لمشاهدة مباريات كرة القدم بصفة عامة متعة غير اعتيادية في نفوس محبي الرياضة الشعبية الاولى على مستوى العالم، ورغم ذلك حجم هذة المتعة لا يقارن مع ما تخلقه مباريات الديربيات من شغف ومشاعر متناقضة ومتقلبة بين الفرح والحزن في قلوب جماهير فرق الديربيات، لهذا في السطور التالية نستعرض اهم وأبرز ديربيات العالم.
ديربي مانشستر
ونبدأها مع احد ديربيات العاصمة الانجليزية لندن، ديربي مانشستر الذي يجمع بين فريقي مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي واللذان يبحثان دائما عن زعامة مانشستر في محاولة لاثبات قوة كل منهما وتفوقه على الأخر.
الديربي اللندني ازداد سخونة بشكل كبير فوق سخونته خلال العامين الاخيرين بالاخص مع قدوم البرتغالي جوزيه مورينيو لمانشستر يونايتد وتولي منصب الادارة الفنية للفريق بالتزامن مع مجيء عدوه الأبرز كرويا الاسباني جوارديولا إلى مانشستر سيتي وتولي إداته فنيا.
فبعيد عن التنافس الشديد بين الفريقين على صدارة الدوري الانجليزي كل عام، عداوة مدربي الفريقين والتصريحات النارية التي يطلقونها تجاه بعضهم من حين الى اخر ومن وقتما كان الاول مديرا فنيا لنادي ريال مدريد والثاني مدير فنيا لنادي برشلونة، كل تلك التفاصيل جعلت من ديربي مانشستر الأقوى في العالم حاليا ونسب مشاهدة مبارتهما الاخيرة سويا بالدوري الانجليزي والتي حقق فيها لاعبو جورديولا انتصار ضمن للسيتي بشكل كبير لقب البريمير ليج هذا الموسم، لا يؤكد سوى نتيجة واحدة ان ديربي مانشستر اصبح لا يقارن باي ديربي في العالم.
ديربي مدريد
أخد أهم الديربيات في العالم الأن ايضا ديربي العاصمة الاسبانية مدريد والذي يجمع بين فريقي ريال مدريد وأتليتكو مدريد، فبعيدا عن العداوة التاريخية بين جماهير الناديين والتنافس بالدوري الاسباني، فحصول الاول على اكثر من لقب لدوري ابطال اوربا على حساب الثاني، جعل العداوة والكره تزداد أكثر وأكثر بين جماهير الناديين، مما زاد من حدة التنافسية بشكل كبير بين اللاعبين واجهزتهم الفنية على أرضية الميدان، وما يميز ديربي مدريد انه وفقا للمعطيات والتحاليل الفنية مهما كانت درجة تفوق اي فريق على حساب الأخر قبل مواجهتهم سويا هذا لايعني اي شيء مع اطلاق صافرة بداية المبارة.
ديربي القاهرة
وبعيدا عن ديربيات القارة العجوز، فهناك أحد الديربيات بالقارة السوداء فريقيا يصنف من قبل العديد من المواقع العالمية المهتمة بشأن الكروي على انه واحدا من أهم ديربيات العالم وتحدث هنا عن ديربي العاصمة المصرية القاهرة بين فريقي الزمالك والأهلي الاكثر استحوذا على القاب الدوري المصري ودوري ابطال افريقيا، فالمبارة بين الفريقين تحظى بمتابعة كبيرة في مصر وافريقيا وجميع الدول العربية ويطلقون عليها مبارة قمة، وتتميز بأهم مزايا الساحرة الميتديرة لا احد يستطيع ان يخمن نتائجها مهما امتلك من مؤشرات ودلائل.
وكثيرا هي المباريات التي دخلها الزمالك على انه الخصم الأقل فنيا وربحها في النهاية والعكس صحيح لطالما داخل الاهلي العديد من مباريات الديربي على انه ينتظر خسارة محققة لكن الفوز كان حليفه وخير دليل على ذلك مباراة 16 مايو 2002 والتي حقق فيها فوزه الهير على غريمه التقليدي بنتيجة 6/1 في وقت كان جميع المحللين يؤكدون ان كفة الفوز تصب اليوم في صالح الفريق الأبيض وجماهيره.
ديربي طهران
امام اعين 80 الف متفرج باستاد ازادي وملايين غيرهم امام الشاشات تاتي المتعة والنية والاثارة من مباريات ديربي العاصمة الايرانية طهران والذي يجمع بين فريقي استقلال طهران وبيرسبوليس طهران، ذلك الديربي الذي صنفه موقع “سوكر لينز” العالمي على انه الديربي الأقوى والأكثر شراسة في قارة اسيا.
مباريات ديربي عاصمة طهران دائما ما تتماز بحلاوة كرة القدم وعدم القدرة على توقع ما ستؤل اليه وخير دليل على ذلك المبارة التي جمعت الفريقين في فبرايرا من عام 2012، حينما استطاع فريق الاستقلال ان يحكم سيطرته على مجريات المباراة خلال الشوط الاول ويمطر شباك بيرسبوليس بهدفه الاول، وفي الشوط الثاني ضاعف النتيجة واصبحت 2/0 لصالحه وما زاد الامر سوء بالنسبة لعشاق الفريق الاحمر (لون قمصان نادي بيرسبوليس) كان تهور لاعبهم مهرداد اولادي انذاك واقصائه بكارت احمر من استكمال المباراة، وفي الوقت الذي اعتقد فيه الجميع ان المبارة انتهت لصالح الفريق الازرق (لون قميص نادي استقلال طهران)، تمكن مهاجم الاحمر من معادلة النتيجة وتقليل الفارق لهدف واحد في الدقيقة الثمانون من عمر المباراة، قبل ان يعود نفس اللاعب ويعدل النتيجة 2/2 قبل دقائق قليلة من نهاية المباراه، قبل ان يعود للمرة الثالثة ويحقق هدف الفوز لفريقه في الوقت بدل الضائع.
ديربي الغضب
عودة مرة اخرى لديربيات القارة العجوز الاشهر عالميا، فلا يمكن ان نكمل هذا الحديث دون التفات إلى ديربي مدينة ميلانو بايطاليا والمسمى بديري الغضب والذي يجمع بين فريقي انتر ميلان وايه سي ميلان، ومن مسماه يعرفه الكثيرون على انه الديربي الاكثر شراسة حول العالم، ورغم ان جماهيرتيه بدءت تقل بعض الشيء في السنوات الأخيرة بعدما ضعف المستى الفني للفريقين وقلت القابهم المحلية والأوربية بشكل كبير، إلا انه يظل واحد من اهم ديربيات العالم وقد يعود إلى مكانته قريبا بالأخص في ضوء ما ينفقه الان مالكي الناديين لتدعيم فرقهم بافضل المواهب الكروية حول العالم.