في الحلقة الثانية من متابعتنا لمنتخبات العرس المونديالي القادم نتعرض اليوم لبطل أوروبا والمصنف الثالث عالميا منتخب البرتغال الذي يتواجد ضمن المجموعة الثانية رفقة منتخبات إسبانيا والمغرب وإيران، ويتوقع أن يكون أحد المتأهلين عن مجموعته إلى الأدوار الثانية منتظرًا ما ستفسر عنه نتائج المجموع الأولى والتي تضم روسيا وأوراجوي والسعودية ومصر، إلا إذا كان لمنافسيه بمجموعته رأيًا آخر.
اقرأ أيضا: كيف تفوز على إسبانيا أحد المرشحين للتتويج بكأس العالم؟
نظرة على البرتغال
يرى الكثير من خبراء كرة القدم في البرتغال النسخة الأوروبية من أهم دولة في عالم كرة القدم البرازيل، ورغم أن الاتحاد البرتغالي لكرة القدم تأسس عام 1914 وانضم إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم عام 1932 إلا انه لم ينجح في الوصول إلى نهائيات كأس العالم في أول 8 نسخ من البطولة وعلى مدار تاريخه لم يظهر بالنهائيات إلا 6 مرات بما في ذلك النسخة المقبلة روسيا 2018.
وأهم إنجازاته تتلخص في احتلاله المركز الثالث بنهائيات إنجلترا 1966 والمركز الرابع بنهائيات ألمانيا 2006، لكن الإنجاز الاكبر لهذا البلد يتمركز فيما جادت به من لاعبين عظام دائما ما امتعوا عشاق الساحرة المستديرة، بداية من ايزبيو مرورا بلويس فيجو وروي كوستا وأخيرًا الدون كريستيانو رونالدو.
منتخب أفضل لاعب بالعالم عن العام الحالي الذي قارب على الانتهاء، وصل إلى نهائيات روسيا المقبلة بعدما تصدر مجموعته المكونة من سويسرا والمجر وجزر الفارو ولاتفيا واندور، برصيد 27 نقطة جمعها من 9 انتصارت وخسارة وحيدة محرزا 32 هدف ولم تهتز شباكه سوى 4 مرات فقط طيلة عمر التصفيات.
طريقة اللعب
منذ تولي البرتغالي فرناندو سانتوس منصب الإدارة الفنية لمنتخب بلاده عام 2010، ولجأ في البداية إلى اعتماد طريقة 4/2/3/1 لاستغلال موهبته الأبرز وقتها رونالدو وما يمكن أن يفعله على طرفي ملعب المنافسين، لكن مع تقدم لاعب وقائد منتخبه في العمر لجأ إلى طريقة 4/4/2 الكلاسيكية حتى يستفيد بالشكل الأمثل بقدراته التهديفية العالية ولا يرهققه في واجبات دفاعية قد تؤثر على مجهوده الهجومي، وهو ما ساعدهم بشكل كبير في أن يصبح رونالدو الهداف الأبرز للمنتخب البرتغالي على مدار تاريخه محرزا حتى أكتوبر من العام الجاري 78 هدفًا في 144 مبارارة خاضها بقميص البرتغال.
ومن ناحية الأداء الفني يجمع البرتغال بين التزام وخططية المنتخبات الأوروبية واللمسات الجمالية والفنية لمنتخبات قارة أمريكا الجنوبية، وبالأخص دولة البرازيل التي استعمرتها البرتغال لفترة من التاريخ، فلا يمكن أن تشبه كرة البرتغال على أرضية الميدان بمنتخبات قارتها أمثال السويد أو إيطاليا أو روسيا أو ألمانيا، وفي نفس الوقت لا يمكن أن تشبهها بكورة مستعمرتها في السابق البرازيل، ولكن بكل أريحية يمكن أن تراها مزيجًا بين الاثنين.
