المتابع للمشهد الإيراني، يجد أن الاحتجاجات الإيرانية، هدأت بعد أسبوعين من الاشتباكات التي أدت إلى مقتل أكثر من 25 متظاهر، فضلا عن موت 6 معتقلين داخل السجون قالت عنهم السلطات الإيرانية أنهم تم اعتقالهم، وهناك عدة أسباب واجهت بهم السلطة الإيرانية الثورة الشعبية، نستعرضها لكم عبر هذا التقرير
تدخل الحرس الثوري
من أبرز الأسباب، هو قوة الحرس الثوري الإيراني الذي دفع بـ عشرات الالاف من قوات الأمن لقمع المظاهرات، فيما أكدت تقارير صحفية غربية أن المظاهرات الإيرانية رغم تأثيرها وقوة صداها لم تتمكن التصدي للقوة العسكرية الإيرانية، بسبب وتدخل الحرس الثوري لإخماده.
وكان الحرس الثوري أشار الجمعة الى ان عدد المتظاهرين يصل الى 15 الفا. وتحولت هذه المظاهرات، وهي الاعنف منذ اضطرابات 2009، من الاحتجاج على الاوضاع الاقتصادية الى المطالبة باسقاط النظام في ايران التي يحكمها رجال الدين.
الموقف الأوروبي
من جانبه يرى الدكتور عبد الله الأشعل، وكيل وزارة الخارجية المصرية ياسبقة، أن الموقف الأوروبي من من الاحتجاجات الإيرانية، خاصة في مجلس الأمن والذي رفض الدعوة الأميركية ضد إيران لفرض عقوبات عليها.
وفي تصريح لـ”إيران خانه” قال الأشعل:”الدعم الاوروبي ساهم في منح السلطة الإيرانية قوة دولية لردع التظاهرات، فضلا عن شعور المشاركين في تلك الاحتجاجات أن ليس لهم أي دعم دولي”.
قوة شعبية مضادة
وأشار الأشعل، إلى أن نظام الملالي تمكن من السيطرة على جموع المتظاهرين، بمواطنين مؤيدين، من خلال نشر نظرية المؤامرة، حيث تم الاعتماد على رواية” أنه بعد محاكمة الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد وفريقه السياسي بتهم سرقة المال العام، وعد نجاد النيل ممن نصبوا له هذا الفخ، وذلك بالاعتماد على تحريك قاعدة شعبية، استطاع شراء عواطفها خلال فترتيه الرئاسيتين عبر منحها مساعدات مالية من خزينة الدولة تصل إلى 40 دولار شهريا، ألغتها حكومة روحاني”.
تصفية حسابات وليست ثورة
وأكد الأشعل ، أن من ضمن أسباب فشل الاحتجاجات، هو نجاح السلطة الإيرانية في السيطرة على عملية تصفية حسابات بين التيارين الحاكمين، المحافظ والمعتدل، أو بالأحرى بين متشددين داخل التيار المحافظ ونهج الاعتدال الذي تقوده حكومة روحاني.
وتابع:” إن انطلاق شرارة الاحتجاجات من مدينة مشهد يشير بإصبع الاتهام فورا إلى آية الله أحمد علم الهدى إمام الجمعة في المدينة المقدسة، التي تحتضن ضريح الإمام علي الرضا ثامن أئمة الشيعة الإمامية.
وعلم الهدى هو والد زوجة ابراهيم رئيسي الذي مني بخسارة فادحة في الانتخابات الرئاسية أمام روحاني، وهو معروف بمعارضته الشديدة للاتفاق النووي والانفتاح على الغرب الكافر.
واختتم:” كانت الخطة تقتضي أن تجري مظاهرة محدودة تحت حماية قوات الشرطة، يطلق خلالها المعترضون هتافات تنال من روحاني، تعبيرا عن غضبهم بعد إفلاس مشروع اقتصادي رعته حكومته في المدينة وتسبب بضياع أموالهم، لكنها أفلتت من يد مهندسيها وانحرفت نحو السياسة والمطالبة بعودة الملكية”.