فرض الشادور
وتعتبر إيران من أكثر البلدان تشددا في فرض قيود دينية حقيقية على النساء والرجال، في أشكال متعددة منها الزي الرسمي للمرأة المعروف باسم «الشادور» بدعم من قبل بعض المسؤولين في قيادة الدولة ومنظمات وأحزاب الإسلام السياسي، التي تشارك في العملية السياسية، أو التي خارجها، ويبرر المسؤولون هذا التوجه بتطبيق الشريعة الإسلامية والدعوة إلى الشادور الإيراني، مع العلم أن العباءة العراقية التقليدية هي المتعارف عليها والمعمول بها منذ عشرات السنين.
قوانين دينية
تتعرض المرأة الإيرانية منذ القدم للضغوط سواء في المعاملة أو حتى القوانين التي تسيّر دواليب الدولة الإيرانية، فتحت حكم الشاه كانت بعض المدارس تمنع الفتيات من تغطية رؤوسهن مما دفع بعض الأسر إلى إبقاء البنات في البيوت، وفي ساحات المحاكم وفقا للقانون الإيراني إذا قتل رجل امرأة فعلى أهل المرأة أن يدفعوا مبلغا من المال لأهل الرجل حتى يمكن للقضاء أن يحكم على هذا القاتل.
والمال هنا تعويض لأسرة القاتل عن افتقاده بالحبس أو الإعدام، وإذا قتل أب ابنه فإن الحكم عليه يكون فقط بدفع مبلغ من المال تعويضا لأمه ولا يحكم عليه على اعتبار أنه يملك ابنه.
أما إذا ارتكبت أم نفس الجريمة فتعاقب بالإعدام. بعض تلك القوانين موجودة منذ عهد الشاه لكن القانون الذي يحدد سن النضج للفتيات قد تغير في بداية عهد الثورة ليصبح تسع سنوات فقط أي أن الفتاة يمكن أن يزوجها أهلها في هذه السن، وهو ما يعني أيضا أن الفتاة في سن التاسعة إذا ارتكبت جريمة سرقة مثلا تعاقب مثل رجل في الأربعين من عمره.
أما أكثر القوانين إثارة للجدل من بين القوانين التي تؤثر على حياة العدد الأكبر من النساء، فهي تلك التي تتعلق بالطلاق والحضانة، فالقانون الإيراني يعطي الرجل فقط حق الطلاق وقتما يشاء ولو دون سبب وتؤول إليه حضانة الصبي عند سن عامين والفتاة عند سن سبع سنوات، لكن هذه القوانين بدأت تتغير ببطء وجزئيا بسبب حادث تعذيب وقتل فتاة صغيرة اسمها آريان على يد أبيها.
ارتفاع نسبة انتحار النساء
في ايران تصل نسبة محاولات الانتحار بين النساء الى اكثر من ثمانين بالمئة، من إجمالي محاولات الانتحار التي غالبا ما تكون ناجحة وتحدث في متوسط عمر خمسة وعشرين عاما.
حق الطلاق
القانون الإيراني يعطي الرجل فقط حق الطلاق وقتما يشاء ولو دون سبب وتؤول إليه حضانة الصبي عند سن عامين والفتاة عند سن سبع سنوات.
كما أن شهادة المرأة في المحكمة من الناحية الفنية فقط بقيمة نصف شهادة الرجل، وهناك أيضا حد رجم المرأة بتهمة الزنا كما تنص الشريعة الإسلامية، بالإضافة إلى أن المرأة الإيرانية غير قادرة على الحصول على جواز سفر دون إذن الزوج أو الأقارب الذكور، ورغم ذلك فالنساء أكثر تعليما من مواطنيهن من الذكور، وأكثر من 60 بالمئة من طلاب الجامعة هم من الإناث، وكذلك العديد من أساتذة الجامعات.
تغطية رأس الشعر
وفي ايران، تجبر النساء على تغطية شعر رأسهن وارتداء ملابس فضفاضة وسابغة. وتجاوزت الشابات الإيرانيات والأكثر ليبرالية حدود اللباس الرسمي، حيث اتجهن لارتداء أغطية للرأس لا تغطي شعورهن بالكامل ويقمن بطلاء أظافرهن.
