صدامات.. التحامات.. إصابات.. وللاسف في كثير من الأحيان ضحايا وشهداء، تلك هي المحصلة الحتمية لأية تظاهرة تسيطر عليها الفوضى والاندفاع والتهور، لكن إذا سيطر العقل اختلف الأمر، وهو ما يثبته التاريخ القريب والبعيد المليء بالكثير من حكايات التظاهرات السلمية التي أبدعت في إيصال رسالتها المرجوة دون التحام واحد مع قوات الأمن، وذلك بفضل حسن اختيارهم لطريقة الاحتجاج.
حجاب رجال إيران
قبل ما يقرب من العام، استيقظ العالم على إقدام الرجال الإيرانين بارتداء الحجاب والتقاط صور فوتغرافية، وإلى جوارهم بنفس الصور نساء لا يرتدون غطاء الرأس، ونشرها على حساباته المختلفة بمواقع التواصل الاجتماعي.
ووسط اهتمام إعلامي محلي وعالمي بما أقدم عليه عدد ليس بالقليل من الرجال الإيرانين، تبين أنهم اتخذوا من هذا الفعل طريقة للتظاهر والاحتجاج على القانون الذي يرغم النساء في إيران على دفع غرامة إذا خرجت من بيتها دون حجاب.
ورغم حالة الضجة التي أثارتها فعلة الإيرانين وقتها، إلا أنه حتى الآن لم تؤتِ بثمارها، وما زالت تعاني من المرآة من بعض القوانين التي تسلب منها الكثير من حقوقها وحريتها.
أكياس ملطخة بالدماء
الإيرانين لم يكونوا وحدهم من لجأوا إلى فن اختيار طريقة الاحتجاج للتظاهر، فقد لجأ إليه عدد من النشطاء الفرنسيين المنتمين لجمعيات الرفق بالحيوان بطريقة لا يمكن وصفها إلا بالإبداعية، حينما وضعوا أجسادهم عارية داخل أكياس ملطخة بالدماء، احتجاجا منهم على الإفراط غير المبرر في استهلاك الفرنسين للحوم، إضافة إلى احتجاهم على المعاملة القاسية التي يتعرض لها الحيوانات المستمدة منها لحوم الطعام، مطالبين باغلاق المسالخ في مدينة تولوز جنوب غرب فرنسا.
قبعات العمال
استعدوا جيدا مثل كل يوم، تناولوا فطورهم مع أسرهم الصغيرة، قبلوا زوجاتهم وأطفالهم، ثم ارتدوا ملابس العمل، وبدلا من الذهاب إلى مقر عملهم كما المعتاد اصطفوا أمام البرلمان يرصون قبعاتهم التي يرتدونها أثناء العمل من باب الأمان وللمحافظة على سلامتهم، ثم ذهبوا بعيدا وتركوها على الرصيف تشجب وتندد وتحكي هي عن مدى سوء أحوالهم وعدم الإحساس بالأمان والاستقرار الذي تملكهم من جراء مماطلة شركاتهم في تجديد عقودهم، معلنة أنها لن تعتمر رأس أحد العمال بعد الآن إلا بعد أن تحفظ له حقوقه، فبعدها يمكن ان تحفظ سلامته أثناء ممارسة عمله.
تلك كانت الطريقة الإبداعية في الاحتجاج التي لجأ اليها عمال إيطاليا قبل عشر سنوات من الآن لجذب الانتباه إلى مطالباهم، بعدما فشلوا في ذلك باستخدام الطرق التقليدية من تجمهر في الشوراع وتعطيل حركة المرور وحركة القطارات.
الدجاج أمام البرلمان
قبعات عمال إيطاليا لم تكن وحدها التي تظاهرت أمام البرلمان، فهناك الدجاج أيضا، الذي أطلقه عدد من الفرنسين من قبل باعداد كبيرة أمام البرلمان الفرنسي؛ اعتراضا منهم على إقرار حق زواج المثليين بفرنسا.
الطريف في الأمر أن وقتها الشرطة لم تراع حقوق المتظاهرين (الدجاج) في تعبير عن آرائهم ودخلوا في اشتباكات عنيفة معه بغرض تشيت جمعهم وفض تظاهرتهم وهو ما نجح به الأمن، بعد أن أسقط من المتظاهرين دجاجيتين دهسا تحت الأقدام.