يخطط مجلس الأمن الدولى لعقد اجتماع طارىء حول إيران يوم الجمعة بعد أن طلبت الولايات المتحدة من المنظمة الدولية تقديم الدعم للمتظاهرين المناهضين للحكومة الإيرانية.
ومع انقسام أعضاء المجلس في وجهات نظرهم بشأن المظاهرات التي عكرت صفو الجمهورية الإسلامية، لم يتضح بعد كيف ستتشكل المناقشة أو ما قد يخرج عنها.
وأكدت ألما كونرباييفا، المتحدثة باسم رئيس المجلس الحالي، أن الاجتماع الذي عقد بعد ظهر اليوم كان يدور حول إيران. وقد دعت الولايات المتحدة يوم الثلاثاء الى عقد مثل هذه الدورة، ولكن يمكن أن يصر أعضاء المجلس على إجراء تصويت قبل تناول الموضوع، ومن المفترض الحصول على تسعة أصوات من مجموع 15 صوتا للمضي قدما في تناول الموضوع.
وقالت المبعوث الأمريكى لدى الأمم المتحدة، نيكي هالى، فى بيان صدر ليلة الخميس “إن هذه مسألة تتعلق بحقوق الانسان الأساسية للشعب الايرانى، وهي أيضا مسألة تتعلق بالسلام والأمن الدوليين”. وأضافت أن ذلك “سيكشف عما إذا كان هناك بلد يحاول أن يمنع مجلس الأمن من هذه المناقشة”.
وقال وزير الداخلية الإيراني إن هناك ما يزيد عن 42 ألف شخص شاركوا في أسبوع الاحتجاجات والاضطرابات التي اندلعت بسبب الأزمات الاقتصادية. وقد لقى ما لا يقل عن 21 شخصا مصرعهم واعتقل المئات. وفى الوقت نفسه، شارك عشرات الآلاف من الناس فى مظاهرات مضادة تدعم الحكومة التى يشرف عليها رجال الدين، والتي قد اتهمت الولايات المتحدة بالتحريض على الاحتجاجات.
وأعلن النائب العام الإيراني، محمد جعفر منتظري، يوم الخميس أن مسؤولا في وكالة المخابرات المركزية الأميركية هو “المدبر الرئيسي” للمظاهرات. واشتكى مبعوث إيران لدى الأمم المتحدة، السفير غلامالى خوشرو، فى رسالة إلى رئيس مجلس الأمن يوم الأربعاء من أن “التغريدات السخيفة” للرئيس الأمريكى دونالد ترامب قد “حرضت الإيرانيين على المشاركة فى أعمال تخريبية”.
يذكر أن إدارة ترامب كانت قد نفت وجود أي يد لها في المظاهرات، قائلة إنها اندلعت بشكل تلقائي تماما. ورفضت وكالة المخابرات المركزية التعليق.
ولم تدعو التغريدات التي وجهها الرئيس إلى العنف او الأعمال التخريبية، لكنها أشادت بالاحتجاجات، وأعربت عن “احترام الشعب الإيراني لمحاولته مراجعة حكومته الفاسدة” وتعهدت “بدعم كبير من الولايات المتحدة”. وأشادت هالي بالمتظاهرين المناهضين للحكومة ووصفتهم بأنهم شجعان وقالت “يجب على الأمم المتحدة أن تعبر بشكل علني” عن دعمهم.
وأضافت “إن شعب إيران يبكي من أجل الحرية. وقالت فى مؤتمر صحفى اليوم إن جميع محبي الحرية يجب أن يقفوا وراء قضيتهم”.
وليس جميع أعضاء المجلس يرون أن هناك ضرورة للتفكير بالأمر.
وحذرت السفارة الأمريكية فى روسيا اليوم من “التدخل الخارجى” فى ما تعتبره قضية داخلية فى الجمهورية الإسلامية. وهناك علاقات وثيقة بين البلدين. وسخرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا من الدعوة الأمريكية لاجراء مناقشة بالأمم المتحدة.
وقالت زاخاروفا عبر الفيسبوك يوم الأربعاء، مشيرة إلى الاعتقالات الجماعية التي حدث خلال احتجاجات احتلوا وول ستريت، وذلك ضمن أمور أخرى، “إن الوفد الأمريكى دون شك لديه شئ ليشاركه مع العالم. على سبيل المثال، يمكن أن تشارك نيكي هالي التجربة الأمريكية في تفريق المظاهرات الاحتجاجية”.
ولم تستجب بعثات روسيا وإيران التابعة للأمم المتحدة على الفور لطلبات التعليق على اجتماع مجلس الأمن يوم الجمعة. وإيران ليست عضوا.
وقد أعطت الاحتجاجات الإيرانية ترامب سبيلا جديدا لمحاولة حشد الرأي العام العالمي ضد دولة كان قد قام بانتقادها بقسوة منذ أن ترشح للرئاسة.
وبعد توليه منصبه العام الماضي، رفض ترامب في الخريف الماضي التصديق على امتثال إيران للاتفاق النووي لعام 2015 الذي رفع بعض العقوبات مقابل قيام إيران بوقف برنامجها النووي. وقال ترامب إن طهران تحصل على فوائد غير متكافئة بالنظر الى التنازلات التي قامت بها.
جدير بالذكر أن الولايات المتحدة فرضت عقوبات جديدة اليوم على خمسة كيانات إيرانية بسبب تورطها فى تطوير صواريخ باليستية. وقال وزير الخزانة ستيفن منوشين إنه في حين أن هذه العقوبات لا علاقة لها بالاحتجاجات الجارية، إلا أن المزيد من العقوبات “التي تستهدف انتهاكات حقوق الانسان آتية”.