ذكر الجيش الأمريكى أن الجيش الإيرانى أوقف المضايقات الروتينية التى تقوم بها “زوارقها السريعة” المسلحة للسفن البحرية الامريكية فى الخليج العربي، وهو دور يرحب به المسئولون ولكنهم لا يجدون تفسير له.
وقال مسؤولون عسكريون أمريكيون أن القوارب ولمدة عامين على الاقل قد كانت تندفع نحو السفن الأمريكية عند مرورها عبر الخليج العربي، مخاطرين بمسألة سوء التقدير، ولكنها لم تفعل ذلك منذ خمسة أشهر.
وأضاف المسؤولون أنهم يأملون فى أن تستمر هذه الاستراحة. وقال الجنرال جوزيف فوتيل، الذي يرأس القيادة المركزية الأميركية، للصحافيين الذين يسافرون معه في الشرق الاوسط هذا الأسبوع “آمل أن يكون ذلك لاننا قمنا بالتعبير عن تأهبنا، وعن وأن هذا غير مقبول أو كيف تعمل الجيوش المهنية”. ولم يستجيب المسؤولون الإيرانيون لطلب التعليق.
وقد جاءت القوارب السريعة، التي عادة ما تكون مسلحة بمدافع رشاشة من عيار .50 وقاذفات صواريخ، إلى داخل مساحة إطلاق النار للسفن البحرية الأمريكية، في مواجهات نمت بشكل روتيني على الرغم من أن كل منها يعرض السفن الأمريكية التي تمر عبر المياه الدولية إلى مخاطر محتملة.
وفى بعض الحوادث الأكثر خطورة، ووفقا لما ذكره مسؤولون عسكريون امريكيون، وجه الطاقم الإيرانى أضواء الكشافات على طواقم السفن والطائرات، وربما تعمية الطيارين وهم في طريقهم الى القيام بعملياتهم. وفى إحدى الحالات، أشهر قارب إيرانى سلاح نحو مروحية أمريكية تحلق قبالة سفينة تابعة للبحرية، وذلك أيضا وفقا لما ذكره المسؤولون. وفي الحوادث الأخطر من ذلك، أطلقت السفن الأمريكية طلقات تحذيرية في المقابل.
وقال مسؤولون عسكريون أمريكيون إن قوات الحرس الثورى الإسلامى تقوم عادة بحراسة القوارب الإيرانية. والحرس الثوري الإيراني هو صفوة الوحدات العسكرية في إيران، والذي يرفع تقاريره مباشرة إلى المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.
ووفقا للجيش الأمريكي، فمنذ يناير 2016، قد كان هناك متوسط أكثر من اثنين من الحوادث “غير الآمنة أو غير المهنية” كل شهر،. وقال مسؤولون أنه قد وقع 50 حادثة من هذا القبيل خلال العامين الماضيين.
وفي رد على تساؤل، قال مسؤولون عسكريون أمريكيون إنه لم تقع مثل هذه الحوادث منذ أغسطس من عام 2017.
ويأتي التحول الظاهري في السلوك الإيراني في الوقت الذي يترنح فيه الاتفاق النووي الدولي مع طهران حيث يهدد الرئيس دونالد ترامب بإنهاء الإعفاء من العقوبات الأمريكية المقدم إلى طهران بموجب الاتفاق الذي وقع عليه الرئيس باراك أوباما.
ويناقش حلفاء واشنطن الأوربيون سبل زيادة العقوبات المفروضة على إيران بسبب أعمال لا تتعلق مباشرة بالبرنامج النووى للبلاد.
وقال الجنرال فوتيل إن الانفراج في الخليج العربي لا يشير وحده إلى “تحول استراتيجي” أوسع من جانب إيران، مشيرا إلى أنشطة مثل دعم إيران للمتمردين الحوثيين في اليمن. وأضاف الجنرال فوتيل قائلا، “أعتقد أن علينا أن ننظر إلى ايران بشكل كلي”.
