يستنكر الكثير زواج المتعة المؤقت أو كما يقول الإيرانيون “صيغه”، غير أنه في إيران يعد أمرًا مقبول، حيث اعترف به رسميًا في المادة 1075 من القانون المدني الإيراني، كما أجازه علماء الدين، مستشهدين بالآية 24 من سورة النساء “مَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِیضَةً “، مؤكدين أن مثل هذا الزواج يعف الشباب من السقوط في الفواحش و ارتكاب المحرمات، ولكن تم رفض هذا التفسير من قبل أغلبية الفرق الإسلامية معللين أن هذه الآية قد نسخت.
وتشير الإحصائيات الإيرانية لحالتين زواج مؤقت من بين كل عشر حالات زواج دائم، ويؤكد البعض أن من الممكن أن يكون العدد أكبر مما ورد في الإحصائية، لكن بلا توثيق رسمي.
أحكام عقد الزواج المؤقت
في وجهة النظر الإيرانية الزواج الدائم و المؤقت هما قسمي الزواج، يتفقان في شروط شرعية كالقبول، وعدم الجمع بين الاختين، وجواز زواج المسلم و امرأة من أهل الكتاب، لكن لا يجوز للمرأة المسلمة الأمر نفسه، وعدة وفاة الزوج، ويختلفان في أمور أهمها:
وجوب ذكر المهر في العقد، وتسليمه للمرأة قبل إتمام الزواج.
أن يحدد الطرفان مدة زمنية معينة للزواج، و إلّا أصبح العقد دائم.
يلتزم الطرفان بأي شروط في العقد.
لا يوجد طلاق أو نفقة في زواج المتعة، يحدث الانفصال بانتهاء مدة العقد، وعدة المرأة 45 يوم، أو انتظار الوضع في حالة الحمل.
في حالة وفاة أحد الطرفين يُفسخ العقد، ولا يحق لطرف أن يرث الآخر.
كما يعد زواج المتعة من فتاة بكر أمر مكروه، وفي حالة عدم أخذ إذن الولي يعد باطلًا، خلاف المطلقات والأرامل يستطعن أن يتزوجن بولي أو دون ولي.
موقف الأزهر الشريف
رد الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الحالي ردًا حاسمًا حيال هذا النوع من الزواج قائلًا أن من يدعمه ويدعي أنه حلال شرعًا، فهو آثم وخائن لأن أسس الزواج الشرعي هي السكن والمودة والرحمة، و إن حُدد الزواج بمدة لغرض المتعة فقط فما الفرق بينه وبين البغاء؟ أي امرأة حرة تقبل هذا؟
ومن ناحية أخرى وجه آية الله ناصر مكارم الشيرازي رسالة إلى شيخ الأزهر، يؤكد فيها جواز زواج المتعة، وأنه زواج شرعي كالزواج الدائم لكن بشروط. مستنكرًا قول ” أي امرأة حرة تقبل هذا ! ” رافضًا اعتبار زواج المتعة كالبغاء، فابن زواج المتعة ابن شرعي ينسب لوالده وله حق الإرث، كما اعترف القانون الإيراني به.
اعتقاد سائد
يزعم مؤيدو زواج المتعة أنه ضرورة اجتماعية، ومنحة إلهية حيث يصعب على الكثير من الشباب الزواج لأسباب مختلفة منها الدراسة أو ارتفاع تكاليف الزواج، كما يضطر بعض الرجال للسفر والتغيب عن زوجاتهم لفترات طويلة، وهناك نساء مطلقات وأرامل لا أزواج لهن. ولكل من هؤلاء غرائزه الطبيعية، مؤكدين أن عدم زواجهم ربما يتسبب بهم إلى ارتكاب المحرمات؟ لذا جاء زواج المتعة في اعتقادهم رحمة لهم و منعًا لهم من الوقوع في الفواحش.
بينما يرى القلة المعارضون أنه تفكير غرائزي بحت، مجرد وسيلة للمتعة والخيانة المقنعة، وكسب المال للنساء، كما يحمل ظلمًا للمرأة وإن قبلت، فهي من المؤكد مضطرة وتحتاج إلى المال والمأوى المؤقت كي تقبل بهذا الأمر، فالزواج رباط مقدس ليس فترة تُحدد بيوم أو سنة.
ومن الجدير بالذكر أن مسئولي الحكومة وكبار رجال الدين يؤيدون الزواج المؤقت بقوة، وهناك مكاتب لتوثيقه، ومن جانبه صرح هاشمي رفسنجاني أن بدون زواج المتعة سيواجه المجتمع مشكلة كبيرة، فبالمقارنة مع الدول الغربية لا ينتشر الزنا في المجتمع الإيراني.
كما تنتشر المقالات على المواقع الإيرانية المختلفة للدفاع عن هذا الزواج ضد كل الآراء التي تنفي شرعيته، أو آدميته .