في الأيام الأخيرة، تعهد قادة قوة العمل الخارجية للحرس الثوري الإيراني وحزب الله وحماس باستعادة القدس من إسرائيل.
ويبدو أن هذا لن يحدث.
في خضم الاحتمالات المتزايدة للحرب الإقليمية، لا يمكن اعتبار هذه التهديدات في حالة خمول. وبالعمل معا، يمكن لأعداء إسرائيل أن يخلقوا فوضى في مناطقها الحدودية الجنوبية والشمالية القريبة من غزة وسوريا ولبنان. وبالإضافة إلى ذلك، فإيران لديها قدرات صاروخية قادرة على الهجوم بعمق داخل الأراضي الإسرائيلية.
ولكن قدرات إسرائيل تتجاوز بكثير قدرات خصومها.
وكبداية، سيكون من المستحيل تقريبا على التحالف الذي تقوده إيران غزو الأراضي الفلسطينية المحتلة والوصول إلى القدس. وتحتفظ قوات الدفاع الإسرائيلية بموقع مسيطر يجعلها قادرة على إعاقة كافة خطط الاقتراب من القدس. وفي الوقت نفسه، وبسبب تحسن العلاقات بشكل كبير بين إسرائيل ومصر والأردن، فأي هجوم على القدس يجب أن يأتي من الأراضي اللبنانية أو السورية.
وهذا يشكل مشكلة أخرى لخصوم إسرائيل.
وفي النهاية، عندما يتعلق الأمر بسوريا، يقف الجيش الإسرائيلي في موقع مراقبة دائم في هضبة الجولان. ومن شأن هذا الموقع أن يسمح للقوات الإسرائيلية باستخدام المدفعية النارية المباشرة وغير المباشرة والقوة الجوية لتحطيم أي أعمدة معادية مع إفلات نسبي من العقاب.
وبالمثل، وبسبب موقف تقدمي من جيش الدفاع الإسرائيلي على طول الحدود اللبنانية، ستتمكن قواته هناك بشكل سريع من مساعدة أي قوة غزو غير قادرة عسكريا.
وفي المقابل، الخيار الواقعي الوحيد المتبقي لإيران والمتعاونين معها سيكون نهجا من ثلاثة محاور لتفتيت إسرائيل ومحاولة إجبار الحكومة الإسرائيلية على تقديم تنازلات بشأن القدس. ومن المحتمل أن تنطوي هذه الاستراتيجية على إطلاق صاروخ متزامن من قوات حزب الله في جنوب لبنان وقوات حماس والجهاد الإسلامي في غزة. وفي الوقت نفسه، قد تستخدم إيران الأراضي السورية كقاعدة انطلاق لنشر صواريخها الباليستية ضد المدن الإسرائيلية.
ومن المؤكد أن مثل هذا الهجوم سيؤدي إلى وقوع إصابات بين الإسرائيليين وإجبار جيش الدفاع الإسرائيلي على القيام بعمليات دفاع سريعة.
وبطبيعة الحال، لن يقف جيش الدفاع الإسرائيلي مكتوب الأيدي في موقف دفاعي.
وبدلا من ذلك، وبدعم كامل من الولايات المتحدة وربما السعوديين، ستضرب إسرائيل أهدافا إيرانية داخل سوريا وتضرب عنق قيادة وهياكل حماس وحزب الله. ولأن إسرائيل تعتبر تهديدات الصواريخ البالستية الإيرانية مخاوف من النوع ذو الخط الأحمر، فربما يعطي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الإذن أيضا باتخاذ إجراءات انتقامية ضد أهداف إيرانية في طهران. ومن المؤكد أن زعيم حزب الله حسن نصر الله مستهدف باستمرار.
وفي نهاية المطاف، هناك رسالة واحدة فقط، مفادها إذا كنت تهاجم إسرائيل، فالولايات المتحدة ستؤيد تماما العمل الهجومي الإسرائيلي العدواني والانتقامي.