أزمة دولية جديدة تتعرض لها إيران هذه الأيام، فبعد أيام من إخماد نار الاتفاق النووي، خرجت أصوات دولية تطالب بتقييد حركة صناعة الصواريخ الإيرانية، حيث اتفقت واشنطن وباريس ولندن وبرلين، أمس الاثنين، على تشكيل مجموعة عمل لمراجعة الاتفاق الملف النووي والصواريخ الباليستية، وستبدأ عملها الأسبوع المقبل.
وقال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون إنه «تم تشكيل مجموعة عمل» من المقرر أن تبدأ هذه المجموعة عملها الأسبوع المقبل، مؤكدا في ختام لقاءين مع رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي، ووزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، أن هناك توافقا مع الدول الأوروبية الثلاث الموقعة على الاتفاق النووي الإيراني، وهي بريطانيا وفرنسا وألمانيا، حيث هناك نظرة نتشارك فيها، وهي ضرورة التطرق إلى بعض أقسام الاتفاق وبعض مظاهر ممارسات إيران» في الشرق الأوسط.
يذكر أنه بموجب الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة الست، وافقت إيران على وقف برنامجها النووي مقابل رفع معظم العقوبات، ويدعو قرار مجلس الأمن الذي يدعم ذلك الاتفاق، إيران إلى الامتناع عن تطوير صواريخ باليستية قادرة على حمل أسلحة نووية لمدة ثماني سنوات.
إيران لن تتنازل
من جانبه يقول اللواء محمد علي بلال، الخبير العسكري المصري، أن «إيران تمتلك 20 نوعا من الصواريخ الدفاعية وذات المدى البعيد، كما إن طهران متفوقة بشكل كبير في صناعة الصواريخ لما لها من تأثير في المعارك خاصة البحرية والدفاع الجوي، مستبعدا إمكانية التنازل عن تلك المنظومة».
وأضاف بلال:«المنظومة الصاروخية الإيرانية تكفي لصد أي هجوم جوي او بحري ضدها، لأن الروس شاركوا الإيرانيون في صناعة صاروخية هائلة تكاد تكون الأضخم في منطقة الشرق الأوسط، لأنها لا تعتمد على استيراد أي قطعة من الصواريخ بل تقوم بتصديرها».
وأشار بلال:«الصواريخ الباليستية التي من الطراز القديم، تم ترحيلها إلى حزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن، وأكدت فعالية كبيرة، ما يعين أن الصواريخ الجديدة قادرة على استهداف طائرات الشبح الأمريكية والرافال الفرنسية، وذلك ما يشكل قلقل لدى الغرب».
فيما يلي نرصد خريطة إيران الصاروخية
تمتلك إيران عدة صواريخ قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى، حيث عملت على تطوير منظومتها الصاروخية في فترة ما قبل الثورة الإسلامية الإيرانية وما بعدها، خاصة في ظل القيود والضغوط الغربية التي فرضت عليها.
وفيما يلي أبرز أنواع الصواريخ التي تكشف عنها إيران خلال السنوات الماضية في العروض وفي المناورات العسكرية التي تقيمها.
صاروخ قدر
كشفت عنه إيران يوم 22 سبتمبر 2007، ويبلغ مداه 1800 كيلومتر، و يمثل الجيل الجديد من شهاب، بطرازي أف وأتش، ويعمل بالوقود السائل. ويصنف الصاروخان قدر وشهاب، ضمن فئة أرض أرض، ويمكن تزويد الصاروخين برؤوس متعددة.
صواريخ فجر: صممت في التسعينيات باستخدام التكنولوجيا الكورية الشمالية على أساس راجمات الصواريخ السوفياتية، وبلغ مدى الصواريخ الأولى من هذه الفئة 40 كيلومترا.
صاروخ فجر 5 وسجيل
في مايو 2006 أنتجت شركة الصناعات الجوية والفضائية الإيرانية صواريخ أرض أرض «فجر-5» التي يتراوح معدّل مداها بين 68 و75 كيلومترا. وتفيد التقارير بأن إيران زودت حزب الله بعدد من هذه الصواريخ عام 2006، أما صاروخ سجيل يبلغ مداه حوالي 2000 كيلومتر.
صاروخ الخليج الفارسي
في يناير 2011 كشفت إيران عن هذا الصاروخ، وهو أول صاروخ بسرعة تفوق الصوت يهاجم أهدافا بحرية، ويصل مداه إلى 300 كيلومتر، وهو قادر على حمل 450 كيلوغراماً من المواد المتفجرة.
