المتابع للشأن الإيراني جيدا، يدرك أنه لا يخلو أسبوع إلا وتبادل كل من طهران وتل أبيب الاتهامات والانتقادات بل وتوجيه إنذارات بشن الحروب، حيث إن تلك الحالة ليس وليدة هذا العام او العام الماضي، بل منذ إندلاع الثورة الإيرانية وقيام جمهورية الملالي في سبعينات القرن الماضي، وبالتحديد عام 1979 والتي أعلنت فيها إيران معاداتها لإسرائيل والولايات المتحدة الأميركية.
ومنذ توقيع الاتفاقية التاريخية حول برنامج إيران النووي, أصيبت الدولة العبرية بحالة من الجنون التي لم تفلح في تخفيفها حزمة الوعود العسكرية السخية التي قدمها وزير الدفاع الأمريكي لإسرائيل آنذاك، إذا تطالب تل أبيب من حين لآخر بإلغاء الاتفاق النووي.
النفوذ الإيراني
امن جانبه، يقول الدكتور عبد الله الأشعل، خبير العلاقات الدولية، في تصريح لـ«إيران خانة»:«أن إسرائيل تخشى من النفوذ الإيراني في المنطقة، كما أنها تدرك جيدا أن طهران لن يمنعها قرار دولي أو عقوبات من مشروعها التوسعي، وتدخلها عسكريا في سوريا وذلك لقرب المنطقة المشمولة فيها من حدودها مع سوريا ومن الجولان المحتل».
وأشار الأشعل إلى أن «تل ابيب تتحذر من إقدام إيران على إغراق شرقي سوريا بالجنود، ملمحاً إلى أنّها قد تنشر ما يقارب الـ25 ألف مقاتل شيعي تدعمه في سوريا لتعزيز نفوذها».
الرعاية الروسية
وأكّد الأشعل أنّ «إسرائيل لديها قلق كبير من الرعاية الروسية والصينية لإيران، مما يضعف موقف تل أبيب في المنطقة اقتصاديا، باعتبار طهران لا تمثل لها أي فائدة في المنطقة بل تشكل مصدر قلق كبير، وبالتالي يزداد التفوذ الإيراني الذي يشكل عبء إضافي فضلا عن النفوذ الروسي».
حزب الله
ويقول الخبير العسكري، اللواء حسام سويلم، ان «التخوف الأكبر يكمن في قوة حزب الله العدو الأقرب لإسرائيل وصاحب تاريخ من المعارك والمناوشات العسكرية معها، خاصة وأنه يستمد قوته من إيران.
وأضاف سويلم في تصريح لـ«إيران خانة»:«أن إسرائيل تعلم جيدا أن قدرات حزب الله، ترجع إلى الدعم الإيراني المالي والعسكري، حيث تقدم طهران 8 مليون دولار شهريا إلى حزب الله، وهذا رقما جيدا لاستمرار ميليشيا والمحافظة على قوتها البشرية والعسكرية».
تهديد عسكري
يذكر أن وزير المخابرات الإسرائيلي يسرائيل كاتس، كشف في ديسمبر الماضي، عن استعداد تل أبيب للجوء إلى عمل عسكري لضمان عدم امتلاك طهران أسلحة نووية، موضحا أنه إذا لم تمنع الجهود التي يقودها الرئيس الأميركي دونالد ترمب إيران من اكتساب قدرات نووية «فستتحرك إسرائيل بنفسها عسكريا».
وجاء تصريح الوزير الإسرائيلي أثناء زيارته لليابان حيث يسعى لحشد الدعم لنهج ترمب الأكثر تشددا إزاء إيران.
وقال كاتس إنه طلب من الحكومة اليابانية أن تدعم الخطوات التي يقودها ترمب لتغيير الاتفاق النووي بين إيران والقوى الدولية.
وأضاف «السؤال عما إذا كانت الشركات اليابانية ستبدأ العمل في إيران أم لا، سؤال شديد الأهمية» بالنسبة لإسرائيل».
وأشار إلى أن «إسرائيل ترغب في تعديل الاتفاق بحيث يحذف موعد انقضائه وفرض شروط أشد لمنع إيران من تطوير أجهزة طرد مركزي جديدة تستخدم في صنع مواد تدخل في تصنيع أسلحة نووية».
وطالب بمنع إيران من تحويل سوريا إلى قاعدة عسكرية تكون نقطة انطلاق لشن هجمات على إسرائيل. وحث على إجراء يوقف تطوير طهران صواريخ بالستية.
يذكر أن إسرائيل قامت من قبل بتحركات أحادية دون موافقة حليفتها الولايات المتحدة شملت ضربات جوية لموقع يشتبه أنه مفاعل نووي في سوريا في 2007 وفي العراق في 1981، غير أن توجيه ضربة عسكرية لإيران سيكون مجازفة خطيرة إذ يمكن أن تؤدي إلى تحرك مضاد.