بعد 12 يوما على اندلاع الاحتجاجات في إيران، يلجأ النظام الإيراني، إلى نشر قوات الحرس الثوري المسلحة في أقاليم البلاد متعاملا مع الانتفاضة الشعبية ضد النظام، بأنها «تحركات إرهابية» خاصة وأن المتظاهرون يركزون على الخروج ليلا إلى الشوارع لضمان حشد أكبر وجعل عمليات القمع أكثر صعوبة، الأمر الذي فتح الباب للتساؤلات حول إمكانية إندلاع ثورة مسلحة في الجمهورية الإسلامية.
وكان مدير مركز الأحواز للإعلام والدراسات الاستراتيجية، حسن راضي، قال في تصريحات صحفية، أنه منذ بدء الانتفاضة كانت المظاهرات تخرج في الصباح ومنتصف اليوم والمساء، وفق جدول زمني يحدد أيضا أماكن التظاهر، مشددا أنه مع اشتداد القمع الأمني، بات المتظاهرون حاليا يركزون على الخروج ليلا وفق توزيع معين بمعرفة اللجان الشعبية، مؤكدا أن الأمن المسلح يواجه صعوبات في تفريق المظاهرات الليلية.
وأضاف راضي أن المظاهرات الليلية مناسبة لحشد أكبر عدد من المحتجين، لكنه أشار، في الوقت نفسه، إلى أن ذلك لا يمنع خروج مظاهرات خلال اليوم في مختلف المدن.
وأظهرت مقاطع مصورة نشرها ناشطون في الأحواز، مسيرات احتجاجية ليلا في شوارع الإقليم الذي تقطنه أغلبية عربية تعاني من الاضطهاد والتهميش.
مواجهة الفتنة
ونشر الحرس الثوري في إيران قوات في عدد من الأقاليم لإخماد اضطرابات مناهضة للحكومة، بعد أيام من الاحتجاجات التي أقلقت القيادة الدينية للبلاد.
وفي مؤشر على مخاوف في الدوائر الرسمية من صمود الاحتجاجات لتلك المدة قال الميجر جنرال محمد علي جعفري قائد الحرس الثوري إنه أرسل قوات إلى أقاليم أصفهان ولورستان وهمدان لمواجهة «الفتنة الجديدة» بحسب تعبيره.
وقتل أكثر من 21 شخصا من جراء قمع المظاهرات، سقط أغلبهم في تلك الأقاليم، ما أعاد إلى الذاكرة القمع الوحشي للأجهزة الأمنية وعلى رأسها الحرس الثوري، لانتفاضة 2009 التي قتل خلالها عشرات المتظاهرين.
وتحولت الاحتجاجات، التي بدأت الأسبوع الماضي بسبب الإحباط من الأزمات الاقتصادية التي يعاني منها الشباب والطبقة العاملة، إلى انتفاضة ضد السلطات والمزايا التي تتمتع بها النخبة خاصة المرشد علي خامنئي.
احتمال
من جانبه يرى محمد سعيد عبدالمؤمن، الخبير في الشؤون الإيرانية، أن الثورة المسلحة في إيران محتملة خاصة وأن الشعب الإيراني بطبعه غير مسالم ويعيش تحت قبضة السلاح والفرمانات الدينية المنبثقة عن ولاية الفقيه، بقيادة مرشد الثورة الإيرانية علي خامئني.
وأضاف عبد المؤمن، في تصريح لـ«إيران خانة» «انضمام عناصر من الباسيج في إيران مؤشر لاندلاع ثورة مسلحة، فتلك العناصر كانت مخصصة في الأساس لمواجهة أي عمليات تمرد داخلي، لكن مع حالة الاستقرار تمت الاستعانة بها في عمليات خارج البلاد، ويمكنها في هذه المظاهرات أن تساهم في ثورة مسلحة».
أمر مستبعد
أما الدكتور محمد اللباد أستاذ الدراسات الإيرانية، اعتبر أن «اندلاع ثورة مسلحة أمر مستبعد، قائلا:«لا يمكننا أن نرى ثورة مسلحة في إيران خاصة وأن قوات الحرس الثوري ولاءها الكامل لمرشد الثورة الإيرانية علي خامئني، ففي حالة انضمام روحاني إلى المظاهرات سيكون الحرس الثوري تحت إمرة المرشد».
وأضاف اللباد، في تصريح لـ«إيران خانة»:«الثورة المسلحة تعني انشقاق عناصر من الجيش الإيراني، وانضمامهم للمتظاهرين، وهذا لم يحدث، والسيناريو المحتمل هو انشقاق الحرس الثوري عن المرشد نفسه، وهذا أمر من رابع المستحيلات لأنه في حالة سقوط المرشد سيسقط قادة الحرس الثوري، باعتبارهم شركاء في عمليات القمع بإيران».