يبدو أن الرياح جاءت بما لا تشتهي السفن الأمريكية، خاصة بعد فشل أول اجتماع طارئ بمجلس الأمن والمجلس الأممي لحقوق الإنسان من إجمالي اجتماعين دعت لهم الولايات المتحدة الأمريكية لبحث الأزمة الإيرانية الحالية،
و واجهت الولايات المتحدة انتقادات عديدة خصوصا من المندوب الروسي في مجلس الأمن بسبب الجلسة التي كانت قد دعت إليها لمناقشة الاحتجاجات في إيران.
واعتبرت بعض الدول الأعضاء أن القضية داخلية تخص إيران فقط. فيما دافعت نيكي هيلي سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة عن موقف بلادها متهمة النظام الإيراني بازدراء حقوق شعبه، ومشددة على أن الولايات المتحدة تقف مع «الذين ينشدون الحرية لأنفسهم».
انقسام شديد
وأظهرت الولايات المتحدة وروسيا مساء أمس الجمعة انقساماتهما العميقة حيال التطورات في إيران خلال اجتماع مثير للجدل بمجلس الأمن، في وقت نظمت السلطات الإيرانية في اليوم نفسه تظاهرات جديدة داعمة لها.
وتحولت جلسة يوم الجمعة إلى انتقاد للولايات المتحدة لطلبها هذا الاجتماع باعتبار وفق ما وصفته بعض الدول الأعضاء، أن القضية داخلية تخص إيران.
فرنسا تدعم النظام الإيراني
وقال سفير فرنسا لدى الأمم المتحدة إن هذه الاحتجاجات لا تهدد السلم والأمن الدوليين فيما قد يكون انتقادا ضمنيا للولايات المتحدة.
وأضاف فرانسوا ديلاتر«على الرغم من أن الأحداث التي وقعت في الأيام القليلة الماضية في إيران مقلقة إلا أنها لا تشكل في حد ذاتها أي تهديد للسلام والأمن الدوليين”.
وتابع قائلا «علينا أن نحترس من أي محاولات لاستغلال هذه الأزمة لمصالح شخصية لأنه سيكون لذلك نتائج معاكسة تماما لما هو مرجو».
أميركا تهاجم
وقالت نيكي هيلي سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة إن «ازدراء النظام الإيراني لحقوق شعبه موثق منذ سنوات كثيرة”.
وأضافت أن الولايات المتحدة تقف “مع الذين ينشدون الحرية لأنفسهم والازدهار لأسرهم والكرامة لشعبهم في إيران”.
وأضافة هايلي قائلة «لن نصمت. لن تؤدي أي محاولة غير شريفة لوصف المحتجين بأنهم دمى في يد قوى أجنبية لتغيير ذلك. الشعب الإيراني يعرف الحقيقة. ونحن نعرف الحقيقة».
الاحتجاجات موجهة
وقال غلام علي خوشرو سفير إيران لدى الأمم المتحدة لمجلس الأمن الدولي إن لدى حكومته «أدلة دامغة” على أن الاحتجاجات التي وقعت في إيران في الآونة الأخيرة “موجهة بشكل واضح من الخارج».
وأضاف خوشرو أيضا إن «الولايات المتحدة تجاوزت سلطاتها بوصفها عضوا دائما في مجلس الأمن الدولي بدعوتها لعقد اجتماع لمناقشة الاحتجاجات».
وتابع «للأسف فعلى الرغم من اعتراض بعض من أعضائه فإن هذا المجلس سمح لنفسه بأن تتعدى الإدارة الأمريكية الحالية عليه بعقد اجتماع بشأن قضية تقع خارج نطاق تفويضه».
وقال فاسيلي نيبينزيا سفير روسيا في الأمم المتحدة إن «الولايات المتحدة انتهكت منبر مجلس الأمن الدولي وإن الاجتماع محاولة لاستغلال الوضع الراهن في إيران لتقويض اتفاق إيران النووي الذي تعارضه الإدارة الأمريكية».
وقال وو هايتاو نائب سفير الصين في الأمم المتحدة إن«بحث الوضع الداخلي في إيران في مجلس الأمن الدولي “لا يساعد في حل قضية إيران الداخلية».
ويتعين موافقة تسعة أعضاء على الأقل من أصل الأعضاء الخمسة عشر في المجلس، من أجل إضافة موضوع على جدول أعماله. وهو تصويت لا يستخدم فيه حق النقض.
وأوقعت أعمال العنف التي شهدتها التظاهرات الاحتجاجية في إيران 21 قتيلا. كذلك، أوقف المئات بعد تحوّل الاحتجاجات على الأوضاع الاقتصادية إلى تظاهرات ضد الحكومة في طهران. وشهدت الاحتجاجات اعتداءات على مبان حكومية ومراكز للشرطة.
ودعت الولايات المتحدة إلى عقد اجتماع علني حول إيران في غرفة المجلس وأن يقدم مسؤول أممي من قسم القضايا السياسية إحاطة تتناول أعمال العنف التي سجلت.
تحذير روسي
بدورها، حذرت موسكو، أول أمس الخميس، واشنطن، من التدخل في «الشؤون الداخلية» لإيران.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف في مقابلة مع وكالة تاس الرسمية: «نحذر الولايات المتحدة من أية محاولة للتدخل في الشؤون الداخلية للجمهورية الإسلامية الإيرانية».
وتؤكد موسكو أن الحركات الاحتجاجية في إيران لا تشكل تهديدا للسلم والأمن الدوليين ويجب عدم طرحها في مجلس الأمن.
ويرى الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية، في تصريح لـ«إيران خانة» أن و اشنطن تريد استثمار الحالة الراهنة في إيران ونقلها للأمم المتحدة، كما أنها تحاول توظيف التنظيم الدولي لصالحها من خلال استخدام مجلس الأمن كوسيلة رفع للتعامل مع الأزمة.
ووضع نافعة 4 سيناريوهات لتعامل مجلس الأمن مع الأزمة الإيرانية.
جلسة إجرائية
أولها عقد جلسة إجرائية للاستماع للدولة التي دعت إلى الاجتماع والمتمثلة في أمريكا وحلفائها التي وقعت على الاجتماع، وتسمى جلسة استماع وانصات.
ضغط الولايات المتحدة
الولايات المتحدة قد تضغط على مجلس الأمن لدراسة الحالة الإيرانية من زاوية الاقليات الموجودة والاستجابة لمطالبهم، ، موضحًا أن أمريكا سوف تحاول التدخل في الشؤون الإيرانية بأي شكل من الأشكال السافرة.
حماية الاتفاق النووي
السيناريو الثالث لمجلس الأمن، مناقشة الأزمة من ناحية الأمن الدولي والسلامة الدولية والالتزام بالاتفاق النووي، ، موضحًا أن هذا السيناريو تتحول جلسة الاستماع والانصات إلى جلسة مباشرة، ويتم استعداء المندوب الإيراني فيها.
عقوبات اقتصادية
عقوبات اقتصادية ووضع قيود في التعامل مع الدول الغربية وخاصة الدول التي تتمتع باقتصاد كبير، هو السيناريو الرابع أمام مجلس الأمن، الذي توقعه أحمد العناني، عضو المجلس المصري لشؤون الخارجية، مضيفًا أن الولايات المتحدة ترى أن إيران تشكل خطرا كبيرا على الشرق الأوسط لذلك تحاول الضغط عليها.