أهمية كبيرة يحظى بها كأس العالم بالنسبة للجميع بصفته البطولة الأكثر جماهيرية على سطح هذا الكوكب، إلا أن النسخة المُقبلة من العرس المونديالي الذي تنظمه دولة روسيا منتصف العام المقبل تمثل مكانة خاصة لدى البعض، خاصةً أن هؤلاء يرون فيه الفرصة الذهبية لإعادة تسويق أنفسهم من جديد والتقدم خطوات في مسيرتهم الاحترافية.
أوزيل
يأتي في مقدمة هؤلاء الطامحين الألماني مسعود أوزيل لاعب نادي أرسنال الإنجليزي، فكأس العالم المقبلة تعني تحدٍ كبير للاعب ريال مدريد السابق لإعادة شغف واهتمام أكبر الأندية الأوروبية به من جديد، خاصة لرغبته الكبيرة في الرحيل عن النادي اللندني بسبب عدم قدرته على مساعدة الفريق لتحقيق الدوري الإنجليزي واقتناعه أن سياسة مجلس إدارة نادي المدفعجية لن تساعده على تحقيق ذلك.
صاحب الـ 29 عامًا كان يرغب بشدة في مغادرة النادي اللندي خلال الصيف الماضي، لكن فشل وكيله في توفير عروض له ترضي طموحاته وكبريائه الكروي، جعلته يُجبر على التواجد بصفوف كتيبة المدرب الفرنسي أرسن فينجر لموسم آخر حتى تنتهي منافسات كأس العالم التي يتوقع خلالها أن يتألق رفقة زملائه بالمنتخب الألماني المرشح لتتويج باللقب.
وهو الأمر الذي قد يساعد الألماني بشكل كبير على الانتقال من نادي أرسنال الكبير، إلى كبير آخر بالدوري الانجليزي أو الدوري الإيطالي، بعدما لم يجد في خزانته وقت رغبته في الرحيل سوى عرض من نادي جلاطة سراي التركي.
ميسي إيران
اللاعب الإيراني الشاب سردار أزمون مهاجم نادي روبن كازن الروسي المعار لنظيره نادي روستوف، هو الآخر من المفترض أنه ينتظر كأس العالم القادمة بنظرة مغايرة عن باقي زملائه بالمنتخب الإيراني، خاصة أنه الخطوة الأهم وتأتي في التوقيت المناسب لعمره، لمساعدته على أن يخطو خطوته الثانية والأعلى في مشواره الاحترافي.
اللاعب الإيراني يحظى بمتابعة جيدة من قبل أكبر أندية أوروبا في الفترة الأخيرة، بعد تألقه اللافت في التصفيات الأخيرة لكأس العالم رفقة منتخب إيران، وكانت قد ربطت تقارير صحفية كثيرة في الآونة الأخيرة بين اللاعب ونادي لاتسيو الإيطالي، وكذلك نادي ليفربول الإنجليزي.
ومن المتوقع أنه مع أي تألق للاعب الإيراني الشاب الذي يُطلقون عليه “ميسي إيران” خلال مباريات منتخبه بالعرس المونديالي ستزيد من قاعدة ذلك الاهتمام الأوروبي بكثير، وقد نجد عدد من الأندية الأوروبية تتنافس على الفوز بخدماته، بالأخص إذا تأخر النادي الإيطالي عن التعاقد مع اللاعب والانتظار لما بعد نهاية المونديال.
تريزيجيه المصري
ومن أكثر اللاعبين الذين ينتظرون كأس العالم المقبلة أيضا المصري محمود حسن الملقب بـ”تريزيجيه”، لاعب ندي أندرلخت البلجيكي المعار لنادي قاسم باشا التركي، فجناح المنتخب المصري يحلم بالاحتراف بأحد كبار أوروبا على غرار رفيقه بالمنتخب المصري محمد صلاح لاعب نادي ليفربول الإنجليزي.
منذ انتقال تريزيجيه المصري الملقب بذلك للشبه الكبير بينه وبين اللاعب الفرنسي المعتزل مهاجم المنتخب الفرنسي تريزيجيه، يقدم مستويات أكثر من رائعة مع ناديه التركي، وأرقامه تتحدث عن ذلك، ورغم هذا لا يستطيع وكيله أن يوفر عرض له يرضي طموحه وأحلامه الكروية.
ولهذا ينتظر الموهبة المصرية مباريات كأس العالم المقبلة والتي تعد بالنسبة له الفرصة التسويقية الأكبر للوصول إلى ما يريد، خاصة أن الارجنتيتي هيكتور كوبر مدرب المنتخب المصري يعتمد عليه بشكل رئيسي في تشكيلته الأساسية بأغلبية مباريات المنتخب المصري الرسمية، حتى حينما كان أسيرًا لمقاعد البدلاء بناديه أندرلخت البلجيكي والذي كشفت تقارير صحفية مؤخرا عن رغبته في استرجاع اللاعب إلى صفوفه وإعطائه فرصة جيدة بقوامه الأساسي في مبارياته.
إلى جانب اهتمام كبير من قبل بعض الأندية التركية وفي مقدمتها نادي بشكتاش الذي نجح مؤخرا في الوصول إلى دوري الستة عشر بدوري أبطال أوروبا وينتظره مواجهة قوية مع العملاق البافاري نادي بايرن ميونيخ الألماني.
الفرنسي الناجح أفريقيًا
طامح آخر ينتظر فرصته لتحسين مسيرته خلال كأس العالم المُقبلة لكنه ليس لاعبا، وهنا نتحدث عن مدرب العام في قارة أفريقيا خلال العام المنقضي الفرنسي هيرفي رينارد المدير الفني للمنتخب المغربي، فبعد النجاحات الكبيرة التي حققها في القارة السمراء بقيادته للمنتخب الزامبي للتتويج باللقب الأفريقي، ومن بعده قيادة منتخب كوت ديفوار إلى نفس اللقب، قبل أن يساعد منتخب المغرب في الوصول إلى نهائيات كأس العالم المقبلة، يطمح بشدة أن يصل إلى أبعد ما يكون رفقة لاعبي منتخب أسود الأطلسي، مما قد يساعده بشكل كبير من نقل مسيرته الاحترافية من القارة السمراء إلى القارة العجوز أوروبا.
فالمقربين من المدرب الفرنسي يعلمون جيدا رغبته الكبيرة في الإدارة الفنية لمنتخب وطنه فرنسا، وكذلك رغبته في العمل بالدوري الأقوى عالميا الدوري الإنجليزي، ويعلم جيدًا أنه مهما كثرت إنجازاته الأفريقية، لن يضاهي ذلك نتائج إيجابيه يحققها منتخب المغرب بالمونديال القادم، وقد تكون فرصته التي ينتظرها قبل نهاية عقده الخامس من عمره.