يتكون علم الجمهورية الإسلامية الإيرانية من ثلاثة ألوان «الأحمر والأبيض والأخضر» بالترتيب من أعلى إلى أسفل، وفي وسط العلم تصميم هندسي للفظ الجلاله «الله»، وعلى حافة كل لون كلمة الله أكبر مكررة بالخط الكوفي.. هذا ما تقوله الحكومة الإيرانية عن علمها الرمز الأول لإيران بكافة المحافل العالمية.
في المقابل تنسج الكثير من الروايات عن هذا العلم وبالأخص الشكل الهندسي للفظ الجلالة، فالبعض يؤكد أنّ هذا الشكل الهندسي مستمد من شعار الديانة السيخية المجوسية، والبعض الآخر يرى أن هذا الشعار لا يمثل سوى رسائل ماسونية مشفرة ومستمدة من شكل مقدمة عصا الشيطان والتي نراها في أغلبية أعلام مشجعي كرة القدم للأندية التي تطلق على فرقها مسمى «الشيطاطين الحمر» كنادي ماشستر يونايتد الإنجليزي والنادي الأهلي المصري.
والحقيقة أن الروايتين لا يقتربان للواقع من قريب أو بعيد، وغير مبنيتين على أية دلائل منطقية، فإذا كان أنصار الرواية الأولى بنوا اعتقادهم على التشابه بين شعار الديانة السيخية المجوسية، إحدى الديانات بالهند، وبين الشكل الذي كتب به لفظ الجلالة وسط العلم الأيراني، فليس هناك تشابه من الأساس، وأي إنسان ينظر للشعارين دون سيطرة نظرية المؤمراة على عقله لن يرى بينهما أي تشابهات.
وكذلك أنصار الرواية الثانية حجتهم من الأساس هاوية، فكيف يعقل أن يشير هذا الشكل إلى الشيطان وفي نفس العلم من فوقه ومن تحته كلمة الله أكبر متكررة أكثر من مرة.. إذًا إلى ماذا يرمز العلم الإيراني وما هي حقيقته؟
بداية شعار الجمهورية الإيرانية الإسلامية الحالي قد تم اعتماده بعد قيام الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، واستمدت ألوانه من العلم الإيراني قبل الثورة مع عدد من الإضافات، فالأخضر والأبيض والأحمر متواجدين مع الاستغاء عن الأسد الذي يحمل سيف، والذي كان يتوسط العلم الإيراني في السابق، واستبداله بلفظ الجلاله بشكل جديد من تصميم الفنان الإيراني حميد نديمي.
وهي كلمة واحدة من المفترض أنها بالخط الفارسي لكنها تمثل لفظ الجلالة، وفي نفس التوقيت تمثل جملة التوحيد في الدين الإسلامي «لا اله إلا الله» بشكل متداخل متشابك وإلى جانب ذلك كتب كلمة «الله أكبر» بالخط الكوفي على حافة اللون الأحمر واللون الأخضر بشكل متكرر مقصود وليس عشوائي.
فالمدقق سيجد أن جملة الله أكبر كررت على العلم 22 مرة وهو ما يوافق تاريخ انتصار الثورة الإسلامية على الأسرة الهلوية في التقويم الإيراني 22 من شهر بهمان عام 1357 والموافق 11 فبراير م عام 1979.
وعودة للشعار المثير للجدل فهو مكون من أربعة أهلة وسيف يكونوا سويا كلمة الله وفي الوقت نفسه يكونون جملة لا اله إلا الله، إضافة إلى ذلك فالأجزاء الخمسة المكونة للشكل النهائي ترمز إلى أركان الأسلام الخمسة وفوق السيف شدة وتستعمل في اللغة العربية للإدغام ومضاعفة الحرف في دلالة غلى قوة هذا السيف وهو ما يمز إلى قوة الدولة وعزتها.
الشكل النهائي للشعار أيضا يتشابه بشكل ما مع شكل زهرة التيوليب، وهذة الزهرة بالأخص لها علاقة بموروث إيراني قديم يرون فيها أنها ترمز إلى الشهداء الذين ماتوا في سبيل الدفاع عن وطنهم، فقديما كان يعتقد أنه إذا توفى جندي إيراني أثناء المعارك والحروب، فإن هذه الزهرة تنبت وتنمو فوق قبره، ولهذا تم اعتبار هذة الزهرة رمزًا للشهادة والتضحية بالنفس في سبيل رفعة الوطن.
وهذا ما يشير إليه الشعار المتوسط للعلم، لكن ألوان العلم نفسه المكون من ثلاثة خطوط أفقية عرضية يبدأ من الأعلى بالأخضر ويرمز إلى إيمان الإيرانين بالإسلام وأنها الديانة الأولى في البلاد، والأبيض يرمز إلى السلام والرغبة لدى إيران في أن ينعم به مواطنوها دائما، والأحمر يرمز إلى الشجاعة التي يمتلكونها والاستعداد للتضحية من أجل الإسلام والسلام.
وهذا ما هو مفترض أن يحمله العلم الإيراني من رسائل إلى العالم أجمع، ولكن هل تطبق هذة الرسائل على أرض الواقع؟