أظهرت أحداث الاجتماع الطارئ الأول الذي دعت إليه الولايات المتحدة، حول إيران حالة انقسام شديد بين أمريكا ودول أوروبية على رأسها روسيا وبريطانيا، وهو ما يفتح الباب عن التساؤلات عن أسباب دعم تلك الدول لإيران على حساب أمريكا.
مصالح تركية
الدكتور سعد الدين إبراهيم أستاذ علم الاجتماع السياسي قال في حديثه لـ”إيران خانة”:”إيران دولة أسست قواعد سياسية ومصالح في أغلب دول العالم على رأسها روسيا وتركيا حيث يجتمع النظامان الإيراني والتركي على قاعدة اتكائهما الأيديولوجي على الإسلام السياسي وعقائده، حيث وينشط في اعتقاد النظامين القومية الفكرية.
وأشار إلى أن دعم إيران للنظام التركي في محاولة الانقلاب الفاشلة، يجعل النظام التركي أبرز الداعمين لولاية الفقيه خاصة وأنها كانت لها موقف واضح مع أردوغان بإعلان الدعم الكامل له ضد محاولة الانقلاب.
روسيا تحافظ على الحليف الأقوى
الموقف الروسي، هو الشريك الأساسي في عملية الانقسام التي شهدتها مجلس الأمتن، فبحسب سعد الدين إبراهيم، فإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعول على حلف حقيقي مع إيران ظهرت فعاليته في تلك الشراكة الملتبسة داخل الميدان السوري والأسيوي بشكل عام”.
أوروبا: مصالح اقتصادية
وتجمعت عواصم الاتحاد الأوروبي على “التعبير عن قلق” و”الدعوة إلى الحوار الداخلي” لاستيعاب الموقف وامتصاص ذلك الحراك الغامض. ولا تبدو الرصانة الأوروبية تنهل من الطابع الغامض لتلك التظاهرات فقط، بل إن العواصم الأوروبية لا تريد لذلك الغموض أن ينجلي وتريد بقاءه مبررا لهذا الحذر والتحفظ اللذين يشوبان موقف باريس ولندن وبرلين وغيرها.
فإذا ما أعلن الاتحاد الأوروبي معارضة موقف الرئيس الأمريكي والعزم على التمسك بالاتفاق النووي، فإنه ليس من مصلحة أوروبا أن ينهار نظام صارت تعرفه وتُحسن التعامل معه، ولا يملك الاتحاد في عزّ أزمته الراهنة بسبب البريكست البريطاني أن ينخرط في التعامل مع فوضى وعبث قد تبثهما الأورام الإيرانية.
من المعروف أن هناك مصالح اقتصادية، يمتلكها الأوروبين لدى طهران، خاصة وأن الدول الأوروبية تدافعت عقب التوقيع على الاتفاق النووي مع مجموعة 5+1 عام 2015 على أبواب طهران للحصول على عقود تنهل من السوق الإيراني الكبير.
ويرى مراقبون أن أن التهدئة التي تمارسها أوروبا تروم الحفاظ على الأسواق الإيرانية وحماية مداخلها المستقبلية التي كان من المفترض أن يجسّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نبضها في زيارة قد تطيح بها رياح مشهد ومدن إيران الغاضب.