بعدما أسفرت قرعة كاس العالم عن تواجد إيران رفقة منتخب إسبانيا المصنف السادس عالميًا في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم، بالاضافة إلى المصنف الثالث عالميا منتخب البرتغال بجانب المنتخب الأفريقي الرهيب المغرب الذي يتوقع الكثير من الخبراء أنه الحصان الأسود في النسخة المقبلة من كأس العالم، يُقدم «إيران خانه» نظرة خاصة على الثلاث منتخبات لنعرف كيف يستطيع رفقاء موهبة إيران الشابة وهدافهم بالتصفيات ساريدار حصد نقاط من تلك المنتخبات.
ونبدأها مع منتخب اللاروخا، لأكثر من 365 يومًا لم تتجرع إسبانيا حاملة لقب كأس العالم في نسخة جنوب أفريقيا عام 2010، أي هزيمة بالأخص طيلة عمر التصفيات المؤهلة لكأس العالم والتي نجحت في تخطيها بفضل تحقيقها لـ 8 انتصارات وتعادل وحيد مسجلة على الطريق إلى روسيا 35 هدفًا ولم تهتز شبكها سوى 3 مرات في 9 مباريات.
إسبانيا
بعد سنوات طويلة من الابتعاد عن الألقاب سواء على المستوى العالمي أو القاري، حيث كان آخر تتويج لمنتخب اللاروخا عام 1964 عندما فازت بلقب كأس الأمم الأوربية، جاء جيل ذهبي من اللاعبين امتزج مع خبرة المدير الفني لريال مدريد في أحد فترات عمله المدرب ديل بوسكي، ليصنعوا تاريخا للمنتخب الإسباني بدءًا مع عام 2008 الذي شهد تتويجهم الثاني بكأس الأمم الأوربية ومن ثم عام 2010 والذي شهد تتويجهم الأول والوحيد حتى الآن بكأس العالم، وبعدها بعامين استطاعوا أن يحافظوا على كأس الأمم الأوروبية من جيد بالتتويج بالنسخة التالية من المسابقة بعدما نجحوا في الفوز على المنتخب الأيطالي بتيجة 4/0 في المبارة النهائية بالبطولة.
ولأن دائما ما يأتي بعد الانتصار فترة انكسار، ومع تقدم الكثيرمن من نجوم هذا الجيل في العمر، ابتعد كثيرا المنتخب الإسباني عن منصات التتويج واقتصرت إنجازاته على المشاركة بالمحافل العالمية دون تحقيق أي شي وحتى في بعض الأحيان لم ينجح في تخطي مرحلة المجموعات كما حدث بالنسخة الأخيرة من كأس العالم بالبرازيل عام 2014، ثم جاء إخفاق كأس الأمم الأوروبية عام 2016، وهنا تأكد المسئولون عن منتخب اللاروخا أن جيل الإنجازات لم يعد قادرا على تحقيق المزيد، ويجب بدء مرحلة الإحلال والتجديد التي بدأت بإعطاء مقعد المدير الفني لرجل جديد متمثل في جولين لوبتيجي بعد اعتزال ديل بوسكي عالم التدريب والإدراة الفنية بسبب تقدمه في العمر والاكتفاء بما حققه في مسيرته الاحترافية.
وأمام هذا التحدي الكبير نجح المدير الفني الجديد الذي أكمل عقده الخامس من عمره قبل شهور في بناء فريق جديد للمنتخب الإسباني مازجًا أهم عناصر الجيل المبهر لإسبانيا وعدد من الوجوه الشابة التي تستعد حاليا لتكون أبرز نجوم عالم الساحرة المستديرة في السنوات المقبلة، فخرج إلينا فريق مرعب مازجا بين الخبرة والطاقة الشبابية.
طريقة اللعب وأبرز اللاعبين
المنتخب الإسباني طيلة مباريات التصفيات اعتمد على طريقتين للعب الأولى 4/1/4/1 بظهيري دفاع وباكين أحداهما على اليمين والآخر في اليسار، أمامهم محور ارتكاز دفاعي وقاطع كرات بالمقام الاول box to box، وأمامه 4 لاعبين لا يملون أو يكلون من إحراز الأهداف أو صناعة الفرص التهديفية لمهاجم الفريق ولبعضهم.
والطريقة الثانية لا تختلف كثيرًا عن الاولى، فقط يلجأ فيها للعب بدون رأس حربة صريح وللعب بطريقة رأس الحربة الوهمي ليصبح طريقة توزيع اللاعبون على العشب الأخضر 4/1/5 ولكن الخمسة اللاعبون في الامام لا يقفون على خط واحد بل يقسمون بشكل شبة منخرف رأس ضلعيه يتمركز أمام محور الارتكاز الدفاعي كمساند له عندما لا يمتلك فريقهم الكرة، والثلاثة الآخرين يمثلون قاعدة شبه المنحرف بشكل أمامي، كما لعب المنتخب الإسباني مباراته أمام منتخب إيطاليا بالتصصفيات ونجح وقتها في هزيمته بنتيجة 3/ صفر.
