تاريخيا.. مسابقة ملكات جمال إيران تنظم منذ عام 1965 ودون أية شروط تعجيزية، فكانت تتاح أمام جميع فتيات الفئات المختلفة، فيكفي أن تتمتع فقط بقدر كافٍ من الجمال الخارجي والداخلي وأن تكون عزباء دون زواج، وهكذا تنطبق عليها الشروط كافة، وتتاح أمامها فرصة المنافسة على لقب أجمل امرأة بالدولة المشهورة بجمال نسائها.
وبالفعل منذ انطلاق المسابقة في عامهما الأول الذي توجت بلقبه حسناء الستينات سيما ايزدجو، وشهدت إقبالا ومشاركة العديد من الفتيات كمتاسابقات وحظيت نتائجها بمتابعة جيدة من قبل المجتمع الإيراني؛ مما شجع منظموها على إقامة فعالياتها كل عام بشكل دوري، وبدء حفل إعلان نتيجتها يحظى باهتمام محلي وعالمي من قبل وسائل الإعلام.
إلغاء
ومن وقتها وظل الحال كما هو عليه ينتظر الكثير من الفتيات هذة المسابقة للمشاركة بها وتنتظر الكثير من الشركات المنتجة للأعمال الفنية والإعلامية إعلان نتيجة المسابقة لإتاحة الفرصة أمام الفائزة بالكثير من إنتاجاتهم، ولكن في عام 1979 أطاحت الثورة الإسلامية بحكم الشاه في إيران ليعود آية الله الخميني إلى طهران العاصمة الإيرانية قادما من منفاه بدولة فرنسا.
ومع عودة الخميني إلى بلاده، وإعلان إيران جمهورية إسلامية، تغيرت دولة الملالي من حيث الشكل والمضمون وكافة الفعاليات التي تعد تشبها لتقاليد الغرب ونابعة من الثقافات الغربية إلغيت تماما، وبالطبع كان في مقدمتها مسابقة ملكات جمال إيران.
وليس هذا فقط فمع عودة الخميني، غادر البلاد في المقابل قرابة الخمسة ملايين مواطن إيراني على الأقل كما تشير الإحصائيات وقتها، وبالمناسبة عدد ليس بالقليل من أهم انتاجات السينما الإيرانية تتمحور حول هجرة هؤلاء المواطنون من إيران أعقاب الثورة الإسلامية.
وبالطبع أغلبية المهاجرين كانوا من الفئات الميسورة اقتصاديا الذين يستطيعون تحمل الإقامة بدول أخرى غير موطنهم، وسريعا حاولوا أن يعيشوا بموطنهم الجديدة وبدأوا في الانخراط شيئا فشيئا بمجتماعاتهم الجديدة.
في فيلم “the dark knight rises” للمخرج كريستوفر نولان يقول شخصية شرير الفيلم “الجوكر”: “إذا كنت بارعا في شيء فلا تفعله بدون مقابل، فما بالك إذا كان هذا الشيء هبة من الخالق”، وهكذا بدون أية مجهود سيطرت الإيرانيات على ألقاب ملكات جمال بالدول التي هاجروا إليها رفقة عائلاتهم بعد ذلك، وأصبح من الشائع للغاية أن تسمع كندية من أصل إيراني تفوز بلقب ملكة جمال كندا، كما حدث على يد الإيرانية سحر بيناز عام 2012 حينما تفوقت على أكثر من 60 فتاة وفازت بلقب ملكة جمال كندا عن هذا العام.
عودة
وبحلول عام 2013 حدث ما لم أحد كان يتوقعه وعادت إيران من جديد لتنظيم مسابقة ملكات جمال إيران، وعن هذا العام فازت باللقب الجميلة ماندانا ياور.
وعودة إيران لتنظم هذه المسابقة لم يكن اعتيايديا، فقد شهد نفس الشغف والاهتمام من قبل فتيات إيران من جديد اللاتي أصبحن يتنافسن بشدة على المشاركة بها والفوز بلقبها لأنهن رأين فيها فرصة جيدة للغاية لاختراق مجال التمثيل والشهرة.
وفي السنوات الأخيرة لقب ملكة جمال إيران لم يعد يهم إيران فقط، بل أصبح يهم الكثيرون، خاصة بعد ظهور عارضة الأزياء الإيرانية ماهلا جابري التي توجت من قبل بلقب أجمل امرآة في الكون ومن وقتها وقبلها أيضا أصبح تواجد الفتاة الإيرانية بسينما هوليوود وبوليوود وسينمات أخرى حول العالم ملحوظ بشكل جيد، وبالمناسبة أغلبهن وإن لم يكن جميعهن حاملات لإحدى ألقاب مسابقات ملكات الجمال بدولة الملالي.