بعد غياب عن آخر نسختين، يعود من جديد المنتخب السعودي للظهور بنهائيات كأس العالم في النسخة المزمع تنظيمها الصيف المقبل بدولة روسيا، بعد تصفيات شرسة استطاع من خلالها بطل حلقة اليوم من سلسلة «إيران خانه» عن منتخبات كأس العالم، أن يحجز له أحد مقاعد قارة آسيا في العرس المونديالي.
بداية نجح المنتخب الأخضر كما يُلقب من قبل عشاقه الصعود من جديد إلى نهائيات كأس العالم بعد غياب عن نسختي 2014 بالبرازيل ومن قبل نسخة جنوب أفريقيا عام 2010، ليسجل في روسيا الظهور الخامس بعد أن سبق وشارك بنهائيات أمريكا 1994 وقد كانت المشاركة الأبرز له في تاريخه فهي المرة الأولى والأخيرة حتى الآن التي نجح خلالها أن يتخطى دور المجموعات ولكن الأمر لم يتخطَ هذه المرحلة فخرج من دور الستة عشر بعدها مباشرة.
خسارة كارثية
ثم عاد وشارك في النسخة التالية فرنسا 1998 لكنه لم ينجح في تخطي دور المجموعات ولم يحقق حتى فوز وحيد فمباريات الثلاثه خسر اثنين منها وتعادل في مبارة واحدة، ونجح أيضا في الصعود إلى نهائيات النسخة التالية والتي نظمت بدولتي اليابان وكوريا الجنوبية عام 2002 وشهدت تلك النهائيات الخسارة الأكبر في تاريخ مشاركات السعودية بالمونديال حين خسر من المنتخب الألماني بنتيجة 8/0 ولم تكن تلك الكارثة الوحيدة بهذه النهائيات، فأيضا فشل في إحراز أية أهداف خلال مبارياته الثلاثة بمرحلة المجموعات.
وبعدها بأربعة أعوام عاد للظهور من جديد في نهائيات كأس العالم بنسخة ألمانيا 2006 ولكن ظهوره لم يكن مشرفا لمحبي الأخضر أيضا من جديد، وأفضل ما فعله كان تعادله في مباراة واحدة من جملة مبارياه الثلاث وأحرز هدفين فقط ومني مرماه بسبعة أهداف، ولهذا يأمل جمهور منتخب الحرمين الشريفين أن ينجح لاعبو الأخضر في تحقيق ما لم تستطع الأجيال السابقة إنجازه خلال المشاركات الماضية ويقدمون صورة مشرفة عن الكرة السعودية التي تملك الآن واحد من أقوى الدوريات على مستوى قارة آسيا.
وأوقعت قرعة المونديال المنتخب السعودي في المجموعة الأولى رفقة المنظم روسيا ومنتخبي أورواجوي ومصر، ويفتتح مشواره بمواجهة المنتخب الروسي بالمباراة الافتتاحية للبطولة ثم يواجه بعدها منتخب أوراجواي ويختتم مبارياته بمواجهة المنتخب العربي الآخر بالمجموعة مصر.
نقاط القوة والضعف
مباريات المنتخب السعودي الأخيرة على مستوى التصفيات والمقابلات الودية أبرزت بشكل كبير نقاط قوة وضعف الأخضر، بالأخص آخر المباريات الودية التي خاضها وقت كتابة هذه السطور حين قابل المنتخب الغاني الذي فشل في الصعود إلى النهائيات المقبلة وأظهرت بشكل كبير ضعف الأخضر على المستوى الدفاعي حيث مني مرماه بثلاثة أهداف خلال هذه اللقاء وهو المؤشر الخطير لأن لغة الأرقام أيضا تظهر أن المنتخب السعودي دائما ما يعاني دفاعيا أمام المنتخبات التي تملك خطوط هجومية جيدة.
وخلال مشوار التصفيات خسر المنتخب السعودي في 3 مناسبات أمام اليابان وأستراليا المتواجدون أيضا بكأس العالم وأمام الإمارات التي فشلت في التأهل، واهتزت شباكه في 10 مرات منها على يد المنتخب الأسترالي وهدفين على يد المنتخب الياباني ومثلهما على يد المنتخب الإماراتي وهدف من قبل المنتخب العراقي.
ورغم ذلك تكمن مشكلة المنتخب السعودي الذي يقوده فنيا الهولندي فان مارفيك في مركز حراسة المرمى، فهذا المركز صداع دائم في عقل الأرجنيتني وحتى الآن لم يجد له الحل وبالنظر إلى أندية الدوري السعودي لا يجد لدرجة أن الكثير من الأندية السعودية الآن وحلا لهذه المشكلة تعتمد على حراس مرمى غير سعوديين لنقص المواهب القادرة على تحمل ضغوط ومتطلبات هذا المركز.
لكن في المقابل نجح الهولندي في بناء فريق جيد للغاية على المستوى الهجومي، وبفضل مجموعة كبيرة من المواهب الحالية بالكرة السعودية في مقدمتها نواف العايد وفهد المولد ويحيي الشهري وتيسير الجاسم ومحمد السهلاوي الهداف التاريخ للاخضر بالتصفيات، فبنظرة سريعة على أغلبية أهدافه بالتصفيات تجد أنه يلجأ دائما إلى استغلال سرعات لاعبيه وقدرتهم على مداورة الكرة بينهم بشكل سريع وخاطف مما يمكنهم من اختراق أية دفاعات أمامه من عمق الملعب وهو ما يتشابه بشكل أو اخر مع سمات الكرة الهولندية التي حاول أن يغلف بها مارفيك طبيعة آداء الأخضر السعودي.
التصحيح والإعداد
الهولندي الذي يفضل طريقة 4-2-3-1 بشكلها الهجومي عليه أن يهتم بعض الشيء بتحصين دفاعاته في المقام الأول إذا أراد أن يصل بالمنتخب السعودي لأبعد ما وصل إليه خلال آخر مرات ظهوره بكاس العالم.
وبالنظر إلى اللاعبين السعودين المتواجدين الآن على الساحة ليس من بينهم من يضمن التأمين الدفاعي المطلوب، لهذا على المدرب الهولندي أن يجبر وسط ملعبه الهجومي على تأدية مهامه الدفاعية بالشكل المطلوب، وبدلا من البحث على عناصر دفاعية قوية يعتمد عليها يحب أن يعتمد على طريقة دفاع الكل، بمعنى أن يصبح المنتخب قوي دفاعيا ككتلة واحدة وليس لأنه يملك عناصر دفاعية مميزة بخطه الخلفي.
أما مشكلة حراسة المرمى فالحل الوحيد الآن أمام الأخضر السعودي هو التجنيس الذي تلجأ له بعض الدول لتدعيم عناصرها كما في حالة المنتخب العربي الآخر قطر.