لا يعتمدون على شكل ثابت ونمطي في طريقهم إلى الوصول إلى مرمى الخصوم، بل يأتي ذلك بشكل إبداعي في المقام الأول.
من أبرز لاعبيها بالجيل الحالي وبالطبع في مقدمتهم القائد رونالدو وإلى جواره لاعب بشكتاش التركي ريكاردو كواريزما، والمهاجم الواعد للمنتخب الشاب اندريا سيلفا المنتقل حديثًا لعملاق إيطاليا إيه سي ميلان، إضافة إلى أحد أهم لاعبي الفريق خلال تصفيات كأس العالم والذي يتواجد دائما في مركز الطرف الأيمن صاحب القدم اليسرى برانردو سيلفا الذي تألق العام الماضي مع موناكو الفرنسي قبل أن ينضم لكتيبة الإسباني بيبي جوريولا المدير الفني لنادي مانشستر سيتي الإنجليزي.
كيفية الفوز على البرتغال؟
المنتخب الذي يقع جغرافيا جنوب غرب أوروبا يتميز بقوته الهجموية، فعلى مستوى الدفاع يعاني بشكل كبير سواء أمام الفرق الكبرى أو الصغري، ويكفي أن تعرف أن جزر الفارو مع الاحترام الكامل لمنتخبها سجلت في مرمامهم خلال لقائهما سويا بالتصفيات.
وتظهر مشاكلهم الدفاعية بشكل كبير أمام المنتخبات الكبرى رغم امتلاكهم لحارس مرمى جيد حارس سبورتتنج لشبونة البرتغالي روي باترسيو، إلا أن امكانياته الحقيقية لا تظهر بشكل دائم وبالتحديد في مناسبات معينة، والكثير يعلم الواقعة التي حدثت بينه وبين قائد الفريق رونالدو خلال بطولة الأمم الأوربية الأخيرة التي توجوا بها حينما انتقد أدائه خلال مباريات مرحلة المجموعات وأخبره أنه عليه أن يظهر كفاءة أكبر خلال المباريات المقبلة وهو ما كان، بعد أن كان أحد العوامل المساعدة بشكل كبير في تتويج البرتغال باللقب الأوروبي الأول والوحيد لها حتى الآن.
وللحق أغلبية الكرات التي تهتز بها شباك باتريسيو لا يمكن أن يسأل عليها وحده، بل يسأل عليها في المقام الأول دفاعات الفريق رغم تواجد المدافع البرتغالي الشهير لاعب ريال مدريد السابق وبشكتاش الحالي بيبي، فمنطقة العمق الدفاعي بالأخص يعاني منها كثيرا المنتخب البرتغالي ولم يجد المدير الفني أي حل لها حتى الآن، وبسهولة يمكن لأي منتخب يلاعبهم أن يخترقهم من هذة المنطقة إذا تواجد لديهم لاعبون يتمتعون بالسرعة الكافية ويجيدون كسر مصيدة التسلسل.
من الناحية المعنوية يستطيع أي منتخب الفوز على بطل أوروبا، وبالأخص بالطبع المنتخب العربي المغربي والمنتخب الإيراني اللذان يتواجدان مع الفريق الأوروبي بنفس المجموعة، شرط ألا يتعاملون معه بندية؛ فإذا كان هو بطل أوروبا فالمغرب أفضل فريق أفريقي، وإيران الأفضل آسيويا في التصنيف الشهري لفيفا.
وبخصوص رونالدو فهناك طريقة مثلى لمواجهته يتبعها الآن أغلبية المدافعين، وتتمثل في عدم إعطائه أية فرصة للتسديد على مرمامهم سواء بقدمه اليمنى أو اليسرى وحتى إذا نجح رونالدو في التسجيل بشباكهم كما هو المعتاد أمام جميع خصومه فهناك فرصة كبيرة للتسجيل أيضا في مرمى رفقاء رونالدو بسبب دفاعهم الهش.