لطالما يندد الجيش الأمريكي بتعرض سفنه أثناء عبورها مضيق هرمز لمضايقات من سفن إيرانية، الأمر الذي يرجع إلى قوة إيران البحرية، كما يضع الأسطول الأمريكي تحت التهديد الإيراني دوما، فيما رأى مراقبون أن هناك عدة أسباب لذلك أبرزها قوة الأسطول الإيراني، فضل عن الانتشار الأمريكي الذي يشكل استفزاز لإيران.
وكانت أخر المناوشات، أعلن عنها مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية، مشيرا إلى أن إيران عمدت خلال الأشهر الماضية الى استخدام طائرات الاستطلاع بشكل متزايد بدل القوارب السريعة من أجل مراقبة وتتبع الأسطول الأمريكي في مضيق هرمز والخليج العربي.
وأفاد موقع (USNA News)، أن مسؤولا في وزارة الدفاع الأمريكية قال بأن طائرات الاستطلاع الإيرانية المسيّرة تقوم بشكل متصاعد بطلعات استطلاعية فوق السفن الحربية الأمريكية التي تعبر مضيق هرمز وفي الخليج الفارسي.
ويأتي هذا الخبر بعد ان أعلن الأسطول الخامس الأمريكي أن القوارب الحربية الإيرانية توقّفت عن الاقتراب من السفن الأمريكية في الخليج الفارسي منذأغسطس الماضي حتى اليوم.
وتعتبر تلك المواجهة ليست الاولى بين إيران والولايات المتحدة، فكثيرا ما تكون هناك مواجهات بحرية متوترة في الخليج العربي، وكلها تقريبا تضم الحرس الثوري، وهي قوة منفصلة عن الجيش الإيراني تحت أمرة المرشد الأعلى للبلاد، آية الله على خامنئي.
تلك المواجهات تتزامن الذي هدد فيه ترامب بإعادة التفاوض حول الاتفاق النووي الذي علق عليه سلفه وبعد أن أدانت إدارته إيران بسبب اختباراتها الصاروخية الباليستية.
مناوشات سابقة.
ولم يمنع الاتفاق النووي، الذي أبرمته أمريكا وإيران معا في 2015 عن حدوث اشتباكات، ففي 2016، حيث أعلن المتحدث باسم الأسطول الخامس، المقدم ايان ماكوناجىي، إن الصاعقة شاركت فى تدريبات مع سفن أمريكية وغيرها فى المياه الدولية عندما اقترب منها قارب الدورية الايراني، ولم تستجب السفينة الايرانية للتحذيرات، حيث كانت تقع على بعد 150 مترا من السفينة الأمريكية، مما اضطر الولايات المتحدة الى إطلاق الطلقات التحذيرية.
وفي يناير 2017، قرب نهاية فترة ولاية الرئيس آنذاك، باراك أوباما أطلقت القوات الجوية الأمريكية ماهان النار باتجاه قوارب الإبحار السريعة الإيرانية لأنها تقترب من المدمرة في مضيق هرمز، وسجلت البحرية الأميركية 35 مواجهة بينها وبين القوات الايرانية، في عام 2016، مقارنة ب 23 في عام 2015.
وفي الثالث عشر من نفس الشهر نشرت البحرية الإيرانية، فيديو يوضح لحظة اعتقال عشرة بحارة أمريكيين، بعدما اعترضت زورقين حربيين تابعين للبحرية الأمريكية، كانوا في طريقهم من الكويت إلى البحرين.
وأفرجت إيران، اليوم الأربعاء، عن البحارة الأمريكيين العشرة الذين كانت قد احتجزتهم في وقت سابق، بعد إعتذار من الجانب الأمريكي.
القوة الإيرانية
كانت إيران، في السابق، قد هددت أكثر من مرة باستهداف المصالح الأمريكية في منطقة الخليج العربي، وإمكانية غلق مضيق هرمز في وجه الملاحة العالمية، مع إمكانية استهداف إسرائيل بصواريخ بعيدة المدى، كما أنها تمتلك قوة بحرية كبيرة تتمثل فيما يلي…
الغواصات
تملك إيران 3 غواصات من نوع (Kilo) روسية الصنع المضادة للغواصات والسفن، والمحملة بعدد 18 طوربيدًا و24 لغمًا أرضيا.
وتملك إيران 4 غواصات من نوع (Yugo) الكورية الشمالية، وهي غواصات صغيرة جدًّا تحمل طاقمًا مكونًا من 8 أفراد فقط، وتحمل طوربيدين بحريين.
