تتنوع وسائل جذب السُياح مِن دولة إلى أخرى.البعض لديه رصيد كافِ من الآثار القديمة التي قد تٌغني – مصر وبلاد العراق مثلاً -، وبجانب الآثار تلك تعمل الدولة خدمتها بإقامة المتاحف، تَدسُ في أركانها ما يُعبر عنها وعن التحولات الداخلية في حضارتها على مر العصور، بل من الممكن أن تتجاوز عناصر الإبهار الآثار نفسها، فيكون المنجز السياحي البلدة نفسها، المدينة بكل ما فيها من شوارع وحارات وخدمات أو من الممكن أن يكون الإنسان نفسه هو مظهر من مظاهر الحضارة وجذب السُياح – التجربة اليابانية مِثالاً – .
إيران لديها العديد من الآثار القديمة تستعمل كوسيلة للجذب، ومن بين عناصر الجذب الحدائق والبساتين، وإليكم نظرة خاطفة على بعض الجِنان داخل أرض إيران.
1- حديقة شازدة أو حديقة الأمير.
حديقة تقع في قلب الصحراء، كأنّها رامة يرتاح داخلها المسافر خلال المساحات الشاسعة من الرمال والكثبان الرملية، بل إنّها واحة نظرًا لمّا تتميز به من الخضرة وجمال تكوينات الأشجار والأزهار، بل وكذلك حالة الجو الباهرة والمعمار المُنشَأ داخلها، حيث يُعانق المعمار بجاذبيته المفرطة مع الطبيعة بما فيها من طقس وجمال ليصنعا من هذه الحديقة منظرًا آخاذًا يجذب إليه العديد من أنظار السائحين.
الحديقة تقع في مدينة ماهان التابعة لمقاطعة كرمان بإيران. و يعود إنشائها إلى عام 1850م، ثم بعد ذلك قام عبد الحميد ميزرا بتوسيعها وإضافة مساحات وتجديدات فيها خلال السنوات لحكاميته سلاسة القاجار ولكن وفاته المنية قبل أن يستطع إكمالها.
الحديقة تزيد مساحتها عن الخمسين ألف متر مربع وفيها النافورات والأشجار والمنظر الباهر.
2- حديقة فين
من أشهر وأقدم الحدائق الإيرانية، وهذا ما دفع اليونسكو – التي يُمكن إعتبارها وزارة الثقافة العالمية- على تسجيل هذه الحديقة على أنّها موقع مثالي للتراث العالمي، وتُعبر عمّا أبدعه الإنسان في حياته وما أضافه طوال مسيرته على الأرض.
توجد الحديقة في جنوب مدينة كاشان، أما تاريخ إنشائها فيرجع إلى العهد الصفوي – الدولة الصفوية التي تأسست على يد الشاه إسماعيل الصفوي في عام 1501 م -. مما يُميز هذه الحديقة أشجار السرو الطويلة العملاقة وكذلك البعد الجمالي المتمثل في واحدة من أشهر العمارات داخل الحديقة.
ففي جنوب شرق الحديقة توجد عمارة يُطلق عليها “شتوكلوقاجاري”، وفيها تحكى الرسوم والنقوش الداخلية عن العهد القاجاري وما تم فيه من فتوحات وتأريخ لهذه الفترة المهمة من تاريخ إيران.
ونظرًا لإشتهار مدينة كاشان بالحمامات فيوجد داخل العمارة حمامات منها الحمام الكبير والحمام الصغير الذي اكتسب بعد تاريخي نظرًا لأنّه كان شاهدًا على مقتل أمير كبير وهو رئيس الوزراء القاجاري الإصلاحي.
إحدى المِيزات والتي تُعتبر أكثر العناصر لفتًا للأنظار داخل الحديقة هو حوض جوشان حيث يتكون من 140 حفرة، ثمانون منها لتدفق ودخول الماء و الثمانون الآخرون لإنبثاق وخروج الماء.
3- حديقة أرم
من أشهر وأهم الحدائق والتي يَشدُ الرِحال إليها الكثير من المُهتمين بالحدائق والأزهار نظرًا لكونها تحتوي تقريبًا على جميع أنواع الأشجار مختلفة الأشكال، مُتعددة الألوان التي تسر عين الناظرين فترتاح النفس، وتصفو الروح. و يُوجد – كذلك – بداخلها قصر الشاه.
حديقة أرم (ومعناها الجنة) هي إحدى حدائق شيراز، بُنِيت في عهد السلاجقة على يد أكبر المعماريين الإيرانيين، ظلت على حالها، توالى عليها الكثير، إلى أن اشتراها بعد فترة طويلة نصير الملك وزير الملك القاجاري ناصر الدين شاه وبنى فيها عمارة مكونة من 3 أدوار وهي من أهم مكونات الحديقة.
العمارة هي عبارة عن جولة تاريخية في فترة العصر القاجاري الهامة، العمارة نفسها شاهدة على براعة المعماريين، نظرًا لما تحويه من منمنات ونقوش مُيزنة بأشعار حافظ الشيرازي – كبير شعراء إيران- و الأحواض المُزخرفة.
في أثناء العصر القاجاري أشتهر الرسم على السقف وهذا ما ستراه جَليًا في الطابق الأخير من العمارة حيث هذه الأسقف المرسومة والأبواب الخشبية والنوافذ الحديدية المسبكة.
أما من الميزات المهمة للمبنى هو القوس الذي يُزينها من الخارج، القوس مُزين بزخارف مكونة من القاشاني الملون، حيث تم إبداعها على أساس الفنون الصفوية والقاجارية والأخمينية.