أزمة دولية جديدة طرأت في الملف السوري، ما دفع عدد من الأطراف الفاعلة فيه، على رأسهم إيران للتدخل فيها بالرفض المطلف، خاصة بعد د أن أعلن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم «الدولة الاسلامية» أنه يعمل على تشكيل قوة أمنية حدودية ضخمة في شرق سوريا، ما استدعى إدانة حادة، ليس فقط من إيران بل حتى من قبل تركيا والنظام السوري وحليفه الروسي الذي أكد أن الاجراءات الأمريكية «التي نراها حاليا تظهر أن الولايات المتحدة لا ترغب في الحفاظ على سيادة سوريا».
وأعربت السلطات الإيرانية، عن غضبها الشديد جراء شكيل الولايات المتحدة لقوات حدودية جديدة في سوريا، معتبرة ذلك القرار بأنه «تدخل سافر» في الشؤون الداخلية السورية.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، أن تصريحات المسؤولين الأمريكيين حول تشكيل قوة حدودية جديدة في سوريا، وتؤدي الى تعقيد الأزمة، ومزيد من عدم الاستقرار وإشعال ألسنة النار فيه».
وأضاف قاسمي: «من اللافت للانتباه أن القرار الأمريكي اتخذ في وقت يحقق فيه الجيش السوري وحلفاؤه انتصارات كبيرة ضد مجموعات داعش والنصرة».
ولفت المتحدث باسم الخارجية الإيرانية الى أن الجمهورية الإسلامية تسعى إلى جانب روسيا وتركيا عن طريق مفاوضات مسار استانة وإنشاء مناطق خفض التصعيد، إلى إطفاء نيران الأزمة السورية، وأضاف: «لقد حققنا حتى الآن إنجازات ونجاحات ملفتة”.
وأكّد قاسمي في نهاية تصريحاته على أنّه آن الأوان لتغيير امريكا سياساتها المخربة والمبينة على التدخل في شؤون المنطقة؛ مشددا على ضرورة إخراج قواتها من هذا البلد والسّماح للشعب السوري بتقرير مصيره بنفسه».
تهديد النفوذ العسكري
ورأى الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن«التخوف الإيراني من القوات الأمريكية، ناتج عن قلق طهران من تحجيم نفوذها في سوريا قد بدأت، خاصة أن القوات الحدودية، جاءت بعد شهور من اللقاء الذي جمع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين».
وأشار إلى أن «تلك المخاوف جرت مناقشتها مع الجانب الروسي، بالإضافة إلى وجود إسرائيل والأردن، وهو ما عجّل بالاتفاق الذي استُبعدت منه إيران، ضاربين بعرض الحائط التواجد العسكري هناك».
وأوضح، نافعة، أن الولايات المتحدة الأمريكية، تصطاد في المياه العكرة، لاسيما أن إيران منشغلة في أزمتها الداخلية ما دفع الولايات المتحدة بتشتيت أفكارها وانتباهها غلى الأزمة السورية بوضع قوات عسكرية على الحدود، فضلا عما تحمله تلك النوايا من تهديد وجودي سياسي وعسكري يقف على رأسه التقارب الروسي الأميركي، ومحاولة روسيا التفرد بالحل السياسي.
وأكد أن الولايات المتحدة، اتخذت تلك الخطوة مستهدفة بها إيران، خاصة وأنه منذ اندلاع الحرب الأهلية السورية، تجنّبت الدخول المباشر، وركزت بدلاً من ذلك على محاربة تنظيم الدولة في العراق، إلا أن خطط إيران العسكرية ومحاولتها إنشاء ممر من طهران للمتوسط، بما يهدد حلفاء أمريكا في المنطقة.
لعب بالنار
من جانبها اعتبرت أنقرة إن واشنطن «تلعب بالنار» عندما تسعى لتشكيل قوة حدودية تتضمن فصائل كردية. وذلك بعدما ذكر التحالف بقيادة الولايات المتحدة أنه يعمل مع الفصائل الحليفة له لتشكيل قوة حدودية جديدة قوامها 30 ألف فرد.
ودانت الخارجية التركية الجهود الأمريكية الرامية الى تأسيس تلك القوة وقالت في بيان الليلة الماضية إنها «تدين إصرار الولايات المتحدة على موقفها الخاطئ بشأن الاستمرار في التعاون مع وحدات حماية الشعب الكردية وحزب الاتحاد الديمقراطي (الكردي السوري)، وتعريض الأمن القومي التركي ووحدة الأراضي السورية للخطر».
الخط الHحمر والعداء المتنامي
تقول الولايات المتحدة إن «القوة الحدودية» التي تود إنشاءها في الشمال الشرقي لسوريا سيكون قوامها 30 ألف جندي، نصفهم من قوات سوريا الديموقراطية، فيما سيتم تجنيد الآخرين.، وتضيف أن المهمة الرئيسية لهذه القوة هي الدفاع عن الأراضي التي سيطر عليها مقاتلون يقودهم الأكراد بعد طرد تنظيم “الدولة الإسلامية” منها.