و تملك إيران عددا من الغواصات محلية الصنع، مثل: غواصة من نوع (Besat) نصف ثقيلة، والتي تحمل عددًا من الطوربيدات المضادة للغواصات والسفن، وغواصة من نوع (Fetch)، وهي غواصة خفيفة مخصصة لمراقبة السواحل، وغواصة من نوع (Nahang) الخفيفة ذات فتحتي طوربيد، و21 غواصة من نوع (Ghadir) الصغيرة جدا والتي تملك فتحتي طوربيد.
وتملك إيران 3 بوارج بحرية من نوع (Alvand) البريطانية الصنع، والتي تحمل طاقمًا مكونًا من 135 شخصًا، وتملك رادارًا وسونارًا (جهاز اعتراض لا سلكي).
وتملك 7 بوارج محلية الصنع، 6 منها من نوع (Moje) بطاقم مكون من 140 شخصًا وأسلحة متنوعة مضادة للغواصات والسفن، وواحدة من نوع (Sahand) التي تحمل طاقمًا مكونًا من 140 شخصًا، وهي سفينة إيرانية حديثة ومتطورة، وتعد أحدث ما صنعته إيران، وقادرة على حمل طائرتي هيليكوبتر.
الطرادات
إيران تملك 3 سفن من الطرادات، اثنان منها من طراز (Bayandor) الأمريكية الصنع، وواحدة من نوع (Hamzeh) وهي صغيرة.
وسيلة ضغط سياسي
ويقول الدكتور محمد اللباد أستاذ الدراسات الإيرانية، في تصريح لـ«إيران خانة»:«إن المناوشات التي تحدث في الخليج العربي، بين أمريكا وإيران تستهدف بشكل كبير الضغط على أمريكا بتشكير الأنياب العسكري خاصة مع نية أمريكا لتعديل الاتفاق النووي، وهذا ما ترفضه إيران شكلا ومضمونا».
خليج فارسي أم عربي
وأضاف االلباد، «هناك هدف آخرى وهو فرض الهيمنة على الخليج العربي، حيث تعتبره إيران الخليج الفارسي وهو أمر شائك في النزاع الخليجي الإيراني منذ سنوات، حول مسمى ذلك الخليج، والانتشار الإيراني فيه يفرض هيمنة غير مباشرة ورسمية، كما أنها تحركات لاستفزاز الخليج كما أن القوات الإيرانية تعتبر الوجود الأمريكي في الخليج العربي استفزازا بحد ذاته، وخاصة في مضيق هرمز»
مواجاههات استفزازية
ورأى تقرير لـ«معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى»، أن الحوادث الأخيرة لا تشكل سوى أحدث مثال على المواجهات الاستفزازية بين القوات البحرية الأمريكية والإيرانية في الخليج العربي، فليس جديداً على قوارب «القوات البحرية لفيلق الحرس الثوري»، أن تقوم بمضايقة السفن الغربية والأمريكية التي تعبر المضيق.
علاوة على ذلك، اعتادت تلك القوارب على إنجاز تمارين إطلاق صواريخ حية بشكل مفاجئ على مقربة من سفن البحرية الأمريكية في المياه الدولية للخليج العربي، كان آخرها في منتصف أغسطس الجاري.
ويقول تقرير معهد واشنطن إن هذه الاستفزازات تتخذ بعداً سياسياً محلياً موجهاً نحو وزراء حكومة الرئيس حسن روحاني الذين يطالبون بتوطيد العلاقات مع الغرب، فـ «القوات البحرية لفيلق الحرس الثوري» تقف بشكل وثيق إلى جانب دائرة المتشددين التابعين للمرشد الأعلى علي خامنئي، وغالباً ما تتخذ إجراءات منسجمة مع سياساته المعلنة أو غير المعلنة.
ورغم النافذة الدبلوماسية الضيقة التي أتاحها الاتفاق النووي الإيراني مع الغرب وأمريكا، لكنّ المتشددين الإيرانيين يكررون الحديث عن أن الولايات المتحدة هي العدو الرئيسي لبلادهم.
وبحسب تقرير معهد واشنطن، فإن هذه العقلية تساعد «الحرس الثوري» على تبرير استفزازاته البحرية الأخيرة، من خلال تظهيرها كوسيلة إيران الأساسية للحد من التحركات البحرية الأمريكية بالقرب من مياهها الإقليمية.