سلسلة طويلة من المحظورات والممنوعات تفرضها السلطات الإيرانية على شعبها؛ اعتقادا منها انها بذلك تحافظ على الهوية الإيرانية الإسلامية من التأثر بالثقافة الغربية، والوقوف أمام كل المحاولات القادمة من الغرب لطمسها وجعل الشعب الإيراني نسخة جديدة من الشعوب الغربية كما فعلت بمعظم شعوب قارات العالم الأخرى، وفق رؤية الناظم الحاكم بدولة الملالي.
البعبع الأمريكي
تُصنف العلاقة بين أمريكا وإيران بأنها واحدة من أبرز وأقدم الخلافات السياسية حول العالم، وأمام ذلك وحتى لا تنجرف إيران أمام تيار غزو ثقافة الحياة الأمريكية لمعظم دول العالم، أصدرت عدة قوانين وتشريعات لإجبار مواطنيها على الابتعاد بشكل تام عن التقاليع الأمريكية، ومن بينها قصات الشعر الغربية، فما لا يعرفه الكثيرون أن اغلبية صالونات الحلاقة في دولة إيران تفرض على زبائنها قصات شعر معينة تتشابه مع مورثهم الثقافي، ويحظر على أي مصفف شعر أن يساعد زبونه في التشبه بأي قصة شعر غربية.
إلى جانب ذلك هناك قانون يمنع امتلاك الكلاب البوليسية والسير بها بالطرقات والشوارع العامة، كما نرى في أغلبية افلام هوليود الأمريكية، ونجد دائما بطل الفيلم تجمعه علاقة صداقة بالكلب الذي يمتلكه ويقدم له كل سبل الرعاية والاهتمام.
الجينز أيضا أحد الممنوعات بدولة الملالي، ويرجع ذلك لنفس الاعتقاد أيضا بأنه منتج أمريكي استخدامه يطمس الهوية الإسلامية الإيرانية.
نفس الاعتقاد أيضًا جعل السلطات الإيرانية تصدر قانونا يمنع المواطنين من استخدام أية آلة موسيقية والعزف عليها بالشوارع والطرقات العامة دون أن يستخرج تصريح من الجهة المسئولة بذلك.
أغلبية ما سبق إن لم يكن كله عقوباته بالقوانين الإيرانية قد لا تتخطى حد الغرامة المالية، لكن الأمر يختلف أمام غناء الراب ذلك النوع من الغناء المعروف لدى الجميع ومتنشر بشكل كبير بين شباب المجتمع الأمريكي، فذلك الغناء محظور بشكل تام بإيران، ومن يقوم بغنائه يتهم بالإلحاد ويطلق عليهم “عبدة الشياطين”.
الوازع الديني والسياسي
وبعيدا عن بعبع الثقافة الأمريكية، هناك بعض الممنوعات أيضا في إيران، لكنها ناتجة من وازع ديني كما ترى السلطات الإيرانية، ومن بينها ربطات العنق الممنوع ارتدائها في إيران، ولا يسمح لأي مسئول رسمي أو مواطن عادي ارتدائها في إيران لاعتقادهم بأنها ترمز لشكل صليب الديانة المسيحية.
وإذا كان حظر رابطة العنق جاء باعتقاد أن ذلك نصرة للإسلام، ففي المقابل خرجت محظورات أخرى لا يمكن تفسيرها سوى أنها خوفًا من حرية الرأي والتعبير وما يمكن أن تحدثه في المجتمع.
وتتمثل هذة المحظورات في حجب منصات ومواقع التواصل الاجتماعي، فجميع المواطنين في إيران ممنوعون من مواقع التواصل الاجتماعي العالمية كـ “فيس بوك”، “تويتر”، “يوتيوب”، وأمام هذا المنع يستخدم الإيرانيون عدد من منصات التواصل الاجتماعية الأخرى المشهورة عالميا إلى جانب مواقع تواصل اجتماعي محلية.
مقابل المحظور
وأمام كل هذة المحظورات يفاجئنا المجتمع الإيراني مرة ثانية لكن هذه المرة بقائمة أخرى من الأشياء المباحة التي قد يستغربها الكثيرون، فمثلا مباح في إيران عمليات التحول الجنسي رغم حظر العلاقات الجنسية المثلية، وبالمناسبة ذلك فهناك إحصائية صدرت عام 2008 توضح أن دولة الملالي اجريت بها عمليات تحول جنسي أكثر من اي دولة أخرى حول العالم، والطريف في الأمر أن التشريع الإيراني لا يتيح ذلك فقط بل يجبر الحكومة على تقديم المساعدات اللازمة للراغبين في اجراء مثل هذة الجراحات كنوع من التأمين الصحي الذي تكفله الدولة لمواطنيها.
يبيح التشريع الإيراني لمواطنيه ايضا الحصول على وسائل منع الحمل بالمجان فهي متوفرة امام الجميع دون اي مقابل، ويوضح الخبراء أن السلطات الإيرانية لجأت لهذا التشريع رغبة منها في بناء اقتصاد قوي لبلادهم وبالطبع ذلك لم يحدث امام ارتفاع معدل الانجاب في بلادهم وفق اعتقادهم، وعلى ارض الواقع هذا ما حدث بالفعل فهبوط معدلات اانجاب اتاحت الفرصة بشكل كبير للاهالي في الاهتمام بشكل اكبر باطفالهم وتوفير كافة الظروف الملائمة لتربية سليم لهم.