أسهل طريقة لإحراز الأهداف هي تمرير الكرة على طرفي الملعب ومن ثم إرسال عرضيات لمهاجمين فريقك ووقتها سيتكفلون بالأمر فور ضغطك على الزر المرسوم عليه مربع، هكذا يعلم مبتدئي لعبة الـ play station الشهيرة كيفية إحراز الأهداف، ورغم أن تحقيق ذلك في مبارارة افتراضيية على الشاشات التليفزيونية أمرًا سهلاً ومضمونًا، لكن على أرض الواقع هذا الممتنع أصبح يجيده بشدة الجيل الحالي من المنتخب المغربي بطل حلقتنا الثالثة اليوم في تناول منتخبات كأس العالم روسيا 2018.
اقرأ أيضًا:
كيف تفوز على إسبانيا أحد المرشحين للتتويج بكأس العالم؟
كبسولة الفوز على البرتغال.. الدفاع أمام رونالدو ورفاقه ليس الخيار الأمثل
نظرة على المغرب
منتخب أسود الأطلسي كما يُلقب في أفريقيا نجح في الصعود إلى النسخة المقبلة من العرس المونديالي بعد تصدره لمجموعة مكونة من منتخبات كوت ديفوار والجابون ومالي، بعدما حقق 12 نقطة جمعها من 3 فوز و 3 تعادل ولم يتلقَ أية هزيمة طيلة عمر التصفيات، محرزًا 11 هدفًا أكثر من نصفهم في منتخب مالي، و3 الجابون و 2 بكوت ديفوار، ولم يستطع أي من المنتخبات الثلاث في هز شباك المغرب ولا مرة، محققا رقمًا مذهلًا أشادت به كل وسائل الإعلام العالمية.
قبل روسيا 2018 وصل المنتخب المغربي لنهائيات كأس العالم 4 مرات، واستبعد مرة بالتحديد نسخة عام 1966 حينما اشترط عدم الوقوع في مجموعة واحدة بمنتخب الاحتلال الصهيوني، وبالمناسبة اشترط نفس الأمر في نسخة 1970 بالمكسيك لكنه لم يستبعد من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم المنظم للبطولة.
وعلى مستوى النتائج، تعد أبرز مشاركة له بنهائيات كأس العالم في نسخ المكسيك 1986 حينما نجح في تصدر المجموعة السادسة رغم تواجد منتخبات البرتغال وإنجلترا بها، ولكن في الدور الـ16 اصتدم بالمنتخب الألماني الذي أقصاه بنتيجة 1/0، وفي نسخة 1998 قدم أداء جيدًا ومشرف للغاية للقارة الأفريقية حينما نجح في جمع أربع نقاط بمجموعة تواجد بها إلى جوار وصيف البطولة آنذاك البرازيل والنرويج واسكتلندا، ورغم تآمر منتخبا البرازيل والنرويج عليه وقتها لتخطى مرحلة المجموعات، لكن خسارة البرازيل من النرويج والتي وصفها الكثير من المحللين بأنها متفق عليها من قبل مسئولي المنتخبين أحالته دون تحقيق ذلك.
طريقة اللعب
منذ تولي المدرب الفرنسي هيرفي رينارد مسئولية الإدارة الفنية للمنتخب المغربي، وحاول تطبيق نفس الطريقة التي نجح فيها بالسابق في تجربتيه مع المنتخب الزامبي والمنتخب الإيفواري، فهو يحبذ دائما طريقة 4/3/3 ومشتقاتها حسب احتياجاته من كل مبارة، فاحيانا صريحة كلاسيكية وأحيانا تتحول إلى 4/2/3/1.
وويسيطر على قائمة المنتخب المغربي المحترفون خارج الحدود المغربية ولا يتواجد بتشكيلته سوى خمسة لاعبين فقط من الدور ي المغربي وأغلبيتهم ينتمون لنادي الوداد المغربي المتوج بلقب النسخة الأخيرة من دوري الأبطال الافريقي، ويتوزع محترفو المنتخب المغربي بشكل رئيسي بين الدوري الهولندي والفرنسي والإسباني، إضافة إلى لاعب وحيد بالدوري الانجليزي سفيان بوغال لاعب ساوث هامبتون ولاعب وحيد اخر بالدوري الايطالي قائد المنتخب مهدي بن عطية لاعب يوفينتوس الايطالي.
على أرض الميدان ليس هناك نجوم بارزة بأداء المنتخب المغربي، أداء الفريق ككتلة واحدة وجماعيته يعد النجم في المقام الأول، فمهما غابت الأسماء وتواجدت بدائل أخرى لا تشعر بفروقات كبيرة.
على المستوى الدفاعي رقمهم المميز بالتصفيات يدل على قوته، فلك أن تعرف أنهم خلال مباريات التصفيات واجههوا أفضل مهاجمي القارة السمراء الآن، سواء أوبامنينج لاعب دورتموند الألماني أو إيفونا لاعب الأهلي المصري السابق والمحترف حاليًا بالدوري السويسري لاعبي الجابون الخطيران للغاية، إضافة لمهاجمي مالي وكوت ديفوار، ولم يستطع أي منها أن يلوث نظافة شباكهم ولو بهدف واحد في 6 مباريات.
أما على المستوى الهجومي، فيعتمدون على أسلوب السهل الممتنع، ويتلخص في خلق أكبر فرص لإرسال كرات عرضية لمهاجم المنتخب الذي يتواجد برفقته في منطقة الجزاء دواما لاعبين أو ثلاثة لتحقيق الاستغلال الأمثل للعرضيات، وورغم بساطة هذا الفكر الفني بعيدا عن الفلسفة، إلا ان الفرنسي هيرفي رينارد احتاج لاكثر من عام حتى يتقن عناصر منتخبه طريقة اللعب تلك لانها من الناحية النظرية تبدو سهلة للغاية لكن تطبيقها على ارض الواقع يحتاج الكثير والكثير.
كيف تلعب أمام المغرب؟
يجيد المنتخب المغربي الآن عنصرين من أهم العناصر التي يجب توافرها لتحقيق الفوز بأي مبارة، الأول يتمثل في امتلاك القوة البدنية الكافية لتطبيق الضغط العالي على مدافعي الفرق المنافسة لأطول فترة من عمر المباراة، والثاني قدرته على السيطرة على وسط الملعب وتحقيق نسبة استحواذ جيدة مهما كانت قوة المنافس الذي يلاعبه، لذلك أي منافس يريد الفوز على أسود الأطلسي يجب أولا أن يتنازل عن عراك منتصف الملعب ويعتمد على الكرات الطويلية الإنجليزية المتقنة لمهاجمي وأطراف منتخبه، وفي نفس الوقت ينبه على خطه الخلفي لعب السهل المضمون في تعامله مع الضغط العالي للمنتخب المغربي.
النقطة الأهم في التعامل مع لاعبين هيرفي رينارد هي ضرورة استغلال الكرات الثابتة بالشكل الأمثل، فهي تقريبا نقطة الضعف الوحيدة بالجيل الحالي للمنتخب المغربي، وبالمناسبة آخر خسارة مني بها رفقاء بن عطية في منافسة رسمية بعيدًا عن الوديات كانت مطلع العام الذي أوشك على الانتهاء أمام المنتخب المصري بدور الثمانية في كاس الأمم الأفريقية التي نظمتها الجابون، بنتيجة 1/0 والهدف جاء عن طريق كرة ثابتة ركنية نجح رفقاء أفضل لاعب أفريقي عن عام 2017 المصري محمد صلاح في استغلالها بالشكل الأمثل.