انفجرت ناقلة نفط ايرانية محترقة وغرقت يوم الأحد بعد أكثر من أسبوع من إدراجها قبالة سواحل الصين، حيث اعترف مسؤول إيرانى بأنه “لا يوجد أمل” للبحارة المفقودين بالنجاة من الكارثة.
وكان اصطدام وكارثة النقالة الإيرانية سانتشي ، التي كانت تحمل 30 من الإيرانيين والبنغاليين، قد أفجع إيران التي لا تزال تترنح بسبب تعرضها لأيام من الاحتجاجات والاضطرابات التي اجتاحت البلاد في بداية العام.
وبكت أسر البحارة وصرخوا في مقر شركة الناقلات الوطنية الإيرانية في طهران، وهي الشركة الخاصة التي تملك ناقلة سانتشي. واحتاج البعض منهم إلى أن يتم نقلهم بواسطة سيارة الإسعاف إلى المستشفيات القريبة، حيث أنهم تعرضوا لصدمة بسبب الأخبار.
وكان هناك امرأة تبكي قائلة “توفي 32 شخصا دون جنازة ودون توابيت! أحرقوا وتحولوا إلى رماد بينما أسرهم يبكون هنا!”. وتضيف، الحكومة “قد جاءت بعد 10 أيام لتتعاطف معهم؟ أي تعاطف هذا الذي تتحدثون عنه؟ ”
ونقل التلفزيون الحكومي عن محمود راستاد رئيس الوكالة البحرية الإيرانية قوله “لا يوجد أمل في العثور على ناجين من افراد الطاقم الـ 29 المفقودين”.
ووفقا لتلفزيون الدولة، أعرب الرئيس حسن روحانى عن تعازيه ودعا الوكالات الحكومية المعنية إلى التحقيق فى هذه المأساة واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة. وفي رسالة، أعرب المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله على خامنئى عن تعازيه وتعاطفه مع أسر الضحايا، وذلك حسبما ذكر موقعه على الإنترنت خامنئى. آي آر. وأعلنت الحكومة يوم الإثنين يوم حداد عام على مستوى البلاد.
ولم يتضح بعد سبب الاصطدام الذى وقع يوم 6 يناير بين سانتشى وسفينة الشحن الصينية سي إف كريستال على بعد 257 كيلومترا قبالة سواحل شانغهاى. وكان تحمل سي إف كريستال 21 من أفراد الطاقم، وجميعهم سالمون.
ولكن سانتشي، التي تحمل ما يقرب من 1 مليون برميل ممتليء بالغاز، حيث كانت تحمل نفط خفيف للغاية متجه نحو كوريا الجنوبية، اشتعلت بها النيران. وحمل المسؤولون الصينيون سوء الأحوال الجوية مسؤولية تعقيد جهود إنقاذهم. وشاركت 13 سفينة، من بينها سفينة من كوريا الجنوبية واثنتان من اليابان، فى جهود الإنقاذ والتنظيف يوم السبت، وقاموا برش الرغوة المطفئة فى محاولة لإخماد الحريق.
ولكن عند حوالي ظهر يوم الأحد، ذكرت وسائل الإعلام الصينية إن انفجارا كبيرا هز سانتشي، حيث جرد هيكل السفينة والبنية الفوقية تماما من الطلاء بسبب النيران. ثم غرقت السفينة في البحر.
ويقول الصينيون إن السفينة تركت منطقة مساحتها 10 كيلومترات مربعة ملوثة بالنفط. ومع ذلك، فالزيت المتكثف الذي كانت تحمله السفينة يتبخر بسهولة أو يحترق في النار، مما يقلل من فرصة حدوث تسريب نفطي كبير.
وذكرت وسائل الإعلام الصينية أيضا أن مسجل البيانات الصوتية للسفينة الذى يعمل مثل “الصناديق السوداء” على الطائرات قد تم انتشاله. وقد تم انتشال ثلاث جثث من البحر، ولا يزال هناك 29 من أفراد الطاقم مفقودين.
وقالت المنظمة البحرية الدولية التى تديرها الأمم المتحدة إن الناقلة تعمل تحت خمسة أسماء مختلفة منذ أن تم بناؤها فى عام 2008. وتصف شركة ناقلات النفط الإيرانية نفسها بأنها تعمل بأكبر أسطول ناقلات نفط في الشرق الأوسط.
جدير بالذكر أن هذا هو ثاني اصطدام لسفينة من شركة ناقلات النفط الإيرانية الوطنية في أقل من عام ونصف. وفي أغسطس من عام 2016، اصطدمت إحدى صهاريجها بسفينة حاويات سويسرية في مضيق سنغافورة، مما أدى إلى إلحاق أضرار بكلا السفينتين، دون وقوع إصابات أو تسرب نفطي.