في نهاية عام 2016 أعلنت منظمة حماية الفهد الإيراني، أن فصيل الفهد الآسيوي في الجمهورية الإيرانية بخطر الانقراض، حيث كشفت آخر الإحصائيات عن وجود فهدتين فقط من إناث هذا الفصيل المسمى بـ “السنوري”.
وهو الأمر الذي سبب صدمة لجميع المهتمين بالحياة البرية حول العالم، خاصة أن هذه الإحصائية جاءت بعد أسابيع قليلة من تأكيد عدد من الإحصائيات الأخرى على انقراض هذه النوعية من الفهود بدولة الهند التي كانت تصنف في مقدمة الدول التي تؤي هذا الفصيل النادر.
الإحصائية توقيت إصدارها نفسه زادها خطورة، خاصة أنها جاءت بعد عامين فقط من التأكيد بأن الفهود الآسيوية الملقبة حاليا بالفهود الإيرانية لتواجد أغلبها بإيران، حيوانات درجة انقراضها تعدى مرحلة الخطر، ففي الوقت الذي أشارت فيه الإحصائيات عام 2014 إلى أن هناك ما بين 70 – 100 فهد آسيوي باق على قيد الحياة في هذا التوقيت والسواد الأعظم منها يستوطن دولة الملالي والقليل منها بباكستان.
فالفهود الآسيوية تزدهر في الأراضي المفتوحة، والسهول الصغيرة، والمناطق شبه الصحراوية والموائل المفتوحة الأخرى حيث الفريسة متاحه.
ووفقا لهذه الإحصائية أيضا، فإنه تم العثور على الفهد الآسيوي بشكل رئيسي في المناطق الصحراوية في جميع أنحاء دشت كافير في النصف الشرقي من إيران، بما في ذلك أجزاء من كرمان، خراسان، سمنان، يزد، طهران، والمحافظات المركزية.
ويعيش معظمهم في خمسة حدائق هم الحديقة الوطنية كافير، الحديقة الوطنية توران، المنطقة المحمية بافق، محمية للحياة البرية درانجير، ومحمية الحياة البرية نايباندان.
لكن الكارثة الحقيقية أنه لم يمر سوى عامين وأظهرت الإحصائيات أنه لم يعد هناك من فئة الإناث بهذا الرقم سوى فهدتين فقط صالحتين للتزواج والحفاظ على السلالة، فلماذا فشلت إيران في المحافظة على هذا الكنز الحيواني؟.
هذا ما أجابت عليه عدد من الأبحاث والتي أرجعت نفوق ما يقارب الـ 40 % من الفهود في إيران إلى حوادث السير بمنطقة “بفق” المحمية التي يتواجد بها العدد الأكبر من الفهود في إيران، بعدما فشلت الحكومة الإيرانية في منع شق طريق عابر لهذه المنطقة مما تسبب في دهس العديد من الفهود تحت عجلات المركبات والسيارات.
في المقابل يتهم البعض الدولة الإيرانية أنها لم تقدم الجهود الكافية للمحافظة على هذه السلالة من السير قدما في طريق الانقراض، وبالأخص أنه على أرض الواقع لم تقدم الحماية الكاملة ولم تفعل البرنامج الغذائي الذي يضمن أن تحيي هذه الحيوانات حياة برية تساعدها على التكاثر والتزايد، واكتفت ببعض النشاطات التي حرصت من خلالها أن تؤكد للعالم أنها تحاول ذلك حينما أجبرت المسئولون عن منتخبها الوطني لكرة القدم بتصميم تيشرتات عليها ظل الفهد الإيراني وارتدائها في نهائيات كأس العالم 2014 والتي أقيمت بدولة البرازيل وودعتها إيران من الدور الاول بعدما فشلت في تخطي دور المجموعات.
والنظام الغذائي للفهود رغم سهولة تحقيقه في إيران بالأخص لتوفره طبيعيا بكثرة، إلا أن ذلك لم يتحقق، حيث يتكون أساسا من الغزال أو الخراف والماعز البرية، وكل ذلك متواجد بدولة الملالي، ولكن بدلا من حمايته للفهود لم تستطع السلطات الوقوف أمام التهديد الرئيسي لهذا النوع، بسبب الصيد الجائر والرعي المنافس مع الماشية المحلية.
فلم تجد تلك الفهود ما يطعمها سوى الأرانب البرية والقوارض، ووفقا لدراسة نشرت في عام 2012 أن الأرانب البرية والقوارض، في حين تشكل جزءًا من النظام الغذائي للفهد، ليست مصدرا هاما من مصادر التغذية بسبب صغر حجمها وصعوبة الإيقاع بها.
ومن 2016 وحتى الآن لم تصدر أي منظمة إيرانية إحصائية توضح أعداد الفهود المتواجدة على أرض الجمهورية الإسلامية الإيرانية الآن، وهو ما يؤكد أن الفهد الإيراني الذي كان مهددا بالانقراض، تحول التهديد إلى حقيقة وأمر واقع الجميع مجبرا على تحملة وفقدات إيران كنزها الحيواني.