التشكيلة
أبرز اللاعبين وتشكيلة المنتخب الإسباني معروفة للجميع، وبنسبة 99% لن تختلف في نهائيات كأس العالم المقبلة إلا في أضيق الحدود إذا اعتبرنا بالطبع الحالة البدنية السليمة لجميع اللاعبين، في حراسة المرمى سيتواجد أحد أفضل حراس المرمى على مستوى العالم في هذه الفترة حارس مانشستر يونايتد ديفيد دي خيا، وأمامه مدافعين أحدهم قائد ريال مدريد سيرجيو راموس، والآخر القائد الثاني لبرشلونة جيراد بكيه، وعلى يمينهم ظهير ريال مدريد الأيمن كارفخال، وعلى يسارهم ظهير برشلونة الأيسر ديفيد ألبا، أمامهم محور ارتكاز برشلونة بوسكيتش، وأمامه صانع ألعاب ريال مدريد إيسكو، وإلى جواره قائد برشلونة ومنتخب لاروخا الرسام إنيستا، مع الأخذ في الاعتبار أنه من الممكن أن يفقد مكانه بالتشكيلة الأساسية لحساب وسط تشيلسي فابريجاس، وأمامهم مثلث هجومي قاعدته مكونة من لاعب مانشيستر سيتي ديفيد سيلفا، وموهبة ريال مدريد الشابة أسيسنو، ورأس المثلث مهاجم تشيسلسي موراتا.
كيف تواجه إسبانيا؟
على أرض الميدان يفضل دائما عناصر المنتخب الإسباني الكرة في أقدامهم لا يكلون أو يملون من التمرير العرضي أو الأمامي، لكن ليس الطولي، الكرة دائما على الأرض لا تعلو سياستهم في اللعب مرر ثم مرر، اجعل الخصم يشعر أنه لا يستطيع أن يفتك منك الكرة، سرب إليه شعور أنه أقل منك قيمة فنية على الميدان.. استفز كبريائه لينخدع مدافعيه ويفقدو تركيزهم، حتى تأتي التمريرة البينيه ويصبح أحد لاعبي إسبانيا في فرصة سانحة للتهديف.
لذلك أي منافس يواجه منتخب لاروخا يجب في البداية أن يتخلى عن فكرة أن ينافس على امتلاك الكرة أو الاستحواذ، بل اعطهم الكرة كما يريدون في وسط الملعب لكن في المقابل اغلق كل مساحات التمرير الأمامي أمامهم، ولا تدع أية مساحات خلفك.. مرن حارس مرماك بشكل جيد على التحرك العرضي في ظهر مدافعيه.
بهذا الأسلوب الدفاعي المعتمد على غلق مساحات التمرير دون التهور في مواجهات فردية لأنها تصب في صالح أبناء لاروخا، مع تألق من حارس مرماك قد تأمن الشباك النظيفة أمام إسبانيا وهو ما يعني أنك لديك في جعبتك نقطة التعادل الآن.
ولكن في كرة القدم كلما كنت طماعا كلما وصلت لهدفك؛ لذلك لما لا أن تطمع في الثلاث النقاط وفي هذة الحالة يجب أن تسجل في شباك الحارس الأفضل في العالم الآن ديفيد دي خيا، وهنا يجب استغلال الحلقة الاضعف في الأداء الفني بالمنتخب الإسابني قلب دفاعيه الذين يتعرضون لاختبارات صعبة كل مباراة بسبب افتقادهم للتأمين الدفاعي بالشكل المطلوب من أمامهم بالأخص في حالات الهجمات المرتدة، فرغم سرعتهم المناسبة لمتطلبات مراكزهم إلا أن المساحات التي يتركها ظهيري اليمين واليسار خلفهم إذا تم استغلالها بالشكل الأمثل قد نرى شباك إسبانيا تهتز.
لذلك على إيران أن تنكمش بصورة كبيرة في لقائها مع إسبانيا أمام مرماها وتغلق كل مساحات التمرير وفي نفس الوقت لا تدع لوسط إسبانيا وأجنحتها فرص التصويب على المرمي مع مراقبة صارمة لمهاجمهم موراتا بلاعب طويل ويتمتع بوثب عالٍ؛ ليمنعه من الوصول إلى العرضيات المتقنة من كارفخال وألبا، وبمجرد قطع الكرة يجب تمريرها بشكل أمامي سريع في خلف ظهراء الجنب والدفاع، وهو ما يجيده المنتخب الإيراني، فأغلبية أهدافه في التصفيات جاءت من تمريرات طويلة بمجرج افتكاك الكرة لمهاجميه بالأخص السريع للغاية ساريدار.