يتوفى بأي طريقة ولكن ليس غريقًا ولا محروقًا، وفي بعض الأحيان تذهب الأساطير حول الحجر الكريم أبعد من ذلك لدرجة تأكيدهم أنه يحمي من الفقر وضيق الرزق.
أما مكتشفوه فراعنة مصر فقد استخدموه بشكله الحالي الآن كحلي لمصوغاتهم الذهبية والفضية، حيث عثر عليه متواجد محلى بهم الكثير من القطع الأثرية التي تعود للفراعنة القدماء.
ومن الناحية العلمية يؤكد البعض بأنه معالج قوي للصحة اإانسانية ويساهم في تقوية غدة التيموس (إحدى أهم غدد الجهاز المناعي بجسم الانسان)، كما يعمل الحجر على تقليل التهابات المفاصل الروماتودي وخشونة غضروف الركبة، وكذلك يعد الحجر مفيدًا للبصر ومضاد لترسب حصى الكليتين ومقوٍ جيد للمعدة ومضاد للسعال الديكي، بالإضافة إلى كونه مانع لسيلان الدمع الزائد ومعالج للتأتأه ومهدىء للأعصاب، وله تاثير نفسي إيجابي إلى جانب أنه مانح للجرآة والشجاعة ومعالج لبياض العين.
ويرجع العلماء تلك القدرات العلاجية لسند علمي متمثل في أن هذا الحجر الكريم أغلبية مكوناته مستمدة من مركب فوسفات النحاس ومعدن النحاس الذي يعد أهم المعادن المفيدية لمرضى وجع المفاصل وتخفيف آلمهم، ومن هنا يكتسب حجز الفيروز أهميته العلاجية وضررويته في مواجهة الأمراض السابق ذكرها.
وأكدت ذلك دراسة فرنسية أجريت حول حجر الفيروز وأثبت أن لهذا الحجر قدرة كبيرة على الحماية من الأفكار السلبية، كما يزيد كذلك من القدرة على التحكم والسيطرة بالنفس عند الغضب إلى جانب فاعليته الكبيرة ضد السميات ورفع مستويات السكر والكوليسترول في الدم، حيث يعد مطهر فعال لجميع سوائل الجسم.
من أين يخرج؟
ويتحكم في إنتاج الفيروز حول العالم عدد من الدول يأتي في مقدمتها إيران ومصر، ويستخرج من دولة الملالي من جبال نيسابور بمدينة مشهد شمال شرق ايران والتي يخرج منها ما يسمى بالفيروز النيسابوري أحد أجود أنواع الفيروز، أما من بلاد الفراعنة فيخرج من جبال سيناء شمال شرق البلد التي ذكرت في القرآن الكريم أكثر من مرة.
وتساهم أيضًا دولتي الولايات المتحدة الامريكية والمكسيك في إنتاجها عالميًا، لكن ما يخرج من دولتي قارة امريكا الشمالية مجتمعة لا يساوي ما يخرج من منتجته الأولى إيران فقط أو حتى ما يخرج من مصر، ومن مصادرة الرئيسة أيضًا دول العراق والهند والصين وتايلاند وروسيا وبريطانيا وسريلانكا واستراليا وتركستان.
أنواع وألوان
ويوجد أكثر من نوع واسم لون للحجر الفيروز يعتمد في الأساس على الدولة التي يخرج منها، فالفيروز الإيراني له لون أزرق صافي يتشابه مع لون السماء والبحر، أما الفيروز المصري فهو أزرق أيضًا لكنه يميل بعض الشيء إلى الاخضرار، أما الفيروز الأمريكي فيميز بسهوله بسبب لونه الازق الغامق الذي قد يقترب إلى الكحلي في بعض الأحيانن وأخيرًا الفيروز المكسيكي يتميز بعدم القدرة على تحديد لونه فبمشاهدته تحتار في وصفه هل هو أزرق مائل للأخضر او أخضر مائل للأزرق.
ويحمل الفيروز الكثير من الأسماء، ففي اللغة الفارسية اسمه “بيروزة” ويعني النصر لذلك يسمى هناك بحجر النصر، ويعرف بأوربا باسم “تركواز”، وتعني حجر تركيا نسبة إلى دولة تركيا وليس لأنها تنتجه ولكن لأنه نقل إلى أوربا عبر دولة الخلافة العثمانية، وبلغة المصريين القدماء يسمى “الفيروزج” و “المافكات” ويعرف بالعراق بحجر “الكاليه” وتعني حجر التفاؤل.