لم يكن تربية الحيوانات أمرًا شائعًا للغاية في إيران، غير أنه في الآونة الأخيرة ظهر اهتمام متزايد لشراء الحيوانات الأليفة وتربيتها داخل المنازل، ومع إمكانية تربية بعض الحيوانات تبدو هناك مشكلة في تربية حيوانات أخرى وأبرزها الكلاب، والتي رغم اقتنائها الواسع حول العالم، إلا أن إيران لا تزل في مشكلة تشريعية بخصوصها خاصة بسبب الخلفية الإسلامية، التي تعتبرها حيوانات “نجسة”.
تشريعات
على مدار السنوات كان هناك تغيير يصعد ويهبط بما يخص التشريعات الخاصة بتربية الكلاب، فعام 2014 على سبيل المثال اقترح البرلمانيون بإيران مشروع قانون يفرض عقوبة مقدارها 74 جلدة إلى جانب غرامة مالية ما بين 300 دولار أميركي أو 3000 دولار، بحق أي من يقتني حيوانا أليفا كالكلاب والقردة وغيرها في المنزل أو يتجول بها في الأماكن العامة ويخرج بها في الشارع.
وهو الأمر الذي اعتبره هؤلاء البرلمانيون الذين بلغوا 32 نائبًا أن إقرار هذا القانون من شأنه أن يمنع اقتناء الحيوانات، التي اعتبروا الحصول عليها هو مجرد تقليد أعمى للثقافة الغربية، غير أن هذا القانون في الوقت نفسه يستثني منه ضباط الشرطة وأصحاب المزارع وأصحاب البساتين ورعاة الأغنام والصيادين شريطة أن يحصلوا على رخصة تمكنهم من اقتناء الكلاب بشبب حاجتهم إليها.
وتقوم الشرطة الإيرانية بجمع الكلاب الأليفة من الأماكن العامة وتغرّم أصحابها إذا ما ضبطوها برفقتهم خارج منازلهم. كما حظرت الشرطة بيع الكلاب الأليفة عام 2002.
تضييقات
وحتى برغم هذه التشريعات التي تظهر من آن لآخر، يبقى دائمًا هناك خلاف بين المحافظين والمعتدلين حول بعض القضايا الخلافية مثل اقتناء الحيوانات، في ظل اتجاه العديد فعلًا لاقتنائها، رغم وجود الفتاوى التي تقدم العديد من التضييقات حيال تربية الكلاب، فلا يمكن داخل إيران على سبيل المثال وجود الإعلانات الدعائية للمنتجات التي تخص الحيوانات الأليفة، كما أن ليس هنالك الكثير من أماكن الرعاية، والمحلات التي يباع بها المنتجات الضرورية للحيوانات.
ولكن في الآونة الأخيرة بدأ هذا الأمر يتوافر شيئًا فشيئًا بشكل متنامي زيادة اقتناء الحيوانات نفسها، وهو الأمر الذي يؤكده بعض الإيرانيين الذين كانوا يواجهوا من قبل صعوبات أكثر في العثور على مسلتزمات احتياجات حيواناتهم.
مستشفى طهران للحيوان
تعد مستشفى طهران للحيوان هي المستشفى الرسمية الوحيدة داخل إيران، وتتميز هذه المستشفى بكبر حجمها، وكثرة تخصصاتها، التي تشمل التخصصات النادرة أيضًا، كما يقدم المستشفى الرعاية على مدار الساعة، إضافة لوجود أقسام كثيرة متنوعة من العناية بالأسنان حتى الجراحة.
وقد أكد أطباء المستشفى أن الحالات التي تأتي للمستشفى صارت أكثر بالفعل الآونة الأخيرة، معبرين أن رغبة المواطنون في اقتناء الحيوانات ترجع إلى الرغبة في التفاعل مع الطبيعة أيضًا، وهو الأمر الذي يؤكده اقتنائهم للنباتات كذلك، إضافة إلى الرغبة في الإحساس بالعاطفة ناحية كائنات أخرى، وإن كان ذلك متوفر أكثر للعائلات الغنية التي يمكنها توفير احتياجات الحيوانات.
ويلحق بالمستشفي في إيران متجر أيضًا لشراء مستلزمات الحيوانات منه، وهو متجر كبير يوفر الكثر من المستلزمات مثل بيوت الحيوانات، وطعامهم، والأطواق المناسبة لهم، وغيرها.
قوانين حماية الحيوانات
رغم وجود العديد من القوانين التي تجرم اصطحاب الحيوانات وتربيتها، إلا أنه لا يوجد قوانين رادعة داخل إيران للرفق بالحيوان، وهو الأمر الذي تسبب في مطالبات من منظات حقوقية للحيوانات مثل جمعية حماية الحيوانات في إيران المطالبة بضرورة وجود خطوات رادعة بهذا الشأن، خاصة بعد ظهور مقاطع فيديو توضح الأساليب القاسية التي يتعرض لها بعض الحيوانات داخل إيران.
ففي عام 2015 انتشر على الخصوص مقطع فيديو يظهر تعرض كلاب للحقن ثم التألم حتى الموت في مدينة شيراز بجنوب إيران، ليؤدي ذلك لردود فعل مستهجنة على وسائل التواصل الاجتماعي، مما أدى إلى اعتقال رجلين تورطا في ذلك، غير أنه لا يوجد معاقبة رادعة حقيقية تجاه مثل هذه الخطوات، وغالبًا ما يتم الإفراج عن الجناة بسبب بعض الثغرات، أو حتى عقاب بسيط.
إلا أنه في بعض الحالات يتم تقرير عقوبات صارمة، وتتدخل السلطات القضائية فقد صدر بحق الرجل الذي ضرب الكلب في الشاحنة بشمال إيران بالجلد 74 جلدة وقضاء 270 ساعة في خدمة المجتمع.