لقد انحدر الأمر ليصل إلى لعبة الدجاج.
هذا صحيح. إن القضية المعقدة والمهمة جدا المتعلقة بإيران نووية، ومستقبل الاتفاق النووي مع الغرب، والأمن الطويل الأجل للغرب وإسرائيل، قد انحدرت جميعا إلى مسابقة جريئة.
وبعد أشهر من سماع الرئيس دونالد ترامب يهدد بتمزيق الاتفاق النووي، قامت إيران بتصعيد تهديداتها الموجهة إلى الولايات المتحدة والغرب خلال الأيام القليلة الماضية.
وذكرت وكالة الطاقة الذرية الإيرانية يوم الأربعاء أن إعادة فرض الولايات المتحدة عقوبات على ايران سيشكل انتهاكا للاتفاق النووى وأن طهران على الأرجح قد ترد على ذلك من خلال زيادة عمليات تخصيب اليورانيوم الخاصة بها.
ومن المتوقع أن يقرر ترامب في أى وقت ما إذا كان سيواصل تعليق العقوبات الأمريكية على صادرات النفط الإيرانية كجزء من الاتفاق الذى خفض الضغط الاقتصادى على الجمهورية الاسلامية مقابل وضع قيود على برنامجها النووى.
وقال بهروز كمالوندي، نائب رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية، للتلفزيون الوطنى الإيرانى يوم الأربعاء “إن إيران مستعدة لزيادة سرعة أنشطتها النووية فى مختلف المجالات وخاصة التخصيب، لتصل إلى عدة مرات اكثر مما كانت عليه في عهد ما قبل خطة العمل الشاملة المشتركة [الاتفاق النووى]”.
وأضاف كمالوندي إنه “إذا لم يتم تمديد تعليق العقوبات، فإيران ستقوم فورا بأول عملية انتقامية”.
وقبل ذلك، قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي يوم الإثنين إن طهران قد تعيد النظر في تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية إذا رفضت الولايات المتحدة تخفيف العقوبات.
والوكالة الدولية للطاقة الذرية مسؤولة عن الإشراف على امتثال إيران للقيود النووية للاتفاق.
أين ستترك هذه التهديدات الأمور؟
أولا، يبدو من المرجح أن ترامب سيختار نوعا من حلول منتصف الطريق، حيث أما سيقوم بالدفع لفرض عقوبات على الأنشطة الإيرانية غير النووية، التي ليست جزءا من الاتفاق، أو يقوم بالتأجيل لبضعة أشهر أخرى ليقوم بالمزيد من المفاوضات في الكونغرس وأوروبا.
ولكن التهديدات الإيرانية تكشف أيضا كل جانب من جوانب النقاش النووي الإيراني.
ومن ناحية، يبدو أن ذروة الحماقة تتمثل في معرفة ما إذا كانت إيران ستمارس تهديدها وتتيح الفرصة لإيران لامتلاك سلاح نووي في المستقبل القريب في حين أنها تمتثل حاليا للاتفاق وفقا لكلا من الاستخبارات الإسرائيلية والأمريكية.
يذكر أن استمرار مراقبة حدوث انتهاكات للاتفاق والاستعداد لمعاقبة إيران إذا كانت ترتكب انتهاكا تختلف كثيرا عن إنهاء الاتفاق وذلك عندما لا يكون هناك دليل حالي على أن إيران تخرق شروطه وفي حين أنه لا توجد خطة لإبطاء إيران عن التحرك السريع نحو القنبلة.
ومن ناحية أخرى، يكشف التهديد الإيراني أيضا بعض سطحية الاتفاق وبالتالي الحاجة إلى تعديله. وإذا تمكنت إيران بسرعة من ركل الوكالة الدولية للطاقة الذرية والبدء فورا بتخصيب اليورانيوم بمعدل أسرع وأعلى مما كان عليه قبل الاتفاق، فما هو الأمان الذي جلبه الاتفاق؟
ألم تثبت التهديدات الإيرانية وجهة نظر النقاد في الاتفاق والتي تشير إلى أن شرط الانقضاء، التي تسمح لإيران بمواصلة التجارب بأجهزة الطرد المركزي المتقدمة، وتفكيك إيران بدلا من تدمير الآلاف من أجهزة الطرد المركزي يعني أن إيران ستكون قادرة على السير نحو سلاح نووي في نهاية الاتفاق؟