على مدار تاريخ صناعة السينما في الولايات المتحدة الأمريكية، أُنتج الكثير من الأفلام التي استمدت حبكتها الدرامية من إيران، سواء من تاريخها المليء بالحكايات والألغاز أو حاضرها الزاخم بالأحداث والصراعات السياسية.
والكثير هنا لا نقصد به العشرات بل يصل إلى المئات ونحن هنا لسنا بصدد ذكر تلك الأعمال، بل نتتبع سويا ماذا حاولت أن تنقله هوليوود عن دولة الملالي عبر عدة نماذج من افلامها نتعرض لها في هذا التقرير.
شعب إرهابي وبلد مخترقة أمنية
ونبدا بالفيلم الحاصد أكثر من جائزة أوسكار فيلم “ARGO”، من بطولة وإخراج آخر من جسد شخصية البطل الخارق “باتمان” بن أفليك، وإنتاج عام 2012، ويحكي الفيلم واقعة هجوم عدد من الإيرانين على السفارة الأمريكية في طهران ومحاولتهم اغتيال دبلوماسيي وموظفي السفارة، قبل أن يهربون داخل منزل السفير الكندي ويختبئون به.
وأمام حالة الإرهاب التي يعيش فيها هؤلاء الموظفين وينقلها الفيلم ببراعة، يظهر المُخلص والمنقذ الأمريكي الذي ينجح في خداع الأجهزة الأمنية بالدولة الفارسية ويقنعهم بأنه داخل أراضيهم بغرض تصوير فيلم سينمائي، لكن النتيجة كانت نجاحه في تهريب عناصر السفارة الأمريكية كافة، والذهاب بهم إلى أمريكا من جديد.
بها الصالح والطالح
في المقابل صناع فيلم “PRINCE OF PERSIA” الذي أنتج عام 2010 وقام ببطولته عدد كبير من أبرز نجوم هوليوود، في مقدمتهم جاك جيلنهال، كانوا أكثر موضوعية، فعبر هذا الفيلم وإلى جانب اهتمامهم بالتاريخ الفارسي، حاولوا أن يظهروا بلد الملالي كمثل جميع البلاد بها الصالح والطالح.. الملك الذي يريد أن يعدل بين شعبه ويرتقي بأحوال دولته، وفي نفس الوقت هناك شقيقه الطامع فقط في كرسيه بغية الاستحواذ كل ثروات تلك البلد.
نهاية الفيلم كانت أكثر من رائعة بانتصار الخير متمثلا في ابن الملك بالتبني على أحقاد وأطماع عمه، وليس هذا فقط بل العدول عن مخطط توسع دولتهم على حساب الممالك المجاورة لهم، والاعتزار لأميرة هذة الممكلة على ما فعلوه بشعبها.
على جانب آخر كان لفيلم “300” الذي انتج عام 2006 وجهة نظر أخرى في الدولة الفارسية وملوكها، فصورهم عبر الفيلم بالغزاة الطامعين لاستعمار كل الممالك الأغريقية، وصنف جيوشهم في هذة الحقبة التاريخية بالوحشية الذين لا يهمهم سوى فتح الممالك والإمارات لصالح ملكهم الأكثر طغيانا من جنوده وفق ما صورته أحداث الفيلم الذي حقق نجاحًا كبيرًا وقت عرضه على مستوى أرقام الإيردات بالأخص.
ثم مرت السنوات وانتج جزء ثاني من الفيلم عام 2014، ولم يقدم اختلافا كثيرا في رؤيته للفرس عن سابقه، أيضا صورهم على أنهم العدو الأول لأبطال الفيلم حكام الدولة الاغريقية قديما اليونان حاليا، بسبب مطامعهم الاستعمارية ورغبتهم الجامحة في غزو العالم بفضل وحشية جيوشهم.
مساوئ الثورة الإسلامية
وفي عام 2015 خرجت هوليوود على متابعيها بفيلم آخر يتحدث عن إيران وبالتحديد الثورة الإسلامية، وهو فيلم “SEPTEMBERS OF SHIRAZ” والمستمد عن رواية بنفس الاسم للكاتبة الأمريكية من أصل إيراني داليا صفير، ومن بطولة الجميلة المكسيكية سلمي حايك وأدريان برودي.
ويحكي الفيلم قصة عائلة يهودية إيرانية ميسورة الحال بشكل كبير، لكن تأتي الثورة الإسلامية الإيرانية لتقلب حياتهم رأسا على عقب، وبعدما كانت اموالهم تكفل لهم حياة كريمة في بلدهم، تتحول ديانتهم إلى السبب الرئيسي في التعامل معهم بعنصرية وكراهية داخل مجتمعهم؛ لدرجة تجعلهم يخططون للهجرة من هذا المجتمع الفاسد، وبالتالي وفقًا لأحداث الفيلم لن يستطيعون الخروج من هذه النار إلا بمساعدة قائد حرس فاسد يقبل الرشوة المادية من هذة العائلة الغنية في سبيل تسهيل خروجهم من إيران.
يبحثون عن الحرية
وفي نفس العام أنتج فيلم “DESERT DANCER” الذي يحكي قصة شاب إيراني يثور على كل تقاليد مجتمعه المغلق، ويحاول طيلة أحداث الفيلم أن يحصل على حريته في احتراف فن الرقص ويصبح راقص، الفيلم نجح بشكل كبير في نقل الواقع الصدامي بين النظام الحاكم في إيران وأغلبية أبنائها، بالأخص من فئة الشباب الذين يبحثون عن الحرية في التعبير والحرية الاختيار الحرية في القرار الحرية في كل شيء.