وعادة ما تحتجز الشرطة الدينية في ايران -وهي تشبه جماعة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية- المخالفات ويتم بعد ذلك دعوة الأهل حتى يحضروا للمحتجزة ملابس. ويطلب من المخالفة ان توقع اقرارا بانها لن ترتكب نفس الجرم مرة اخرى.
قيود على الرجال
كذلك يمكن للشركة ان توقف الرجال اذا ما ارتدوا سراويل قصيرة او ساروا بلا قمصان.
وفي العام الماضي أعلنت الشرطة في طهرن نيتها نشر سبعة الاف من الضباط من الرجال والنساء في قسم جديد من مرتديي الملابس المدنية وهي اكبر مهمة سرية تعيها الذاكرة لمراقبة الاخلاقيات العامة وتطبيق قانون اللباس. (SABAH).
الرقص حرام
أغلب أنواع الرقص ممنوعة في إيران وعلى رأسها رقص الباليه وقد تم حل فرقة الباليه الإيراني التي تأسست عام 1958 بعد سقوط الشاه وصعود آية الله الخميني في عام 1979، نتيجة لذلك فر الراقصون الأجانب من البلاد، في حين وجد نظراؤهم الإيرانيون أنفسهم في مواجهة ثلاثة خيارات؛ إما التخلي عن هوايتهم أو مهنتهم والبحث عن وظيفة أخرى، وإما مغادرة إيران، وإما مواصلة ممارسة الرقص خفية.
ومنذ تاريخ الثورة لازمت السرية الرقص في إيران بما أن القوانين تمنعه وتعاقب كل من يتعاطى هذا النشاط حتى كمجرد هواية بل إن السلطات الدينية تعتبره منافيا للإيمان فبوبته من بين المحرمات
وتنظر الهيئات الدينية إلى الرقص ليس على أنه فن راق بل تعتبره انحطاطا أخلاقيا لأنها تضع اعتبارات الشهوة والجسد فوق الأبعاد السامية لأغلب الفنون. هذا الأمر جعل بعض أفراد مجموعة الباليه الإيرانية من الفنانين يبحثون عن حلول لممارسة نشاطهم خارج البلاد وقد وجد عدد منهم ملجأ له في السويد حيث كوّنوا في عام 1998 فرقة الباليه الفارسي (لي باليه برسان)، وهو ما أسماه البعض ولادة جديدة لفرقة الباليه الإيرانية.
ولدت فرقة الباليه الفارسي على أيدي فنانين كانوا ينشطون ضمن فرقة الباليه الإيراني ليتمكن من خلالها الراقصون الإيرانيون سواء من كانوا من بين عناصر الفرقة وهاجروا إلى خارج التراب الإيراني أو من هواة الرقص الإيراني من ممارسة هوايتهم المفضلة.
وتتدرب الفتيات من الجنسية الإيرانية ضمن الفرقة بشكل سري لأن شغفهم بالرقص جعلهن يتمردن على ممنوعات السلطات الدينية وهن يدركن أنهن يعرضن أنفسهن لمخاطر العقوبة والنبذ من أسرهن ومن أفراد المجتمع الذين يعتقدون أن رقص الباليه مناف للإيمان.
وقبل قيام الثورة كان الشباب في إيران يرتادون نوادي الرقص ويستمعون إلى جميع أنواع الموسيقى ويقصدون الأماكن المخصصة للترفيه ويمارسون الرقص ويتدربون عليه في القاعات المخصصة لذلك دون خشية العقوبات القانونية.
لكن تغيرت الأحوال بعد الثورة الإسلامية لأن السلطات الدينية سنت قوانين تعتبر فيها الرقص خطيئة يعاقب مرتكبوها بالسجن ويصنفون منحلين أخلاقيا وفاسقين، لكن يبدو أن هذا الردع لم يكبح جماح عشاق الرقص والموسيقى فاختاروا ممارسة الرقص والتدرب عليه سرا وأحيانا تضطر بعض المجموعات من الشباب الهواة إلى قصد أماكن بعيدة عن أنظار الواشين والشرطة للتدريب والرقص، من قبيل البنايات المهجورة والأقبية.