صاروخ عاشورء
أجريت تجارب مختلفة على محرك الصاروخ وغيره من الأجهزة، ورأسه صمم بما يعطيه القابلية لاختراق الأهداف، ويبلغ قطره 125 ملم. ويصل مداه إلى إسرائيل ومناطق في أوروبا. ويعتبر عاشوراء قريبا من صاروخ شهاب 3.
صاروخ سومار
من نوع صواريخ كروز اختبرته إيران عام 2017، بحسب ما نقلت صحيفة «دي فيلت» الألمانية يوم 2 فبراير 2017 عن مصادر مخابراتية لم تسمها، و جرى تصنيعه في إيران وحلق لنحو 600 كيلومتر في أول اختبار ناجح معلن لإطلاقه، ونقلت الصحيفة عن مصادر مخابراتية قولها إن الصاروخ قادر على حمل أسلحة نووية ويمكن أن يتراوح مداه بين 2000 و3000 كيلومتر.
صاروخ كروز
واختبرت إيران صاروخ كروز بعد ساعات من «تحذير» البيت الأبيض لها بشأن الصواريخ الباليستية والتلويح بإمكانية فرض عقوبات جديدة عليها.
وإمكانية صد صواريخ كروز أصعب مقارنة بالصواريخ الباليستية، حيث إنها تحلق على مستويات منخفضة ربما لا تلتقطها أنظمة الرادار مما يربك أنظمة الدفاع الصاروخية، كما أن بإمكان كروز ضرب أهداف في عمق أراضي الخصم.
عائلة شهاب
شهاب 1: كشفت عنه إيران للمرة الأولى عام 1991، يعد أول صاروخ باليستي محلي الصنع بمدى 300 كيلومتر، كما يعد استنساخاً للصاروخ السوفياتي سكود بي
شهاب 2: كشفت عنه إيران عام 1993 بمدى 500 كيلومتر. وفي 2010 أعلنت إيران أنها تمتلك نحو 200 إلى 300 صاروخ من شهاب 1و2 بإمكانها الوصول إلى دول الجوار، بحمولة تصل إلى 750 كلغ.
شهاب 3: صاروخ أرض أرض متوسط المدى يتمتع بمزايا تجعله إضافة نوعية إلى ترسانة الأسلحة الإيرانية، أبرزها، إلى جانب سرعته الفائقة، مداه الذي يتراوح بين 1300 و1500 كيلومتر، كما أنه قادر على حمل رأس حربي يزن ما بين 760 و1000 كلغ، وهو ما يمثل تهديدا مباشرا لإسرائيل حسبما ذكر مسؤولوها.
وقد أجرت طهران عدة تجارب على شهاب 3 بدأت في يوليو 1998، وانتهت في مطلع شهر يوليو/تموز2003.
ويعد هذا الصاروخ النسخة المعدلة من الصاروخ الكوري الشمالي نو دونغ-1 الذي طورته كوريا الشمالية بالتعاون معالاتحاد السوفياتي السابق والصين وبمساعدة مالية إيرانية.
منظومة جديدة
اختبرت إيران خلال مناورات نظمتها في ديسمبر 2016 سبع منظومات دفاعية محلية الصنع، وقال المتحدث باسم المناورات العميد عباس فرجبور إن قوات الدفاع الجوي اختبرت بنجاح منظومة «مرصاد» الصاروخية، وهي منظومة متوسطة المدى ومطورة عن منظومة «هاغ» الأميركية.
كما تم اختبار منظومة أخرى محلية الصنع وقصيرة المدى أطلق عليها اسم «زهراء٣».
و كشفت وكالة «تسنيم» للأنباء أن وزارة الدفاع الإيرانية أعلنت يوم 7 فبراي 2017 عن صواريخ جديدة، هي: صاروخ فجر 5 الموجه، ومنظومة صواريخ ميثاق 3 المحمولة على الكتف.
وتمتلك إيران أنظمة صواريخ دفاعية أخرى مثل صواريخ الدفاع الجوية المحمولة ميثاق1 و2، وأنظمة الصواريخ المضادة للدبابات مثل طوفان1 و2 وصاروخ رعد وصايغي. وكذلك نظام الصواريخ المخصصة للقوات البحرية مثل صاروخ نور بمدى يصل إلى 200 كيلومتر، وكوثر.