«الزرادشتية و المزدكية واليارسانية والمندائية».. سيطرت هذه الديانات لأكثر من ألف عام قبل الفتح الإسلامي على المجتمع الإيراني ومواطنيه، ولكن مع الفتح الإسلامي لها تبدل الحال وأصبحت الديانة الإسلامية المعتنق والعقيدة الرئيسية لأغلب الشعب الإيراني، لكن هذا لم يمنع من تواجد بعض الديانات السماوية وغير السماوية معتنقة بين أفراد الشعب الإيراني ومازالوا يسكنون أرض الملالي.
واستنادا لأغلبية الإحصائيات التي أقيمت على شعب الجمهورية الإيرانية في السنوات الأخيرة، فإن 98 % من جملة الشعب الإيراني يدينون بدين الإسلام، في حين تتوزع ديانة الباقين بين المسيحية واليهودية، وعدد آخر من الديانات غير السماوية ولكن معترف بها بالمجتمع الإيراني وأغلبيتها مستمدة من الموروث الإيراني قبل دخول الإسلام.
فالدولة الإيرانية كانت مصدرة لعدد من الديانات في عصور ما قبل الفتح الإسلامي، حيث كانت وقتها الزرادشتية الديانة الوطنية في إيران وما خارج إيران ايضا، ففي العصور الوسطى شهدت تلك الديانة انتشارا واسعا في معظم دول آسيا وبالأخص بلاد الفرس والهند وأيضا عدد من الدول العربية.
وإلى وقتنا هذا مازال يعتنقها البعض ويقدر عددهم وفقا لآخر الإحصائيات التي أصدرت في هذا الشأن حوالي 2.5 مليون نسمة أغلبهم متواجد بدول إيران وأفغانستان والهند وأذريبان، إضافة إلى عدد من المهاجرين من هذه الدول يتواجدون حاليا بالولايات المتحدة الأمريكية وكندا وأستراليا.
أما اليوم فالوضع اختلف بشكل كلي وجزئي مع دخول الإسلام وهذا ما يثبته موقع الاستخبارات الامريكية cia والذي يؤكد أن المجتمع الإيراني الآن مقسم إلى 89 % مسلمين شيعة و9% مسلمين سنة.
وفي المقابل تشير إحصئيات أخرى منسوبة لأهل السنة في إيران أن نسبتهم تتجاوز الـ 20% من جملة مسلمين إيران ويتخطى عددهم الـ 20 مليون نسمة وموزعين جغرافيا على جميع محافظات دلولة الملالي، وإضافة إلى السنة والشيعة فإيران ايضا يتواجد على أرضها عدد كبير من انصار المذهب الإسماعيلي (والإسماعليون مسلمون يؤمنون برسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وبالقرآن الكريم لكنهم يعتقدون أن لهذا القرآن تأويلا باطنا غير تأويله الظاهر).
وبعيدا عن أتباع الدين الإسلامي الـ 2 % الباقين من الشعب الإيراني منقسمين بين العديد من الديانات، فإيران أيضا يعيش على أرضها أكبر الأقليات من أتباع البهائية ويتواجدون أغلبهم بالقرى الصغيرة في دولة الملالي، إضافة إلى عدد منهم بالعاصمة الإيرانية طهران.
للديانة المسيحية تواجد أيضا بالمجتمع الإيراني ويصنفون بأنهم جميعا من نسل المسيحيين الأصليين الذين انتقلوا للبلاد خلال القرن التاسع عشر، ومقسمون بين حوالي 250 ألف من الأرمن وحوالي 320 ألف من الأشوريين وعدد قليل من الروم الكاثوليك وأتباع الكنيسة الأنغليكاينية والكنيسة البروتستانية.
وللديانة اليهودية وضع خاص في دولة الملالي فرغم الاعتراف القانوني بها على أنها واحدة من الأديان المعترف بها في البلاد إلا أن أتباع اليهودية في إيران يصرون دائما بتعرضهم لاضهاد ديني في البلاد بالأخص مع ازدياد لهيب الصراع الفلسطيني مع الكيان المحتل إسرائيل، ورغم أن أغلب اليهوديين بعد قيام الثورة الإسلامية في إيران أقدموا على الهجرة من دولة الملالي، إلا أن الإحصائيات تشير إلى أنه مازال هناك من يعتنق اليهودية.