لا ينص الدستور الإيراني على تجنيد النساء في القوات المسلحة هناك، بينما ذلك لم يمنع السلطات الإيرانية بقيادة علي خامئني مرشد الثورة الإيرانية أن يمنح قواته المختلفة الضوء الأخضر لضم النساء إلى الخدمات العسكرية، مستخدمين شعارات الالتزام بأخلاق السيدة زينب بنت علي رضي الله عنه.
وتتعدد أشكال تجنيد النساء في عدة قطاعات عسكرية بإيران، على رأسها الحرس الثوري و قوات الباسيج، و لواء فاطميون فضلا عن دعوات التطوع النسائي من حين لآخر للمشاركة في المعارك، ونستعرض تفاصيل تلك الأشكال عبر هذا التقرير.
أخوات الباسيج
وهو الجناح النسائي لمنظمة الباسيج، و لعب الدور الأساسي في قمع الحركة النسائية التي ترافقت مع الاحتجاجات التي حدثت في إيران عام 2009.
وكانت الناشطة الأمريكية من أصل إيراني، جانيت أفاري، قالت في تصريحات سابقة لها:«إن تنظيم «أخوات الباسيج» وهو الجناح النسائي لمنظمة الباسيج لعب الدور الأساسي في قمع الحركة النسائية التي ترافقت مع الاحتجاجات الحاصلة في بلادها أخيراً، مشيرة إلى أن «حارسة الخميني» سابقاً تعتبر ملهمة لهؤلاء المقاتلات، كما أنها من أبرز مؤسسي التنظيم.
وتعتبر جانيت أفاري من أبرز الناشطات الايرانيات في الغرب، وتحظى كتبها عن النساء والسياسة في إيران بمتابعة دائمة من كبريات الصحف الغربية .
وتدرّس أفاري الدراسات الدينية والنسوية في جامعة كاليفورنيا سانتا بربرا، وآخر كتبها «السياسة الجنسية في إيران الحديثة» الصادر عن جامعة كامبردج والذي يتحدث عن التمييز ضد المرأة عبر المراحل المختلفة في إيران، ودور النساء في السياسة.
الدفاع عن مزار السيدة زينب
وكانت إعلانات واسعة في إيران، انتشرت في مايو 2016، تدعو النساء الإيرانيات، الراغبات بالتطوع للدفاع عن مزار السيدة زينب في سوريا إلى تسجيل أسمائهن ضمن شروط خاصة، حتى تتم الموافقة على طلبهن.
ودعى المنشور النساء الإيرانيات إلى «الالتزام بالأخلاق الزينبية حتى يتم إرسالهن إلى سوريا»، مشيرا إلى أن «من يذهبن للدفاع عن مزار السيدة زينب يجب أن يتمتعن بأخلاق السيدة زينب».
وأضاف المنشور الذي ححمل صورا لقادة الحرس الثوري الذين قتلوا في سوريا أن «السيدة زينب بنت علي كان حجابها وحشمتها مضربا للمثل، ولذلك من أهم الشروط التي يجب أن تلتزم بها النساء الإيرانيات اللواتي يذهبن إلى سوريا هو الحجاب».
وعلق عدد من الإيرانيين على دعوة الحرس الثوري الإيراني لتسجيل النساء الإيرانيات وإرسالهن إلى سوريا، ولم يعلق أي مسؤول إيراني حتى الآن على دعوة الحرس الثوري.
ويرى مراقبون للشأن الإيراني من الداخل أن دعوة النساء الإيرانيات للتطوع والذهاب إلى سوريا، «تؤكد عمق المأزق الذي يمر به الحرس الثوري في سوريا».
لواء فاطميون
وفي سياق متصل؛ خرجت تقارير إيرانية رسمية في 2017، تشير إلى دفن ما يقرب من عشرة عناصر من لواء «فاطميون» في إيران، وأغلبهم من الذين لقوا مصرعهم في معركة خان طومان الشهيرة، التي تكبد فيها الحرس الثوري الإيراني خسائر بشرية فادحة.
ويرى بعض أولئك المراقبين أن «إرسال النساء الإيرانيات إلى سوريا يعتبر فضيحة مدوية للحرس الثوري الإيراني، الذي اتهم المعارضة السورية سابقا باستغلال النساء داخل صفوف الثورة السورية دون وجود أي دليل مادي يثبت ذلك»، فيما بات ثابتا وجود دعوة للنساء الإيرانيات للتطوع، بدليل أن الإيرانيين أنفسهم هم من «صوروا تلك الدعوات ونشروها على مواقع التواصل الاجتماعي».
محاربات النينجا
نوع أخر من التجنيد الغير مباشر كشفته صحيفة «صنداي تليجراف» البريطانية في نوفمبر 2013، حيث أكدت أن إيران تدرب الآن ثلاثة آلاف امرأة على التحول إلى محاربات «نينجا» ليكنَّ على استعداد لاستخدام مهاراتهن القتالية للدفاع في حالة الضرورة.
قالت الصحيفة: «عشرات من مقاتلات النينجا ما هم إلا عدد قليل من بين ثلاثة آلاف امرأة في إيران يتم تدريبهن في إحدى المدارس المتخصصة بطهران ليكن محاربات».