وقد انتقدت الولايات المتحدة علنا ما تقول أنه دعم إيراني للحوثيين. وقد أرسلت إيران أيضا قوات إلى سوريا وتقوم بدعم المسلحين الذين يعملون هناك نيابة عن نظام الأسد.
وأشار مسؤولون عسكريون إلى أنه بينما قد انخفضت نسبة المضايقة الإيرانية فى الخليج، لم تكن قوات البلاد بلا عمل. وقال مسئول عسكرى أمريكى إن الولايات المتحدة قد لاحظت إيران تقوم بانشطة تقترب مما يمكن اعتباره مضايقات.
وكان المسؤولون في القيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية في المنامة بالبحرين يتجنبون تخمين الأسباب الكامنة وراء ذلك.
وقال بيل أوربان المتحدث باسم الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية فى المنامة بالبحرين “إننا لن نقوم بتخمين سبب هذا الاتجاه الإيجابى الأخير فى التفاعلات، على الرغم من أننا نأمل في أن تستمر فى المستقبل”.
وقال علي واعظ مدير مشروع إيران في مجموعة الازمات الدولية إن انخفاض نسبة المضايقات يعد جزء من نمط أوسع من قبل طهران للامتناع عن استفزاز الولايات المتحدة وإعطاء سبب لإدارة ترامب لإلقاء اللوم عليهم في حالة عدم الاستقرار الإقليمي.
وأضاف “أعتقد أنهم يفهمون أن سياسة الإدارة في هذه المرحلة هي تسليط الضوء على الإيرانيين وتصويرهم كمصدر لكل الشر في المنطقة”. وقال “إن الايرانيين بالتأكيد جزء من المشكلة في المنطقة لكنهم يريدون أن يتم تصويرهم على أنهم جزء من الحل وليس المشكلة فقط”.
ويتزامن هدوء المضايقات مع توجيهات داخلية صدرت الصيف الماضي، حيث قال السيد واعظ إن مجلس الأمن القومي الأعلى في طهران أمر قوات الحرس الثوري الإيراني بالوقوف على أرضها في المنطقة، ولكن ليس لمضايقة سفن البحرية الأمريكية. ويرأس المجلس الرئيس حسن روحاني ولكن الكلمة النهائية للسيد خامنئي.
وقال أوربان إن البحرية الأمريكية لم تقم بتعديل عملياتها فى المنطقة وستواصل العمل “حيثما يسمح القانون الدولى بذلك”.
يذكر أن الحادث الأخير ووقع في أغسطس عندما حلقت طائرة بدون طيار إيرانية بالقرب من الطائرات التي تقوم بعمليات ليلية فوق حاملة الطائرات يو إس إس نيمتز.
وأعرب أوربان عن قلقه إزاء استخدام الإيرانيين للطائرات بدون طيار لمضايقة السفن الأمريكية.
وأضاف “حتى مع انخفاض عدد الحوادث فاننا ما زلنا نشعر بالقلق ازاء تزايد عدد الطائرات بدون طيار الإيرانية العاملة فى المجال الجوى الدولى ليلا بدون أضواء ملاحة أو جهاز مرسل مستجيب كما هو متوقع وفقا للمعايير الدولية”. وقال “ما زلنا ندعو جميع القوات البحرية إلى الامتثال للتقاليد والمعايير والقوانين البحرية الدولية”.
ويشارك الجيش الاميركي حاليا في تدريبات مشتركة تدعى “نيتف فيوري” مع الإمارات العربية المتحدة تهدف إلى التدريب على سبل الحصول على الإمدادات الأساسية لمنطقة الخليج على الأرض إذا ما تم اغلاق مضيق هرمز في أي وقت، مثلما هددت ايران بالقيام بذلك الماضي. وبعض الخبراء العسكريين يرون نيتف فيوري كرسالة إلى إيران.
وقال الجنرال فوتيل “إنها إثبات لعزمنا”. ويقوم الإيرانيون أيضا بتدريب يستمر لمدة يومين في مضيق هرمز.